لم يكن- سهلاً أبداً.. اختيار «مصر- السيسي» طريق البناء.. مصر المستقبل.. مصر القوية القادرة.. مصر التحدى والشموخ.. فقد كان طريقا وعراً وموحشا يحفل بجحافل الشر والفتنة والإرهاب من فلول الجماعة الإرهابية ومن على شاكلتهم.. ودرباً يمتلئ بالأشواك والحفر والمطبات والكثير من العدائيات والمؤامرات والكثير جداً ممن لا يريدون لمصر خيراً.. ويسعون بكل السبل لتركيعها وتدمير شعبها وأحلامه وآماله وحتى قيمه ودينه.. وظهرت أبواق الفتنة والهدم وحملات الذباب الإلكترونى وجيوشه الجرارة بإطلاق الشائعات التى لم تترك مجالاً إلا دنسته والتشكيك فى كل إنجاز وتحويل كل ما هو خير إلى «شر».. والباطل تلبسه لباس الحق أملاً فى إفساد العلاقة بين الشعب وقيادته ومؤسساته واختارت «مصر- السيسي» الطريق الأصعب.
.. لم يركن الرئيس السيسى إلى مقعد الحكم بإغراءاته.. وإنما انطلق بكل قوة.. يختصر الزمن.. تعويضاً «عاجلاً» لما فات مصر ومواطنيها.. لم يتراجع أمام ما هرب منه من سبقوه للحكم.. واجه بكل قوة انهيار البنية التحتية فى سائر مدنها وقراها وحتى العاصمة.. مياه الشرب.. صرف صحي.. كهرباء تنقطع باستمرار.. إرهاب يتربص بأقدس رمال مصر فى سيناء.. وأمن يتبدد فى الشوارع والميادين والطرقات.. انطلق يبنى المشروعات فى كل الاتجاهات تكلفه ترتفع من الملايين إلى المليارات.. ومن المليارات إلى التريليونات.. ولا يزال يقتحم.
وكعهده.. كان الرئيس عبدالفتاح السيسى واضحاً.. مكاشفاً.. وشفافاً.. وهو يؤكد فى افتتاح محطة السكك الحديدية فى بشتيل وخط سكة حديد الفردان/ بئر العبد والعديد من المشروعات العملاقة فى مجال النقل «كنا عارفين إن فيه معاناة بسبب اللى إحنا بنعمله «من مشروعات عملاقة وبنية تحتية وخلافه».. نفضل زى ما احنا.. والبلد تكون بلا مستقبل لينا أو لأبنائنا أو أحفادنا.. مش يلاقوا حاجة»..
هذا الخيار الأسهل.. لم يلجأ إليه الرئيس السيسى وإنما لجأ إلى الخيار الصعب والطريق الشاق بالبناء والتعمير وبناء الغد الأفضل.
.. ومع كل ما أنجزته «مصر- السيسي» وطوال أحد عشر عاماً فإننا وكما قال الرئي إحنا «فى أول الطريق».. فما بالك بما كنا عليه قبل ذلك؟! إنه سؤال مشروع سوف يجيب عليه التاريخ حتماً فإن الطريق السهل سوف يجعل الحاكم «أى حاكم» يبيت ليله هادئ البال قرير العين فإنه إن قام بنثر أو توزيع حفنة من إيرادات الدولة حوافز وزيادة فى المرتبات سوف تنعكس عليه زغاريد من النسوة وأهازيج من الإشادة من الرجال فى المقاهى والمنتديات.
رفض الرئيس السيسى نهج الطريق السهل لأن ثمنه خراب ودمار ووبال على الأمة.. تدمير لحاضرها.. وقضاء مبرم على مستقبلها.. ثمنه أن يستأسد غول التضخم فيبتلع كل الإيرادات والدخول.. وانكماش فى معدلات النمو- وزيادة مضطردة فى البطالة.. وشلل فى سائر أنحاء الدولة ومرافقها ووأد لكل مشروعاتها.. وقفل الأمل فى الغد الأفضل وضياع هيبة الدولة ومكانتها بين الأمم.
قال الرئيس.. مش شرط الناس تكون فاهمة كل حاجة فى وقتها.. فإن الزمن حتماً سيرد.. لأن مسئولية 601 ملايين مصرى وملايين الضيوف يمثل حملاً ثقيلاً ومسئولية عظمي.
