زيادة الحركة السياحية الوافدة إلى مصر هى مطلب الجميع.. ويتساءل الكثيرون لماذا لا نكون مثل دولة كذا أو كذا ونحن نملك أكثر مما يملكونه من مقومات أى حركة سياحية.. وقد تبدو المقارنات فى احيان كثيرة فى غير محلها.. بل هى فى الغالب كذلك.. لاختلاف الظروف والمواقع والسياسات أيضا..
> وبغض النظر عن المقارنات فان المطلوب دائما هو السعى لمضاعفة الحركة الوافدة الينا.. وقد يحتاج إلى التوجه نحو اسواق جديدة.. أو دراسة الاسواق القائمة.. لنعرف كيف نستجلب منها اضعاف مايصلنا منها..
> ومع هذا فان هناك اسواقا مغلقة بأيدينا.. وتكتفى بعدة آحاد قد تأتى منها.. وقد يحين وقت لكى تدفق الآلاف منها.. بعد ان تتغير الظروف السياسية المانعة لها..
> ولكن هناك اسواق أخرى ليست بها أى مشاكل سياسية لنا.. ومع ذلك بعض القيود الموجودة تمنع تدفق الحركة السياحية منها.. ابرز هذه الاسواق اسواق شمال افريقيا.. بالدرجة الأولى السوق المغربي.. ويليه السوق الجزائري.. ثم اخيرا السوق التونسي..
> ما الذى يمنع ان يصلنا من المغرب مثلا مليون سائح يسافرون كل عام إلى تركيا وغيرها من دول أوروبا.. وعندما يحاولون الحضور إلى مصر تفاجئهم قيود التأشيرات.. التى خففت اخيرا إلى السماح بدخول من يحمل تأشيرة شنجن.. أو أمريكا أو استراليا أو اليابان أو انجلترا.. فيمكن الحصول على تأشيرة الدخول فى منافذ الوصول.. المطارات أو المواني.. اما بخلاف هؤلاء فالحصول على تأشيرة مصر اسهل منها الحصول على المستحيلات الثلاثة وهى الغول والعنقاء والخل الوفي.. كما يقولون فى الامثال العربية.. اشارة إلى صعوبة الحصول على الخل الوفي.. لان الغول والعنقاء هى كائنات اسطورية غير موجودة.. فلا يبقى الا الخل الوفي.. وهو المستحيل..!! .. مثل الحصول على تأشيرة مصر من المغرب..
> وقد عقد لدينا فى مصر منذ عامين مؤتمر الاتحاد الدولى للصحفيين والكتاب السياحيين (فيجيت).. ولم يستطع الوفد المغربى المشارك فى المؤتمر الحضور.. من كان معه تأشيرة شنجن فقط استطاع الحصول على تأشيرة من المطار.. والباقون ظلوا اسابيع يترددون على سفارة مصر فى الرباط للحصول على التأشيرة ولم يستطيعوا.. بل اضيف إلى هذا انى اتصلت شخصيا بالسفارة المصرية فى الرباط شارحا الموقف.. وكان الرد نحن فى انتظار تعليمات القاهرة.. بل أكثر من هذا لجأت إلى سفير مصر فى دولة أوروبية.. وكان زميل دراسة لابنائي.. اتصلت به للتوسط فى الامر لدى زميله فى المغرب.. ولاعطاء الوفد المغربى التأشيرة.. وللاسف لم تنجح الوساطة أيضا.. لان الرد كان انتظار تعليمات القاهرة.. وعقدنا المؤتمر دون ان يستطيع أكثر من ثلثى الوفد المغربى الحصول على تأشيرة دخول مصر..
> وقد كنا نسافر بدون تأشيرات دخول إلى المغرب وتونس.. وانا شخصيا سافرت إلى البلدين عدة مرات بدون تأشيرة.. ثم تغير الحال وفرضت تأشيرات الدخول بين البلدين ومصر.. وامامنا تجربة ناجحة من تركيا.. فعندما ألغت تركيا التأشيرات بينها وبين المغرب توجه اليها فى العام الاول من الالغاء مليون سائح مغربى ثم استمرت الزيادة سنويا.. وانا متأكد ان قرارا بالغاء التأشيرات بين مصر والمغرب سيوفر لمصر على الفور مليون سائح مغربى يتزايدون حتى يصلوا إلى مليونى سائح وأكثر.. مثل هذا يقال عن الجزائر وتونس.. ويمكن ان يصل من الدول الثلاث فى أول عام مليونى سائح على الاقل..
> الخلاصة ان مصر قدمت تسهيلات عديدة فى تأشيرات الدخول.. لاشك سهلت كثيرا من دخول السائحين.. لكن بقيت وهو ما يجب أن يتم فى شمال افريقيا.. ولكن كما يقول مثلنا الشعبى «لكل عقدة حلال».. فاننا نتطلع إلى حل هذه العقدة..
> لقد خطت مصر خطوات كبيرة فى تسهيل تأشيرات الدخول اليها فى عهد الوزيرين خالد العنانى واحمد عيسي.. ونتطلع إلى حل عقدة تأشيرات شمال افريقيا فى عهد الوزير شريف فتحى لنضيف على الاقل مليونى سائح سنويا لمصر.. ولهؤلاء أهمية اقتصادية أخرى هى انهم ممن يقبلون على شراء المنتجات المصرية.. والأمر مرفوع للدكتور مصطفى مدبولى.