كل الدول التى سقطت فى غياهب الحروب والاقتتال والفوضى وضاعت أراضيها وتفككت أوصالها بفعل فاعل واحد يخطط ويدبر بليل لإسقاط كل دول المنطقة فى صراعات وحروب تنتهى بدمار دول وخرابها وتهجير شعوبها وانتهاء بتقسيمها.. والعامل المشترك فى كل هذه الدول التى سقطت بفعل فاعل هى الميليشيات المسلحة.. تلك الميليشيات التى يتم زرعها فى كل دولة تكون نهايتها الطبيعية والمحتمة هى السقوط بعد خرابها وتقسيمها لشمال وجنوب وشرق وغرب… وبنظرة واحدة للمنطقة العربية الآن ندرك حقيقة ما نقول.. الميليشيات فى العراق وسوريا واليمن ولبنان.. ولا أحد ينكر ذلك والهدف فرض سيطرة ونفوذ على هذه الدول فى سبيل السيطرة على المنطقة العربية.
ولو أضفنا السودان للقائمة السابقة تتضح لنا جميعا الصورة خاصة بعد التقسيم لشمال وجنوب والسعى لتكون السودان تحت سيطرة الميليشيات لتكون هى التهديد الأكبر لمصر من الجنوب كما ذكرنا من قبل مع محاولات توريط الجيش المصرى فى مواجهات هناك لأسباب نعلمها جميعا..
كل الدول التى ذكرناها سقطت فى فخ الصراعات والاقتتال بشكل لا ولن ينتهى وتدفع شعوبها ثمنا باهظا لطموحات الطامحين فى الحكم والطامعين فى فرض السيطرة وتدمير المنطقة بكاملها.. مع ملاحظة أن هذه الميليشيات تكون تابعة لمنظمات أو تنظيمات وجماعات متطرفة تنتمى لليمين أو اليسار لا فرق.. وفى النهاية يكون هدف هذه الميليشيات هو إسقاط الدول وتدميرها وهو ما حدث مع كل دول المنطقة.. فكل المناطق التى سيطرت عليها الميليشيات تم تقسيمها وتدميرها ولن تقوم لها قائمة مرة أخري..
ولو كان لبنان نموذجا على ما نقول فقد تم تقسيمه لشمال وجنوب.. وانتهى بمواجهة مع إسرائيل بشكل مباشر لن تنتهى إلا بخراب وتدمير كامل للبنان وتقسيم وسيطرة أكثر للكيان الصهيونى وتنفيذ عاجل لحلم «إسرائيل الكبري» الذى بدأ تنفيذه بالفعل..
والحقيقة أن الميليشيات هى صنيعة استعمارية يتم زرعها داخل مناطق ودول مشتعلة لتؤجج الصراع وتشعل الحروب كخطوة أساسية لسقوط الدولة والسيطرة عليها.. أما الهدف الأساسى لهذه الميليشيات فهو اسقاط الجيوش النظامية لتصبح هى البديل الرسمى للجيوش وبالتالى تستمر الصراعات ولا تنتهى وتسقط الدول ولا تقوم لها قائمة..
ثم يأتى أحدهم ليطالب مصر بالتدخل فى الحرب.. فعلوها فى ليبيا وكرروها فى السودان وطالبوا بها فى غزة والآن يطالبون بتدخل مصر عسكريا فى لبنان.. وهم لا يدركون أن عقيدة الجيش المصرى هى حماية أرض مصر وليس الصراعات العرقية سابقة التجهيز لتوريط مصر والقضاء على الجيش المصرى كما حاولوا كثيرا من قبل وفشلوا.. فمصر هى الدولة الوحيدة الباقية بجيشها الوطنى وليس بميليشات عميلة.
بالمناسبة تفتيش الحرب والاصطفاف العسكرى لم يكن مجرد عرض عسكرى فهو رسالة لمن لا يدرك حجم وقوة الجيش المصري..لا تقترب من مصر حتى لا تندم.. انتهي.