يوم 29 أكتوبر عام 2014 احتفل جوجل فى نسخته العربية بوضع صورة سيدة مصرية على صفحته الرئيسية فى ذكرى مولدها وهى «لطفية النادي» والتى تعد أول امرأة من قارة أفريقيا تحصل على إجازة الطيران فى عام 1933وكان قبل ذلك بعدة سنوات فى عام 1996 قد تم إنتاج فيلم وثائقى تناول قصة كفاح لطفية بعنوان «الإقلاع من الرمل» أخرجه وجيه چورچ وقد حصل هذا الفيلم عام 1997 على الجائزة الأولى للمجلس الأعلى للثقافة فى سويسرا، وفى هذا الفيلم سئلت عن السبب الحقيقى وراء رغبتها فى الطيران فقالت إنها كانت تريد ان تكون حرة. وكان رقم لطفية النادى 34 حيث لم يتخرج قبلها على مستوى المملكة المصرية سوى 33 طياراً فقط جميعهم من الرجال وبذلك اصبحت هى أول فتاة مصرية عربية إفريقية تحصل على هذه الإجازة. علاوة على ذلك تعد هى أول امرأة مصرية تقود طائرة بين القاهرة والإسكندرية، وثانى امرأة تقود طائرة منفردة اذ تمكنت من الطيران بمفردها بعد 13 ساعة من الطيران المزدوج مع «مستر كارول» كبير معلمى الطيران بالمدرسة فى مطار ألماظة، فتعلمت فى 67 يوماً ووجهت الدعوة للصحافة لحضور الاختبار العملى الأول لها. ولطفية النادى التى ولدت عام 1907 تلقت تعليمها فى الأمريكان كولدج وكان والدها الذى يعمل بالمطابع الأميرية يرى ان دراسة الفتيات يجب ألا تتعدى المرحلة الابتدائية بعكس والدتها التى شجعتها على اكمال تعليمها. وفى هذه الفترة كانت مدرسة الطيران فى بداية نشأتها عام 1932 وكان الالتحاق بها مقتصراً على الرجال فقط، إلا أن لطفية تمنت الالتحاق بها وبطبيعة الحال رفض والدها الفكرة تماماً، فما كان منها إلا بحثت عن بدائل لتستطيع سداد رسوم الدراسة فلجأت إلى كمال علوى مدير عام مصر للطيران فى ذلك الوقت فوافق على ان تعمل فى مدرسة الطيران لتتمكن بمرتب الوظيفة من الدراسة. وهكذا بدأت رحلة الطيران حيث كانت تحضر دروس الطيران يومين أسبوعياً وتعمل باقى الأسبوع، وقد تعلمت الطيران مع زملاء لها على يد مدربين مصريين وإنجليز فى مطار ألماظة بمصر الجديدة وكانت هى الشابة الوحيدة بينهم. وعندما حصلت على الإجازة كانت فى سن الـ 26 وتحدثت عنها الصحف ونشرت أخباراً عنها مع صور التقطوها لها مما أثار غضب والدها الذى فوجئ بالخبر حيث اخفت عنه لطفية دراستها فى مدرسة الطيران لرفضه ذلك، وحتى تقوم بإرضائه اصطحبته معها فى الطائرة وحلقت فوق القاهرة والأهرامات فلما رأى جرأتها وشجاعتها أصبح من أكبر المشجعين لها. وفى ديسمبر 1933 قام نادى الطيران بدعوة مؤتمر الطيران الدولى للانعقاد فى مصر ليناقش أحوال الطيران وقوانينه ولوائحه ثم يقوم بامتحان مهارات الطيار ومدى كفاءته واشترك فى هذا السباق 26 طياراً من مختلف الجنسيات بطائراتهم الخاصة كان منهم مصريان هما أحمد سالم ومحمد صادق. وشاركت لطفية فى الجزء الثانى من سباق الطيران الدولى وهو سباق سرعة بين القاهرة والإسكندرية حيث بدأ السباق فى 19 ديسمبر 1933 وخلال هذا السباق تربعت لطفية على طائرة طراز «جيت مون» الخفيفة بمحرك واحد ومتوسط سرعة 100 ميل فى الساعة وكانت أول من وصل إلى نقطة النهاية رغم وجود طائرات أكثر منها سرعة. فازت لطفية بالمركز الأول فى هذا السباق ولكن تعسف لجنة التحكيم التى كان معظمها من الإنجليز والذين سحبوا النتيجة بسبب ان الطائرة لم تمر إلا على خيمة واحدة فى المكان المحدد للعودة من الإسكندرية والموجود به خيمتان.