أخيراً.. اعترفت أغلبية كاسحة من سكان تل أبيب بأنهم لا يبالون بما يقوله العالم.. عن إسرائيل وجرائم الحرب التى ترتكبها ضد أبناء الشعب الفلسطينى فى غزة أو الضفة الغربية.. أو خلال الغارات الجوية الإسرائيلية الوحشية على لبنان وبيروت.
وهذا يؤكد من جديد.. أن إسرائيل دولة لا وجود لها إلا بالقوة المسلحة.. ولا وجود ولا بقاء لها إلا بالحرب.. وجرائم الحرب.
ولا توجد دولة فى العالم تعتمد على الحرب كوسيلة وحيدة للبقاء أو الوجود.. سوى دولة اليهود الوحيدة فى العالم.. التى تحمل اسم إسرائيل.. كما يقولون.. مع ذلك يعترف الكثيرون فى إسرائيل.. بأنهم يعيشون تحت حصار اليأس والخوف الدائم من احتمالات ومخاطر زوال دولة إسرائيل.. ويقولون إن القوة العسكرية مهما كانت.. فإنها قابلة للزوال..وهذا يعنى أن إسرائيل مثل قوتها العسكرية قابلة للزوال.. والولايات المتحدة الأمريكية ذاتها من المستحيل أن تبقى هى القوة الأعظم الوحيدة فى العالم إلى الأبد.. الأمريكيون يعرفون أن الإمبراطورية الأمريكية تواجه أشباح الانهيار والسقوط.. ومن بعد أمريكا.. هل تبقى إسرائيل كثيراً أو طويلاً.. سؤال تردد فى قلوب وعقول الاسرائيليين كثيراً.
ورغم كل ما يتردد ويقال حول ما حققته إسرائيل بالحرب البربرية ضد الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة.. ورغم الضربات الدموية التى تعرضت لها ميليشيات حزب الله فى لبنان.. إلا إن إسرائيل وصهاينة اليهود يعيشون فى حالة يأس دائم من إمكانية بقاء ووجود دولة الاستيطان والتوسع بالقوة المسلحة والغزو.
يؤكد صهاينة اليهود أنهم يدركون جيداً أن إسرائيل دولة بلا مستقبل.. ووجودها موضع شك وبقاؤها لن يدوم.
هذا هو ما يتردد داخل إسرائيل.. وفى دوائر عالمية كبرى فى واشنطن.. وحتى فى لندن وباريس.. ومن الإنجليز من يؤكدون فى لندن.. أنه لو أن إمبراطورية بريطانيا العظمى عاشت إلى الأبد.. فسوف يمكننا الحديث عن بقاء دولة إسرائيل إلى الأبد.. لكن الشيء الوحيد الذى نعرفه حالياً هو أن إسرائيل فى حالة حرب إلى الأبد.
وتتمتع إسرائيل بشراهة لا تنتهي.. ولا تشبع من القتل وتعمد إراقة دماء أبناء الشعب الفلسطيني.. بهدف تصفية وجود أصحاب الأرض.. وتصفية القضية الفلسطينية.
وقبل أن تتوقف الحرب الإسرائيلية على غزة.. قامت إسرائيل سريعاً بغزو أراضى لبنان.. وهى الآن تخطط للقيام بضربة انتقامية ضد إيران.. لتبدأ الحرب الشاملة متعددة الجبهات.
ويقول الإسرائيليون إنهم يخرضون حرباً وجودية منذ هجوم حماس على إسرائيل فى ٧ أكتوبر 2023.
ويدعى الإسرائيليون فى تل أبيب حالياً أن دولة الاستيطان والغزو والتوسع فى أراضى الغير.. تمثل فى الواقع القيم المثالية العليا للحضارة الغربية.. خصوصاً فى احترام الفرد والحرية والرأسمالية ولذلك فإن الحرب التى تخوضها إسرائيل.. ليست أزمة إسرائيل أو مشكلة إسرائيل وحدها.. لأنها جزء من الحرب العالمية.. أو هى حرب عالمية فعلاً.. وذلك بسبب أسبابها ودوافعها.. وبسبب الأسلحة والأدوات المستخدمة فى هذه الحرب.. بسبب أهداف هذه الحرب.
الموقع الأمامي
وهنا نجد صهاينة إسرائيل يحاولون إقناع الغرب الأمريكى والأوروبى بأنهم هم فى حالة حرب من أجل الغرب وحضارة الغرب.. ضد أعداء الغرب فى روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية.
