المهرجانات ولدت مع بدايات المسرح الحقيقى ومع نشأة المسرح الاغريقى «اليونانى» القديم كان التنافس الكبير ذو الجوائز المعتبرة القيمة ومع عمالقة التأليف المسرحى «اسخيلوس ويوربيدس واروستفانيس» ثم توالت مع حقبة المسرح الرومانى القديم وتجاوزت العصور المظلمة إلى أن جاء عصر النهضة فالعصور التالية والعصر الحديث وحتى القرن العشرين وبدايات القرن الواحد والعشرين وحتى يومنا هذا وكل المهرجانات وجدت للتنافس برعايات رسمية من قبل الدول وحكامها وجاءت فكرة المهرجانات للتحفيز والتطوير والاجادة والازدهار والنمو والارتقاء بالمسرح وفنونه ولان المسرح ولد وعاش وسيظل ابوالفنون فهو بحاجة مستمرة للرعاية على كل المستويات الرسمية والأهلية والرعاية هنا مالية واشرافية ورقابية من حيث المطروح وجهات التمويل سواء التمويل الرسمى من أجهزة الدولة أو من الجهات الخارجية أو من المجتمع المدنى والسؤال لماذا نقيم المهرجانات المسرحية والاجابة فى سياق بدايات المقال بالاضافة الى ما هو اهم فى خلق حركة مسرحية هادفة تعمل فى خدمة المجتمع والارتقاء والنهوض بالانسان عقليا وفكريا واخلاقيا مع الارتقاء بفن الدراما المسرحية بداية من المؤلف والنص المسرحى إلى من يعتلى المسرح من خلال المخرج الذى يصنع ويقدم سينوغرافيا ذات ابعاد جمالية راقية وجاذبة ومحاطة بخطاب درامى يهدف الى الرقى بالانسان والمجتمع وعلاقة كل هذا بالمجتمعات المتباينة والمختلفة محليا وخارجيا هذا بجانب الرقى بالمنتج المسرحى وإجراء تعليمات وتعليم وتطوير صناع هذا المنتج من أدوات ومهارات الممثل وصناع المناظر المسرحية والأزياء والإضاءة، والمهرجانات ابتدعت وجاءت فكرتها من أجل كل هذا ونأتى إلى فكرة المهرجانات فى مصر واللافت للجميع أن مصر – للأسف – فيها أكبر وأكثر عدد مهرجانات على مستوى العالم وهذا ليس ظاهرة ايجابية وانما يعتريها البعد السلبى فكثرة المهرجانات تعطل العملية الابداعية المتريسة المتمهلة لابداع مسرحى ذى قيمة كما ان كثرة المهرجانات يعطل المواسم المسرحية.. حيث كل العروض تشارك فى كل المهرجانات دون ضوابط او شروط ودون متابعة أو رقابة لهم !! وتكون النتيجة إنفاق الأموال والميزانيات والنتيجة المروعة «صفر» ابداع وانهيار الموضوعية ووأد القيمة والمعنى المراد الوصول لها ونستخلص من هذا كله حتمية ترشيد عدد المهرجانات والاقلال منها بحيث نراعى اشكاليات الكم والكيف وان ننشد الجدية والمصداقية والارتقاء ورفع مستوى المنتج المسرحى المطروح وان توضع شروط هامة وفاعلة بغية الوصول الى المستوى المطلوب وان توضع اختصاصات وشروط نوعية لكل مهرجان بحيث كل مهرجان يختلف عن المهرجان الآخر وبطبيعة الحال والموضوعية ان تختلف المهرجانات وتتباين فى وظيفتها وطبيعتها.. من هنا نخلص الى توصيات مهمه: تقليل عدد المهرجانات وتحديد خصوصية كل مهرجان والعرض الذى يشارك فى مهرجان لا يشارك فى أخر والتفريق بين عروض الاحتراف وعروض الهواة بكافة اشكالها الرسمية كعروض الثقافة الجماهيرية وعروض المجتمعات الاهلية وعروض القطاع الخاص وهو غير موجود على ارض الواقع وهنا نؤكد على ان فكرة المهرجانات جاءت بهدف واحد هو الرقى بفنون المسرح والرقى بالانسان اخلاقيا وحان الوقت – حتميا – لمواجهة اشكاليات المهرجانات المسرحية وننتظر الحلول الايجابية السريعة حتى لا نرسخ لمقولة الجعجعة بلا طحن فلا دقيق ولا خبز ؟!!..