العدوان الإسرائيلى الممنهج والمستمر الذى يمتد لأكثر من عام فى قطاع غزة والآن يتواصل فى الضفة الغربية ولبنان وسوريا والذى خلف عشرات الآلاف من القتلى والجرحى من المدنيين من الاطفال والنساء ويمارس الاحتلال أبشع جرائمه من سياسة تجويع وإبادة جماعية وتدمير لكل وسائل الحياة وللبنية التحتية فى انتهاك سافر للقواعد الخاصة بالقانون الدولى والقانون الدولى الانسانى وهو ما يؤكد انها لا تريد وقف عدوانها وحربها وبالتالى فهى تضع نفسها فوق القانون ولكن السؤال الذى مازال لا يجيب عنه المجتمع الدولى الى متى سيظل الوضع كما هو دون أى إجراءات حازمة وفورية تتخذ ضد دولة فعلت كل شئ مخالف لقواعد القانون الدولى وارتكبت جرائم بشعة ضد الانسانية وهل اسرائيل اقوى من كل المجتمع الدولى وأنه لها حصانة تحميها من العقاب؟ فالاجابة معروفة بأن الولايات المتحدة الامريكية تحميها وحامى الحمى لها وأيضا بعض الدول الغربية ولكن وفى ظل ذلك قد تكشف الوجه الحقيقى لهذه الدول فمهما تقول من مبررات فليس لها أى مصداقية.
هناك دول اتخذت خطوة مهمة للغاية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وهى اسبانيا وايرلندا وسلوفينيا وهو ما يدعو دولاً أخرى للاقدام لنفس هذه الخطوة وهو ما يؤكد ان العالم بدأ يدرك اهمية ذلك الامر وان يكون لفلسطين العضوية الكاملة فى الجمعية العامة للامم المتحدة.. فسياسة إسرائيل هى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم والعمل على تصفية القضية الفلسطينية وهو امر مرفوض بشكل تام وكامل.
يجب العمل سريعا على الانفاذ الكامل والعاجل للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون أى معوقات أو مشروطية من اسرائيل، والوقف الفورى لهذا العدوان من أجل انقاذ الأراضى الفلسطينية مما تبقى حيث دمرت اسرائيل غزة واصبحت مناطق كثيرة للغاية من صحة وتعليم ومرافق ومبان وبالتالى فإن الحياة اصبحت مستحيلة وهو ما يهدد بانتشار الامراض والاوبئة.
واذا انتجهنا الى لبنان سنرى ان استمرار العدوان الاسرائيلى يؤكد انها تريد تهجير اكثر من مليون و200 الف لبنانى من اراضيهم ومنازلهم فى جنوب لبنان وهو امر مرفوض وهناك ضرورة لتنفيذ القرار الاممى (1071) وتعزيز ونشر الجيش اللبنانى جنوب نهر الليطانى فالاعتداء الاسرائيلى منذ أيام قليلة على قوات الامم المتحدة «اليونيفيل» المتواجدة فى لبنان هو بمثابة خرق فاضح للقانون الدولى ولا يوجد ما يحرك ساكنا من المجتمع الدولى تجاه كل ما يحدث وهو امر يدعو للاستغراب والتعجب مما يحدث.
اللبنانيون عليهم مسئولية كبيرة من خلال العمل سريعا على انتخاب رئيس له بشكل توافقى ويمكن القول ان ما تفعله اسرائيل من ممارسات فى المنطقة لا يحقق الامن والاستقرار لان السلام لن يتحقق الا من خلال اقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية .
الانتخابات الامريكية المقرر لها 5 نوفمبر المقبل على منصب الرئيس ايا كان من سيفوز سواء دونالد ترامب عن الحزب الجمهورى او كامالا هاريس عن الحزب الديمقراطى فهى كلها سياسة واحدة لم ولن تتغير فى الدعم المطلق لصالح اسرائيل ولكن ربما يكون ترامب اكثر دعما لاسرائيل وهو ما سنراه خلال ايام قليلة , وللاسف فإن سياسة الولايات المتحدة واحدة من الدعم الثابت والمطلق لاسرائيل .
الحرب الاسرائيلية لن تتوقف وستظل مستمرة لان اسرائيل تريد التوسع وهو ما نراه الان من فتح جبهات جديدة وبالتالى فان الانتخابات الامريكية وفوز اسم جديد بها لن يحقق نتيجة فعلية لوقف هذه الحرب بل ستظل اسرائيل فى سياستها والتى تكشفت خلال الفترة الماضية.