قلوبنا مع لبنان الحبيب الأيقونة.. فى محنتها التى تتعرض لها منذ أسابيع مع عدو لا يرحم.. ولا يقدر الظروف التى تمر بها منذ الشغور الرئاسى قبل عامين وحتى الآن.. فلا رئيس يلملم الجراح ويجمع وحدة الصف لرأب الصدع والالتفاف حوله.. ولا رئيس وزراء لتنفيذ المهام الموكلة إليه.. لأن ميقاتى المكلف مؤقتاً بإدارة الدفة مكبل بقيود تجعله غير قادر على اتخاذ القرارات بحرية وبالقدر الكافي.
صراحة.. مصر منذ بدء الأزمة تقوم بحث كافة الأطراف اللبنانية على العمل لإنهاء الشغور الرئاسى لصالح الدولة الجريحة.. لذا كانت اللجنة الخماسية التى تضم مصر والسعودية والولايات المتحدة الأمريكية وقطر وفرنسا.. لبحث كيفية الخروج من مرحلة الجمود الرئاسى وتقديم الدعم اللوجستى للبنانيين كى يعوضوا ما فاتهم واللحاق بالركب والنهوض بالبلاد والخروج إلى بر الأمان.
الحقيقة.. بعد أن قامت الآلة العسكرية الغاشمة الإسرائيلية بدك العاصمة بيروت.. أطلق السياسيون البارزين فى لبنان مبادرة لإعادة الحياة لهذا البلد الذى يعانى من الشلل.. والدعوة الجادة لسد الفراغ الرئاسى والتوافق على انتخاب رئيس جديد خلفاً للرئيس ميشال عون المنتهية ولايته منذ عامين والذى كان قائداً سابقاً للجيش اللبنانى وحليفاً سياسياً لحزب الله.. وكانت أخر محاولة لرأب الصدع.. قيام عون ونجيب ميقانى القائم بأعمال رئيس الوزراء الحالى وكل من الزعيم الدرزى وليد جنبلاط ورئيس البرلمان نبيه بري.. بإصدار بيان مشترك باسم الشركاء فى الوطن.. لانتخاب رئيس توافقى للجمهورية فى أسرع وقت ممكن لأن الأوضاع الحالية تؤكد أهمية وجود الرئيس كخطوة تمهد إلى تشكيل حكومة جديدة.. تحرك الماء الراكد وبالتالى البداية والانطلاقة لكافة مؤسسات الدولة.
أعتقد أنه لا شيء فى ظل تلك الظروف الاستثنائية يمنع من إجراء الانتخابات الرئاسية لأن الدستور اللبنانى يتضمن ضمن بنوده أنه فى حال خلو المنصب يجتمع المجلس اللبنانى كى يصبح هيئة انتخابية خاصة فى ظل نوايا شعب هم موجودون بالفعل ورئيس مجلس قائم بالفعل.. أى أن المهمة ليست بالمستحيلة.. وأنه على حزب الله المعطل لتلك المسيرة للأسف أن يدرك خطورة الموقف الحالى فى لبنان ويضع يده مع الثنائية الشيعية المرتبطة بإيران الحليف للمرور من عنق الزجاجة وحلحلة الأزمة التى لا تراوح مكانها منذ عامين لأن الحزب لا يريد إلا رئيساً يوافق هواها وهذا لا يجوز بأى شكل من المشاكل.. فمصلحة لبنان أولاً.. وأنه لا يجوز ومن غير المنطق أن تظل دولة بدون رئيس طيلة هذه المدة.