يؤكد فى النهاية أن إسرائيل فى جوهرها هى الموقع الأمامى المتقدم لأمريكا والغرب فى الشرق الأوسط.. كما يقول الإسرائيلى آموتز آسائيل فى جيروزاليم بوست.. ومن الأكاذيب الإسرائيلية الدائمة أن يقال فى تل أبيب إن أعداء إسرائيل لا يريدون القضاء على اليهود فقط.. لكن أهدافهم النهائية قد تكون فى باريس أو فى نيويورك.
ولذلك.. كما يقول الإسرائيليون: فإن الحرب التى تقوم بها إسرائيل هى فى الواقع من أجل الدفاع عن الغرب.. ضد أعداء الغرب فى الشرق الأوسط!!
أمريكا.. بلا أعداء المنطقة
ومع ذلك. لا توجد دولة عربية واحدة لا تحرص على التعاون والصداقة مع الولايات المتحدة وكل دول أوروبا بلا استثناء واحد.. بل إن مصر ودولاً عربية كبرى تربطها بأمريكا وفرنسا وألمانيا علاقات استراتيجية هامة وممتدة.
وهذا يعنى أن كل إدعاءات إسرائيل كاذبة وباطلة.. وأنه لا يوجد لأمريكا وأوروبا أعداء فى الشرق الأوسط.. كى تدعى إسرائيل أنها تدافع عن الغرب ضد أعداء الغرب فى الشرق الأوسط.
إسرائيل فى الواقع تدافع عن المشروع الصهيونى الاستيطانى التوسعى فى أرض فلسطين وتحارب بمنتهى الشراسة من أجل تنفيذ أحلام الصهيونية العالمية فى إقامة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات.. وهذا هو ما يتحدث عنه حاخامات الصهاينة فى تل أبيب.. وبالفعل أكد واحد منهم أن لبنان جزء من إسرائيل التوراتية وأرض إسرائيل التى وعد بها الرب النبى موسي!!
ويعيش العالم الآن حالة فريدة من الذعر والخوف والترقب فى انتظار قيام إسرائيل بتوجيه ضربة انتقامية مضادة لإيران رداً على هجوم الصواريخ الإيرانية فى الأول من أكتوبر الحالي.
وذكرت واشنطن بوست الأمريكية أن رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو.. قد تعهد للرئيس الأمريكى بايدن خلال محادثة تليفونية مؤخراً بأن ضربة الانتقام الإسرائيلية سوف تستهدف المواقع والقواعد العسكرية الإيرانية.. وتتجنب مواقع منشأت إيران النووية.
أكد مكتب نتنياهو أن إسرائيل تحرص على الإصغاء لأمريكا.. لكنها تنفرد باتخاذ القرار المستقل.
وفى كل الأحوال.. يمكن لإسرائيل أن توجه ضربة انتقامية لإيران.. لكن السؤال.. كيف سوف ترد إيران؟! وإلى أن تنتهى دائرة الانتقام أو الانتقام المضاد بين إيران وإسرائيل؟!
أسئلة مصيرية وصعبة.. وبلا إجابات.
الأكبر فى التاريخ
يؤكد الإسرائيليون حالياً فى تل أبيب أن الهجوم الإيرانى بالصواريخ على إسرائيل فى الأول من أكتوبر 2024.. كان أقوى وأعنف ضربة صاروخية تعرضت لها إسرائيل فى تاريخها.. وأن الضربة الصاروخية أدت إلى دمار وخسائر فادحة فى أهم القواعد الجوية الإسرائيلية خصوصاً قاعدة نيفاتيم التى توجد بها طائرات «إف- 35» الخفية.
وذكرت الصحف الإسرائيلية أن أسراب طائرات «إف- 35» الإسرائيلية كانت تقوم بضربات جوية لمواقع حزب الله.. وحين عادت للهبوط داخل القاعدة.. فوجئ الطيارون بأن ممرات الهبوط قد أصيبت بأضرار بالغة مع منشآت أخرى داخل القاعدة.. منها المرابض المحصنة للطائرات.
حالة حرب شاملة
يقول الإسرائيلى دانيل فليتس أوضح من جديد أن إيران فى حالة حرب شاملة مع إسرائيل.. وقد عاش الشرق الأوسط أجواء الحرب الدموية الإقليمية منذ هجوم حماس على إسرائيل.
ويقول دانيل فليتس إن الوقت قد حان كى تشارك أمريكا بقواتها مع إسرائيل.. فى نقل الحرب إلى قلب إيران من الداخل.. ولذلك من المفروض أن تؤكد أمريكا أن كل بدائل الرد الانتقامى الإسرائيلى على المائدة.. بما فى ذلك تدمير المنشآت النووية الإيرانية..لكن الرئيس الأمريكى بايدن.. تراجع علناً وخذل إسرائيل.
