نعم ورغم كل الأزمات  مصر جميلة وفيها حاجة حلوة وخليك فاكر، مهما كانت  الضغوطات والصعوبات والكوارث ما زال المصريون يعشقون مصرهم ويعتزون بمصريتهم، أزمات الأسعار والاقتصاد وانقطاع الكهرباء والتلوث لم تؤثر على مصرية ووطنية المصريين الوطنيين ولا انتمائهم وولائهم لبلدهم العظيم، يشعرون بالضيق والضجر والزهق ويعبرون عن شعورهم بأكثر من طريقة، تبدأ من الشجار والهجوم على الحكومة ورفع شعارات الحكومة فين؟ ولازم التغيير وصولاً إلى إطلاق النكات والقفشات والضحكات، وعندما تستمع وتتابع هؤلاء الغاضبين تظن أن الدنيا قد اسودت فى أعينهم واستبد بهم اليأس والقنوط، لكن ومع أول بارقة أمل أو بؤرة ضوء فى نهاية النفق تجد هؤلاء الأشخاص أنفسهم وقد غمرهم الأمل والتفاؤل واختلفت نظرتهم إلى كل شيء، إذن أنت أمام شعب «يرضى بقليله» كلمة واحدة طيبة ترضيه بس أهم حاجة إياك والاستهزاء بذكاء هذا الشعب، فهو شعب يفهمها وهى طايرة، وبالبلدى «محدش يضحك عليه»، وبالشبابى «محدش يقدر يشتغله»، فهذا الشعب له مفاتيحه، من يمتلك هذه المفاتيح يستطيع أن يتسلل إلى تلك الشخصية المصرية الفريدة، فالشخصية المصرية التى تحمل علامات وآثار حضارات آلاف السنين تختلف عن أية شخصية أخرى فى العالم، عندما نسافر خارج مصر ونتعامل مع الآخرين نتذكر هؤلاء الناس الطيبين أبناء الشعب المصري، المصريون – حتى لو كانوا يعانون فقراً وعوزاً – يتسمون بالكرم وحسن استقبال الضيوف، فالغريب لا يشعر بأنه غريب بل العكس تماماً فالمصريون يحتفون بالأجانب أيما احتفاء، والمرأة المصرية حكاية مصرية تدعو إلى التأمل، فهى الصبورة التى تتحمل وهى الطيبة التى تحتوى وتلم وتجمع الأسرة، هى المدبرة والموفرة، هى الأم والأخت والزوجة والابنة، لكن كل ما حدث للشخصية المصرية هو رتوش بسيطة فى القشرة الخارجية، تغيرات طفيفة لم تصل إلى اللب لم تصل إلى القلب، لذلك أنا لست قلقاً مهما حدث، لأننى أرى أن مصر الآن وفى ظل كل تلك الأزمات ما زالت دولة «عفية» وشعبها «حيوياً»، مصر أكثر من 100 مليون يعيشون ويأكلون ويشربون ويذهبون إلى أشغالهم، حياة المصريين تسير بشكل طبيعي، الأفراح لم تتوقف، الفسح والخروجات وأماكن الترفيه والتسلية ودور العرض السينمائى والمولات الضخمة كل شيء يعمل وكل شيء طبيعي، انظر إلى كورنيش النيل سواء فى القاهرة أو فى المحافظات، انظر إلى كورنيش الإسكندرية، وشواطئ البحر الأحمر والقرى السياحية، انظر إلى وسائل النقل والمواصلات، انظر إلى القاهرة وقت الذروة، انظر إلى الجامعات والمدارس والأندية، انظر إلى المصانع والشركات، لن تجد إلا دولة عفية فتية قوية بناسها الجدعان الطيبين، مصر بشعبها لن تموت، تمرض لكنها لن تموت، دولة غير قابلة للكسر، محروسة وجميلة خليك فاكر .