أعتقد أن اللبنانيين بكافة طوائفهم العرقية والاثنية.. فى حاجة الآن إلى الالتفاف حول رئيس توافقى وتأليف حكومة، كى تدير دفة السفينة إلى بر الأمان، صحيح أنها مسألة بالسهلة فى بلد يتنازعه الكثير من الطوائف التى تعمل لصالحها ولكن لابد من نبذ الفرقة والطائفية والمصالح الشخصية.. فى زمن تموج فيه الصراعات والتى تتخذها إسرائيل كذريعة للتفرقة وتعميق الأزمات كى ترتع وتصول وتجول وما تفعله فى جنوب لبنان من تدمير وقتل وتخريب خير دليل بحجة ردع ميليشيات حزب الله وإيقاف صواريخها الموجهة باتجاه شمال إسرائيل تعاطفاً مع الأشقاء فى غزة والذين يتعرضون لأبشع صور القتل فى التاريخ الحديث.
يقينى أن سلامة النية الوطنية فى قلوب الجميع ستكون بمثابة طوق النجاة ويقطع الطريق أمام المتربصين بهذا البلد الجميل والعابثين بمقدراته وبمصيره، وأنه على حزب الله القبول بالقرار الدولى رقم 1701 الذى يقضى بإفراغ الجنوب اللبنانى من كافة الميليشيات المسلحة وإحلال القوى الشرعية اللبنانية محلها بقيادة الجيش اللبنانى الوطني.. فلا يجوز أن يكون هناك جيشان فى دولة واحدة كما لا يجوز ربط المسار اللبنانى بمسار غزة كى لا تتعقد الأزمات وتتشابك مع بعضها فيصعب حلها كما حدث أيام السعى لانتخاب رئيس جديد للبلاد والفشل فى التوافق على تسميته، الأمر الذى جعل عون يترك منصبه بعد انتهاء ولايته وانتظاره لأشهر لمن يخلفه.
على الشعب اللبناني.. الضغط بقوة لإصلاح ما أفسده الفرقاء وأصحاب المصالح.. وأن يتم عقد لقاءات وندوات شعبوية فى مختلف وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية للتمهيد لتلك الانتخابات الرئاسية حتى ولو كانت تحت قعقعة السلاح وأن يجتمع أعضاء النواب للاتفاق على صيغة توافقية والضغط على المجتمع الدولى لسرعة إنهاء الحرب الغاشمة على بلادهم.. كى يتفرغوا لحل الأزمات الداخلية وعلى رأسها الانتخاب لرئيس جديد والسعى لتشكيل حكومة جديدة.. أعلم أنها كما قلت إنها معضلة ولكن مع الإرادة والعزيمة والإصرار يمكن فعل كل شيء.. فكم من طبول قرعت فوق الرءوس.. وكم من غبار خنق ساحات المعارك.. ولكن مع الوقت والتصالح مع النفس انقشع الغمام وساد الوئام.. فهل يفعلها اللبنانيون؟!.. هذا ما ننتظره منهم إذا أجمعوا على كلمة سواء.
وأخيراً:
> أتمنى أن تنجح المساعى العربية وعلى رأسهامصر.. فى وقف الحرب على لبنان والأراضى المحتلة.
> تصريح محافظ الإسماعيلية بحل مشكلة الورش بالمحافظة جذرياً لقناعته بأن الورش لابد أن تكون خارج الكتلة السكنية.. ذكرتنى بالملف المسكوت عليه وهو ورش صقر قريش بالمعادى الجديدة والتى حولت المدينة إلى مدينة للحرفيين.. وأسأل رئيس الحي.. هل أنت على علم بمعاناة الأهالى ليلاً ونهاراً من ورش مزعجة ومقلقة للراحة بمعنى الكلمة.. وهل تعلم أن أعداد الورش فى ازدياد حتى بلغت 1500 ورشة، وأن بعض أصحاب الورش يتوسعون على حساب الشوارع وأسأل المحافظ الدكتور إبراهيم صابر ابن المحافظة أصلاً.. والذى يشهد له الجميع بالكفاءة والعمل هل يعلم مسئولوا الحى بمشروع نقل الورش إلى زهراء المعادي.. والذى توقف فجأة منذ 4 أعوام تقريباً بعد بناء عشرات الورش.