الخطر الداهم
ومع ذلك فإن صواريخ إيران الباليستية أصبحت خطراً داهماً يهدد أمن إسرائيل.. ولابد أن تقف إسرائيل ضد هذا الخطر.. ولابد أن تدفع إيران الثمن.. لأنها هى التى بدأت الحرب الإقليمية الشاملة.
كل هذا يوضح أن إسرائيل لا تخطط فقط للانتقام من إيران.. لكنها تخطط للحرب الإقليمية الشاملة.. لم تتوقف الحرب الإسرائيلية على غزة.. وبدأت إسرائيل عملية غزو لبنان.. وتستعد للحرب الشاملة مع إيران.. وهذا حلم نتنياهو فى تحقيق النصر الكامل لإسرائيل.. فى هذه الحرب الإقليمية متعددة الجبهات.. إسرائيل تهدد إيران بأنها تمتلك أكثر من 250 طائرة مقاتلة بعيدة المدى من طراز «إف- 35» الخفية و«إف- 15» و«إف- 16» من أحدث طراز وكلها قادرة على الوصول إلى أى مكان داخل إيران.
ومن الآن يتردد فى طهران أنه تم نقل مقر المرشد الأعلى الإيرانى على خامينى إلى مكان حصين تحت الأرض.. حتى لا يتعرض للاغتيال.. على طريقة إسماعيل هنية وحسن نصر الله.
وقد هدد نتنياهو علناً بتغيير النظام فى إيران.. فى إشارة إلى أن اغتيال المرشد يمكن أن يؤدى لتغيير النظام.. وإسقاطه.. وترتفع أصوات عالية فى تل أبيب حالياً تطالب أمريكا بأن تسمح لإسرائيل بردع أعدائها وتحقيق النصر الحاسم.
النصر النهائي
يقول الإسرائيلى ديفيد بن باسات.. لا يكفى أن تقوم أمريكا بتقديم الدعم المالى والعسكرى الكامل لإسرائيل.. حتى مظلة الحياة الأمريكية بالأساطيل وأسراب الطائرات المقاتلة التى تتدفق على الشرق الأوسط.. لا تكفي.. ولا يوجد بديل سوى ضرورة أن تسمح أمريكا لإسرائيل بردع كل أعدائها فى الشرق الأوسط.. وتحقيق النصر الحاسم على الجميع.
أكدت مصادر أمريكية أن إسرائيل قد حددت فعلاً أهداف الضربة الانتقامية التى سوف تقوم بها ضد إيران.. لكن موعد وكيف سوف تتم الضربة.. لا أحد يعرف.
لكن جنرالات القيادة المركزية الأمريكية يتواجدون فى تل أبيب لإدارة معارك الغزو الإسرائيلى للبنان.. والحرب فى غزة.. والتخطيط للضربة الانتقامية ضد إيران.
واشنطن تؤكد أن إسرائيل لن تهاجم المواقع النووية الإيرانية ولن تحاول اغتيال المرشد الأعلى خاميني.
صواريخ أمريكية جديدة
وأخيراً قامت الولايات المتحدة لأول مرة بنشر بطاريات من صواريخ «ثاد» الأمريكية المتطورة والقادرة على اعتراض وتدمير الصواريخ الباليستية..وأكدت صحف واشنطن أن الجنود والضباط الأمريكيين هم الذين سوف يقومون بتشغيل بطاريات صواريخ «ثاد» فى إسرائيل.
وقد اتخذت أمريكا القرار المفاجئ بنشر صواريخ ثاد فى إسرائيل استعداداً لاحتمالات قيام إيران بالرد بالصواريخ على أى ضربة إسرائيلية.
من الواضح أن إسرائيل تستعد للحرب على كل الجبهات.
الحرب على قطاع غزة تتواصل بلا انقطاع.. والحرب والغزو الإسرائيلى للبنان يستمر ويتصاعد بمنتهى العنف.. وقد تعرضت إسرائيل لضربة مفاجئة بالمسيرات استهدفت القاعدة العسكرية للواء جولانى الإسرائيلى شمال حيفا.. ولقى فى هذه الضربة أربعة جنوب إسرائيليين مصرعهم وأصيب 67 آخرون بجراح حسب البيانات الإسرائيلية.
لكن إسرائيل تتحدث عن حرب المسيرات القادمة فى الشرق الأوسط.. وذكر جنرال إسرائيلى سابق أن هذه هى أول حرب بالمسيرات فى العالم.. بعد الحرب فى أوكرانيا.. وأن كل القوى الإقليمية فى الشرق الأوسط تدرك مدى خطورة سلاح المسيرات.
