المتحف المصرى الكبير على حد تعبير عالم الاثار زاهى حواس هو اعظم مشروع متحفى ثقافى فى القرن الواحد والعشرين، وهو اكبر متحف فى العالم لحضارة واحدة، وتعيش مصر حالياً اجواء انتظار افتتاح المتحف الكبير الشهر القادم، وهو من اكبر الاحداث الثقافية فى تاريخ مصر والذى يستحق افتتاح عالمى .
يحتوى المتحف على اكثر من مائة الف قطعة أثرية من اهمها مجموعة الملك الشاب «توت عنخ آمون» التى تم اكتشاف مقبرته بالاقصر عام 1922 على يد عالم الآثار البريطانى هيوارد كارتر، وتوت عنخ آمون هو بطل المتحف الكبير وبتعبير السينما هو «نجم الشباك» للآثار الفرعونية، وقد حصل على هذه الشهرة بعد جولاته فى اوروبا وامريكا وقد حقق 120 مليون دولار ارباحاً من تلك الجولات وهى التى كانت سبباً فى تأسيس وبناء «مركز ترميم الاثار» الذى عمل طوال سنوات على ترميم نصف معروضات المتحف الكبير.
ظلت فكرة تأسيس المتحف حلماً طوال 32 عاماً تحقق اخيراً بعد مراحل تخطيط وتنفيذ طويلة منذ وضع حجر الاساس عام 2002 حتى اليوم، وتم تجميع «المسلة المعلقة» وهى مسلة الملك رمسيس الثانى وهى «معلقة» لانها محاطة بأربعة اعمدة لاظهار الخرطوش الخاص بها المنقوض على اسفل المسلة.
يستقبل الزوار فى بهو المتحف «تمثال الملك رمسيس الثاني» الذى تم نقله من ميدان رمسيس عام 2006، ثم بعد ذلك توجد منطقة «الدرج العظيم» الذى يوضع عليه 90 قطعة أثرية لاهم ملوك مصر من الفراعنة، وكذلك يحتوى الدرج على نماذج للمعابد القديمة وايمان المصرى القديم بالحياة الاخرى الابدية وينتهى الدرج ببانوراما عرض الاهرامات الثلاثة التى تبدو واضحة من النافذة العملاقة.
اما فى قاعتى الملك توت عنخ امون سوف يتم عرض اكثر من خمسة الاف قطعة اثرية اهمها قناع الملك الذهبى وقلادته وكرسى العرش والسرير الملكى بوجوه «الاسد» و»التابوت المذهب» الذى يزن 114 كيلو من الذهب الخالص، بالاضافة إلى عرض «مراكب الملك خوفو» ولها شهرة عالمية منذ تم اكتشافها عام 1954.
اتمنى بعد افتتاح المتحف المصرى الكبير ان تقيم مدارس مصر رحلات منتظمة للمتحف وهى رحلات سوف تعيش فى ذاكرة الاطفال طويلاً، وتكون بمثابة الدرس الاول لتعرف الاجيال الجديدة بداية التاريخ المصرى العريق منذ 7 آلاف عام وتعاقب الاسر والامبراطوريات وآثارها العظيمة وصولاً إلى اهرامات الجيزة التى ينتهى المتحف بالقرب منها ويستطيع الزائر استكمال الرحلة بزيارة الاهرامات ايضاً.
لقد جمعت مصر كنوز الفراعنة تحت سقف واحد، ويستحق هذا الحدث العظيم ان يحظى بأهم تغطية اعلامية ويتم نقل افتتاح المتحف الكبير فى كافة وسائل الاعلام المصرية والاجنبية العاملة فى مصر، وتبقى التحية لكل من عمل فى بناء هذا الصرخ الشامخ العظيم من اول المهندس الصينى النرويجى صاحب التصميم الاصلى للمتحف وحتى اقل عامل مصرى ساهم فى تشييد المتحف للاجيال القادمة.