من المتوقع ان يتحدث مقالى هذا عن حرب العزة والكرامة «٦ أكتوبر» والإنجاز الذى حققه الجيش المصرى فى هذة الفترة ولكنى وعدت بأن أكمل مقالى السابق عن ألمانيا أو على الاقل أتحدث عن أهم الزيارات وأذكر احداثها ولعلها تكون مفيدة لغيرى لمعرفة بعض المعلومات عن الاماكن التاريخية التى لم يحالفه الحظ لزيارتها.
اتذكر ساعتين قضيتهما مع زملائى الصحفيين فى «عاصمة العقول» فى ألمانيا كانتا بمثابة أغلى ساعتين بفضل الرجل الخلوق الدكتور أشرف منصور رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية بالقاهرة الذى قادنا فى جولة مسائية بشوارع النموذجية وتحديداً فى أغلى منطقة فى العالم وهى «Gendermenmarkt» قديماً حسب وصف الدكتور وتعنى هذه الكلمة «جندرمان» هم العسكر و»ماركت» مكان تسوق الأسلحة وأبرز ما فى هذه المنطقة فندق مشهور عالمياً ويتوسطها 3 مبان ضخمة كنيسة ودار فن ومجمع علمى لا يفرق بينها إلا أمتار معدودة ووجود كل هذه المبانى الضخمة بجوار بعضها يعكس التسامح والسلام الذى تعيش فيه الدولة حالياً ودليل على تقدير ألمانيا للدين والإبداع والعلم والعلماء على حد سواء.. وشاهدت أنا وزملائى المجمع العلمى وهو مبنى زجاجى ضخم شيد للدراسات والأبحاث العلمية ويضم ممثلين من كل الجهات العلمية الرسمية فى ألمانيا بما فيهم الجامعة الألمانية فرع القاهرة «GUC» ورأينا بعض من سبل التكنولوجيا الحديثة هناك.
وأتذكر تشبيه قاله الدكتور أشرف بشكل ودى لنا فى بداية الجولة عن مقاطعات «بادن- فورتمبيرج» و»بافاريا» يشكلون جزءا كبيرا من اقتصاد ألمانيا ووصفهم أنهم قريبون من عادات وتقاليد محافظات الصعيد ودمياط فى مصر ويشبهون فى جديتهم وعزيمتهم فى العمل وان كل فرد فى البيت منتج من الصغير إلى الكبير.. وفى نهاية حديثه معنا بعد ان وجد على وجوهنا علامة الانبهار والسعادة من كثرة ما سمعناه وشاهدناه قال جملته الشهيرة «أهلك لا تُهلك» كناية عن الوطن وأننا نسافر ونجتهد وصوب أعيننا نحو بلدنا فخورين بما وصلت اليه من تقدم واحترام بين الدول.
وكانت جولتى الأخيرة مع أوائل الثانوية العامة لرؤية المعالم السياحية فى ألمانيا حُسن الختام لأنى شاهدت «سور برلين» من أشهر الحواجز والفواصل فى العالم والذى كان يفصل بين شرق وغرب ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية والأحداث التى نعرفها جميعا.. ولفت نظرى أثناء الجولة فى منطقة كودام وجود كنيسة ضخمة وعتيقة لكنها محطمة رغم الازدهار والرقى التى تعيشه ألمانيا فى وقتنا الحاضر وسألت وعلمت ان هذه الكنيسة من بقايا آثار الحرب العالمية الثانية وتركت الركام لتكون رمزاً لنهوض برلين من جديد وتحوُّل هيكل البرج المتبقى إلى نصب تذكارى ضد الحرب.
بصراحة كانت فرصة عظيمة لأنها أكسبتنى معلومات كثيرة فى مدة قصيرة لم تصلنى من خلال قراءاتى السابقة ولكنها أثقلت مكتبتى الذهنية بقيمتها التاريخية.