أضاف أن على إسرائيل أن تواجه التحدى الرهيب لغارات الطائرات المسيرة على تل أبيب والمدن الكبرى وسط إسرائيل.
قال إن الطائرات المسيرة رخيصة الثمن والبصمة الإدارية الخاصة بها ضعيفة للغاية.. ويصعب رصدها واعتراضها وإسقاطها.
الفخ
وسط التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة بالانتقام من إيران.. فوجئ الإسرائيليون بصحيفة هاآرتس الإسرائيلية تؤكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو قد نصب فخاً لأمريكا وإيران.. ولابد أن تتعاون أمريكا وإيران معاً من أجل الخروج من هذا الفخ!!
أكد الأمريكى جيمس دورسو أن الشرق الأوسط يقف على حافة الهاوية.. وأن اشتعال الحرب الإقليمية الشاملة.. سوف تؤدى لانتشار الفوضى والعنف فى الشرق الأوسط كله وفى النهاية سوف تتأثر مصالح أمريكا بشدة فى المنطقة.
إسرائيل.. نتنياهو.. انطلقت بسرعة على طريق التصعيد العسكرى والحرب على كل الجبهات.. بهدف استعادة ما يسمى بقدرة إسرائيل على الردع.. لكل الأطراف فى الشرق الأوسط.
وفى النهاية.. يبدو أن نتنياهو هو المستفيد الوحيد من هذا الانهيار العظيم فى الشرق الأوسط.. لأن التصعيد والحرب يضمن له البقاء رئيساً للوزراء.. وليس مجرماً مكانه فى السجن.
وقد هدد يؤآف جالانت وزير الدفاع الإسرائيلى بأن إيران سوف تتلقى ضربة انتقام إسرائيلية شديدة الدقة.. وفى توقيت مفاجئ.. وفى النهاية لن تدرك إيران ماذا حدث.. ولا كيف.. لكنها سوف ترى النتائج المدمرة.
فى يوم .. فى شهر
.. وتساءلت صحيفة ليفجارو الفرنسية فجأة.. وقالت هل حقا يمكن أن يحدث وتتمكن إيران من إنتاج القنبلة النووية.. فى يوم أو فى شهر.. أو فى سنة؟!
وقالت ان إيران تريد امتلاك اثنين من أسلحة الردع الإقليمي.. الصواريخ الباليستية والقنابل النووية.
.. ويقال حاليا فى واشنطن.. ولندن وتل أبيب إن إسرائيل تواجه تحديات كبرى والاختيار بين أصعب البدائل.. إمل ان تقصف إيران بالقنابل.. أو تضطر للتعايش مع إيران كدولة نووية!!
ويقول اليهودى الأمريكى إيلان بيرمان ان ضربة الصواريخ الإيرانية الأخيرة لإسرائيل.. وضعت بنيامين نتنياهو أمام الحسابات الصعبة للقرار السياسى المعقد.. والسؤال الصعب هو: كيف يمكن الرد على إيران.. بدون أن تتورط إسرائيل فى حرب شاملة؟!
وقد أصبح السباق مفتوحا الآن بين إسرائيل وإيران.. نتنياهو يخطط لضربة اجهاض شاملة لإيران.. يتخلص خلالها من مخاطر البرنامج النووى الإيراني.. وفى واشنطن ترتفع الأصوات والضغوط.. بضبط النفس.. وتجنب التصعيد العسكرى الحاد والكامل.
.. ويقول إيلان بيرمان إن إسرائيل تحاول ان توازن بين البدائل.. وكل البدائل الإسرائيلية خطط للحرب.. قائمة أو قادمة.
ويقولون فى تل أبيب انه من المستحيل ألا تقوم إسرائيل بالرد على ضربة الصواريخ الإيرانية الأخيرة.. لأن عدم الرد يعنى أنه يمكن لإيران تكرار ضربة الصواريخ لإسرائيل بدون عقاب وعدم الرد.. يعنى فشل الردع الإسرائيلى فى مواجهة إيران.
.. فهل تلجأ إسرائيل لضرب المنشآت النووية الإيرانية.. رغم تحذيرات الرئيس الأمريكى بايدن؟!
يؤكد الإسرائيليون ان إيران يمكنها القفز لإنتاج القنبلة النووية فى أية لحظة بكل ما فى ذلك من مخاطر تهدد وجود وبقاء دولة إسرائيل فى الشرق الأوسط.
