كتاب لماذا الحرب الذى ضم الرسائل المتبادلة بين أينشتاين و فرويد الذى يعالج موضوعاً يكاد ينطبق على الواقع الذين نعيشه رغم ان الرسائل تم تبادلها قبل ما يقرب من 100 عام الكتاب ترجمة جهاد الشيبينى وقدمه وحرره نادر كاظم فكرة الكتاب نابعة من المعهد الدولى للتعاون الفكرى وعصبة الأمم حين طلب من اينشتاين اختيار موضوع لمناقشته مع من يراه من مفكرين وعلماء ووقع اختياره على فرويد كان العالم وقتها خارجاً من الحرب العالمية الأولى التى راح ضحيتها ما يقارب من 30 مليون إنسان.
فى الرسائل التى طرحها اينشتاين على فرويد اقترح إنشاء هيئه قضائية للحد من النزاعات وهو ما قامت به الأمم المتحدة بإنشاء محكمة العدل الدولية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية التى راح ضحيتها أكثر من 55 مليون إنسان وما زالت الحروب وما زالت هيئة الأمم المتحدة تعانى من الفشل والعجز لعدم امتلاكها القوة التى تنفذ بها قراراتها بحياد ودون تدخل أصحاب حق النقض تحجيم دورها بسبب قانون القوة الذى يحكم العالم.
فى إجابة فرويد على رسالة اينشتاين عن مشكلة الحرب والحلول المقترحة وما سيواجهه الهيئة القضائية المقترحة لمنع الحروب ستعانى من عدم وجود قوة تضمن تحقيق أحكامها.
تتشابه الأوضاع التى يمر بها العالم اليوم وبين الأوضاع التى صدرت فيه الرسائل بعد الحرب العالمية الأولى فالعالم اليوم فى حالة احتقان مثلما كان قبل الحربين العالمية الأولى والثانية وينتظر الآن الحرب العالمية الثالثة التى تطل برأسها على عالمنا.
فالعملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا اقتربت من عامها الثالث ولم تحسم ثم حرب الإبادة على غزة بمشاركة ضمنية غربية أمريكية لم تحسم لتتوسع فى حرب على لبنان وعدد من اغتيالات رجال المقاومة سواء كان على الأراضى اللبنانية أو الأراضى الإيرانية أو فى غزة المدمرة.
نعود لكتاب لماذا الحرب؟ لنخلص إلى أن جذور فلسفة اينشتاين قائمة على فهم العلاقة بين الظواهر مما جعله يطرح أسئلته على فرويد عن الحرب من هذا المبدأ الكلى كيف لمجموعة صغيرة راغبة بالحرب ان تقنع الأغلبية بها وما الأسباب التى تؤدى إلى إلهاب حماسه الجماهير ليضحوا بحياتهم وهل يمكن ترويض العقل الإنسانى لنبذ الكراهية والسعى للدمار يأتى رد فرويد ان القابلية للعنف متجذرة فى الكائنات والحروب تنفيساً عن النفس ونوعاً من تصريف الطاقة الناشئة من تبادلية البقاء والفناء والحب والكراهية والجذب والتنافر وهنا نخلص من الرسائل المتبادلة بين اينشتاين وفرويد إلى عدد من القضايا الجوهرية على المستوى السيكولوجى والسياسى والشرعية الدولية وحق الدفاع عن النفس وبموجب كل هذا يتم اتخاذ قرارات مدمرة فتدمير اليابان كان بقرار وضرب هيروشيما ونجازاكى بالنووى كان بقرار وحرب فيتنام كانت بقرار وتدمير العراق كان بقرار والآن إبادة الشعب الفلسطينى وحصار الشمال وتجويع أهله وتدمير بيوتهم بقرار وتدمير لبنان بقرار وطرد قوات اليونيفيل ربما يأتى بقرار من أجل تحقيق أهداف اجتمع عليها الكيان الصهيونى وأمريكا من أجل السيادة كل هذا يتم تحت نظر العالم وهو فى سبات عميق كل هذا يؤكد ان العالم على أبواب حرب يتورط فيها الجميع ما هو موقف العالم فى حالة تورط أمريكا للدفاع عن إسرائيل هل يتخلى حلفاء إيران عنها وهى التى أبرمت مع روسيا اتفاقية دفاع ومن المتوقع تطوير الاتفاقية لمزيد من حرية الحركة للبلدين وماذا لو استخدمت القواعد الأمريكية الموجودة فى دول المنطقة ماذا يكون الرد الإيرانى فى هذه الحالة وهى التى هددت باعتبار هذه الدول شريكة فى الاعتداء عليها لو تم استخدام أمريكا للقواعد التى على أراضيها أخيراً هل من عقلاء يحجمون هذا الجنون الذى يجتاح الكيان الصهيونى وحلفاءه؟ هذا ما ستجيب عليه الأيام.