لا توجد عقيدة سماوية أو دين يدعو لاغتصاب حق أو تهجير شعب من أرضه أو الإسراف فى القتل والقمع والانتقام، وبدعاوى كاذبة كالدفاع عن النفس خارج أرضه كالتى قامت به الولايات المتحدة بالسابق وما تقوم به إسرائيل الآن وهى تبيد كل ما يقابلها من بشر أو عمران دون تمييز وبأبشع أسلحة الدمار الشامل لإرهاب العُزل وبدعم علنى كريه وصريح من أكبر آلة حرب عسكرية بالعالم الآن مهما زين الغرب دعمه لها بحجة الدفاع عن النفس حتى لو كانت ضد الحقيقة أو الفهم العالمى كله.
وقد غاب عنهم بل وغيبهم الغرور لإهمال العواقب التى سيكشف عنها المستقبل من سخط وكراهية ونزعة للانتقام من ورثة القتلى والمصابين اللذين قاربوا مؤخراً الربع مليون نفس ممن عايشوا الدمار والهلاك والإبادة الصريحة التى تقوم بها إسرائيل فى فلسطين ولبنان وغيرها من دول الجوار خلاف ما خلفته المشاهد غير الآدمية فى نفوس باقى البشر بالعالم.
لقد أعماهم الكبر والعنجهية والصلف والغرور عن إعمال العقل وأعماهم بصراً وبصيرة عن قراءة التاريخ جيداً ليستفيدوا منه ولو بوقفة ونظرة لمستقبل كيانهم وأجيالهم القادمة بعد ما خلفوه فى النفوس من مرارة وحنق وتجاهل لتطورات متسارعة للمخترعات وأساليب القتل والانتقام فى ظل سهولة تملك الكيانات الصغيرة طائرات مسيرة ومخترعات عابرة للحدود والعوائق وبحداثة متسارعة خلاف الأسلحة البيولوجية وغيرها من الوسائل التى تنشر دوائر الخوف وتعدد مواقعها وما خفى كان أعظم.. وربما أسهل تدميراً.
والسؤال الآن: هل ستنام أو تموت مرتاحاً يا نتنياهو بعد أن خلفت هذا الحجم الهائل من الكراهية والعداء لأهلك ومواطنيك؟
أشك لأن حجم البشاعة التى تركتها فى نفوس حتى الدول المجاورة ومعظم شعوب العالم لن تنمحى آثارها بسهولة مهما كذبت أو التففت على الحقائق.. ولا أعتقد أن التوراة الحقيقية تدعو إلى القتل والتدمير لمئات الآلاف بهذه الطريقة الحيوانية الشرسة والبشعة، لتنشر بذور الكراهية فى كل اتجاه مخلفة أشجاراً بلا ظلال وثماراً سامة.