إحساس الرئيس السيسى بالمسئولية هو الذى دفعه لكى يخصص ما يزيد على التريليون جنيه لتنمية سيناء وربطها بالوطن الأم والرد بشكل عملى على دعاة التهجير فإن مصر لن تفرط أبداً فى حبة رمل من سيناء المقدسة ولو تكالبت علينا كل الأمم.. فإن من فضل الله علينا أن وهبنا جيشاً عظيماً مخلصاً يؤمن بوطنه وشعبه قادر على حقوق الوطن وحماية مقدراته وآمنه القومى أرضاً وجواً وبحراً.
اختيار الرئيس السيسى للطريق الصعب هو الذى ألهمه أن يوفر للنقل ما يزيد على تريليونى جنيه «ألفى مليار جنيه».. فإن ما كان يتكلف مائة مليون.. يتكلف اليوم «004» مليون وهكذا فى كل القطاعات.. «إحنا نتعب لأجل بكرة».. ودى أساسيات تطوير وبناء الدولة.. هكذا حسم الأمر الرئيس السيسى فإن بناء وتجديد وتطوير 14 ألف كيلومتر طرقا داخلية فى 0051 قرية كانت طرقا أكلها الزمن وقتلها الإهمال وبسببها عانى سكان القرى حفرا ومطبات ومصائد للبشر والحيوانات.. إنها تستحق أن نعانى كى ننجز.
رغم كل الصعوبات.. مستمرون فى تنفيذ «حياة كريمة» لكل قرى مصر وكل مراحلها.. ربما يتغير الجدول الزمنى لكننا مصرون على الاستمرار للارتقاء بحياة 07 مليون مصرى يسكنون القرى والمدن بالمحافظات عانوا طويلا من الإهمال والتهميش وحان وقت إنصافهم والارتقاء بجودة حياتهم.. وتهيئة الحياة الأفضل لأبنائهم وأحفادهم فى مياه شرب نقية وصرف صحى وغاز آمن وطرق ميسرة وكهرباء لا تنقطع.. أفلا يستحقون أن نعانى قليلاً؟!!
إحساس الرئيس بالمسئولية.. جعله ينادى المستثمرين ورجال الصناعة أن حولوا السلع التى نستوردها إلى فرص استثمارية حقيقية لكم ولمجتمعكم.. فإن فى المصانع الجديدة فى مصر توفيرا لعملة صعبة تحتاجها ضرورات هذا الشعب.. وتنمية حقيقية تضاعف دخل الدولة.. ومجالاً واسعاً لخلق فرص عمل لأبنائنا.. فإن 9 مليارات دولار نستورد بها سلعاً يمكن أن نوفر منها نسبة عظمى لو استجاب رجال الأعمال والمستثمرون لنداء الرئيس.. إحساس الرئيس بالمسئولية جعله يتوقف أمام العطور ومزيلات العرق وورق التواليت والشيكولاتة وغيرها مما لا يستهلكه المواطن العادى وإنما يأتى لحساب علية القوم من المليونيرات والموسرين الذين لا يرعون للدولة حقاً.. ولا للمواطن اهتماماً.
52 مليار جنيه سيارات مستوردة.. لمن؟.. بالطبع ليست للأولى بالرعاية أو الأقل دخلاً بل لحفنة من القادرين هوايتهم الفشخرة.. والاستهلاك الاستفزازي.. والمنظرة والوجاهة.. ولو كان الثمن سحب أموال الشعب من عملة صعبة تشترى بها قمح رغيف الخبز أو زيتا للمواطن الكادح.. اختار الرئيس السيسى الطريق الأصعب.. وسرنا معه ذات الدرب.. كان الثمن بعض المعاناة و«تلك حقيقة».. لكن الثمن الأعظم أننا أنهينا حقبة طويلة من الزمن أوشك فيها وطننا على الهلاك.. وتحولت بفضل شعب مصر العظيم مصر من شبه دولة إلى دولة تملك مقدراتها تدافع عن ثرواتها براً وبحراً وجواً ترهب الأعداء والخصوم.. تتوازن فى علاقاتها.. دولة جديدة وضعت للمستقبل الأفضل أساساً متيناً من بنية تحتية مشهودة.. ورعاية صحية غير مسبوقة.. وبناء مليونى للمساكن والمدارس والمستشفيات وطرقا وموانئ ومطارات.. وغدا تشرق الشمس.