مازالت أتحدث عن إرادة الشعب المصرى فى تحقيق انتصار أكتوبر العظيم.. كما جاءت إرادته أيضاً فى يونيو 2013 عندما اتحد مع الجيش والشرطة لإسقاط حكم جماعة الإخوان الإرهابية ومازلت أتحدث عن هذا التلاحم بين القيادة السياسية والجيش والشعب وهو ما كان مفتاح الانتصار فى معركة العبور.. واليوم ونحن نواجه أحداثاً خطيرة بالمنطقة العربية المحيطة بنا منذ ما سمى بمعركة «طوفان الأقصى» فى السابع من أكتوبر من العام الماضى والتى اتخذت المبرر الرئيسى لإسرائيل فى القيام بحرب وحشية ضد الشعب الفلسطينى وتسعى إلى تغيير وجه المنطقة العربية أصبح لا يوجد أمامنا من سبل فى مصر سوى ضرورة الإلتفاف حول قيادتنا السياسية وأن نتكاتف جميعاً دعماً لأمان الوطن وحماية لجبهتنا الداخلية والخارجية.
إننا حالياً أحوج ما نكون إلى ضرورة إيقاظ روح انتصارات أكتوبر وإيقاظ مشاعر الولاء والانتماء والوطنية خاصة بين الشباب الذى لم يعاصر تلك الانتصارات كما إننا فى حاجة إلى تحمل أى مصاعب قد نتعرض لها نتيجة الضغوط الاقتصادية وأيضاً الصراعات الإقليمية التى تحيط بنا من كل جانب وتأجيج روح الصمود واستلهام روح معركة العبور من الهزيمة إلى النصر الذى أعاد العزة والكرامة فى نفوسنا جميعاً.
كان الرئيس عبدالفتاح السيسى حريصاً فى جميع كلماته التى جاءت خلال تلك الأيام على التأكيد أن انتصار أكتوبر جاء نتيجة تلاحم الشعب والجيش وأن الدولة المصرية حققت النصر رغم فارق الإمكانيات بالإرادة والرؤية العبقرية التى سبقت عصرها وحققت لمصر السلام حتى الآن.. وعلى الرغم من أن السلام الذى نعيشه حالياً فى تلك المنطقة الملتهبة جاء نتيجة هذا الانتصار وإننا على الرغم من امتلاكنا القوة والقدرة على خوض أى معركة إذا تعرض أمننا القومى لأى تهديد إلا أن السلام مازال هو خيارنا الرئيسى حتى الآن.
إن طبيعة الشعب المصرى دائماً ما تتجه نحو السلام والاستقرار إلا إنه إذا استشعر الخطر على بلاده سرعان ما يتلاحم بكل فئاته وأبنائه للدفاع عن أرضه ووطنه.. ومن هنا فإن انتصار أكتوبر يمثل فى الحقيقة «حكاية شعب» قدم فيه الآباء والآمهات أبناءهم فداء لهذا الوطن.. حكاية تجلت فيها الشخصية المصرية بكل عظمتها فحققت ما كان العالم يعتقد إنه المستحيل لتؤكد أن هذا الشعب يبذل الغالى والنفيس لحماية أمنه وسلامة أرضه ضد أى تهديد أو اعتداء وأن الجيش المصرى هو الدرع الحصينة التى تحمى مقدرات هذا الوطن مدعوماً بوحدة شعبه وصلابة إرادته.
اليوم ونحن نقترب من نهاية شهر الانتصارات لابد أن نوجه الشكر والتحية لأبطال انتصار أكتوبر 1973 ونترحم على أرواح الشهداء الذين سقطوا فى معارك الشرف والفداء.. ولكن من الواجب أيضاً أن نوجه رسالة شكر خالصة للرئيس عبدالفتاح السيسى الذى كان حريصاً خلال الآونة الأخيرة أن يبعث إلينا برسالة طمأنة للشعب المصرى رغم الأزمات والحروب والصراعات التى تحيط بنا فها هو يتفقد الفرقة السادسة المدرعة بالجيش الثانى الميدانى بالإسماعيلية الذى أظهر لنا مدى التطور الذى وصلت إليه تلك الفرقة التى تعد جزءاً أصيلاً من القوات المسلحة وأكدت لنا مدى القدرة والاستعداد على أى مواجهة مهما كانت التحديات الإقليمية أو الدولية.. اليوم أستطيع أن أقول إن الرئيس عبدالفتاح السيسى أعاد لنا الشعور بالأمن والاستقرار بعد تلك المعارك التى خاضها ضد الإرهاب وضد محاولات إسقاط الدولة المصرية على أيدى جماعة الإخوان الإرهابية.. استطاع الرئيس أن يحافظ على الوطن باتخاذ قرارات شجاعة تهدف إلى الحفاظ على الدولة المصرية من ناحية وسط تلك العواصف والأعاصير من الحروب الدائرة بالمنطقة المحيطة بنا.. ومن ناحية أخرى فهو يبنى دولة جديدة باقتدار وسرعة غير مسبوقة جعلت العالم ينظر لنا ونحن نعيد اكتشاف دولتنا ونقوم بتحديثها والحفاظ على هويتها والسير فى معركة البناء والتطوير متجاوزين العراقيل والصعاب الاقتصادية والسياسية فى منطقة مضطربة تعيش حروباً عصيبة وفوضى قاسية.
هذه هى مصر أكتوبر.. وهى مصر الحديثة العزيزة القوية بشعبها الداعمة لجيشها.. الفخورة بقائدها الذى يسعى بكل ما له من جهد وإخلاص إلى رفعة شأن وطننا العزيز المفدى دائماً بإذن الله.