القرار المصيري
.. إسرائيل الآن أمام قرار مصيرى وخطير.. إما أن تقبل بوجود إيران كدولة نووية.. وما القيام بضرب إيران بالقنابل وتدمير منشآت إيران النووية الموجودة فى خنادق محصنة تحت الأرض فى الأعماق.. وتحت الجبال.
.. وقد تعمدت أمريكا تزويد إسرائيل بالقنابل المضادة للخنادق والانفاق العميقة من طراز جي.بي.يو 28 منذ أكثر من عشر سنوات.. بدون إعلان. وسرا.. وكان الهدف الأول هو تدمير منشآت إيران النووية.
لكن إسرائيل استخدمت هذه القنابل فى اغتيال حسن نصر الله زعيم حزب الله.. وكل قيادات الحزب العسكرية والسياسية.
وكان فى ذلك رسالة ردع واضحة.. ليس لإيران فقط.. كما أكدت الصحف الأمريكية والإسرائيلية.. لكنها كانت رسالة ردع.. حتى للرئيس الروسى بوتين.. وللصين أيضا.
.. ووسط هذه الأجواء المشحونة بالتوتر والتصعيد العسكري.. والتهديد بالحرب الإقليمية الشاملة.. يؤكد الخبراء فى واشنطن أن عصر السباق والتسلح النووى فى الشرق الأوسط.. يوشك أن يبدأ ان لم يكن قد بدأ فعلا.
الفجر الجديد
.. وتحدثت فورين أفيرز الأمريكية مؤخرا.. عن الفجر الجديد لسباق التسلح النووى فى الشرق الأوسط.. وأن قيام إيران بامتلاك القنبلة.. سوف يدفع القوى الإقليمية الكبرى إلى امتلاك السلاح النووي.
.. وأكدت فورين أفيرز أن التصعيد العسكرى الإسرائيلى المتواصل.. سواء فى غزة أو لبنان.. لن يترك لإيران فى النهاية سوى البديل الوحيد المتاح.. وهو ضرورة امتلاك القنابل النووية.
إيران كانت دائما تفضل امتلاك التكنولوجيا النووية.. مع عدم إنتاج السلاح النووي.. بهدف ممارسة الضغط على أمريكا والغرب.
لكن من الواضح ان حسابات إيران الإستراتيجية تتغير حاليا فى إطار الصراع العسكرى المتصاعد مع إسرائيل.. وحتى مع أمريكا.
إيران كانت تركز على امتلاك الصواريخ الباليستية كسلاح ردع تقليدي.. لكن من الواضح انها لم تعد تكفى لردع إسرائيل.. خصوصا بعد الضربات العنيفة التى تعرض لها حزب الله فى لبنان.
موقف ضعف
إيران تشعر حالياً أنها فى موقف ضعف.. فى مواجهة إسرائيل.. وأمريكا.. وهذا يعنى أن إنتاج إيران للسلاح النووي.. هو البديل الوحيد لضمان بقاء إيران والنظام السياسى الموجود فيها.
شعور إيران بالضعف.. لا يختلف كثيراً عن شعور كوريا الشمالية بالضعف.. قبل امتلاكها للسلاح النووي.. وهذه الأجواء المشحونة بالتوتر والتصعيد العسكرى الدائم.. تجعل صانع القرار الإيرانى يواجه أكبر مأزق مصيرى وتاريخى لإيران.. منذ عصر الإمبراطورية الفارسية.
إيران تملك حالياً كل ما تحتاج إليه.. لإنتاج القنبلة النووية.. وتؤكد تقديرات المخابرات الأمريكية أن إيران قد أصبحت فى موقف تكنولوجي.. يعطيها القدرة على إنتاج القنبلة فى أى وقت وكل ذلك يعنى أن الطبيعة السلمية لبرنامج إيران النووى لم تعد مؤكدة. وقادة إيران مازالوا على حذر ويرفضون المغامرة والتورط فى صراع عسكرى مباشر مع أمريكا وإسرائيل.
لكن مشاهد الدمار التى تعرض لها حزب الله فى لبنان.. واغتيال قياداته فى بيروت بالقنابل الأمريكية الضخمة المضادة للخنادق العميقة.. يؤكد أنه لم يبق أمام إيران سوى إنتاج القنبلة.
فلا يوجد ما يمنع إسرائيل من تكرار سيناريو اغتيالات قادة حزب الله فى إيران.. ولا يوجد ما يمنع إسرائيل من استهداف قادة إيران الكبار بالاغتيال بهذا السلاح الأمريكى الرهيب.
وتؤكد فورين أفيرز الأمريكية أن التصعيد العسكرى الإسرائيلى فى الشرق الأوسط لم يترك أمام إيران أى بدائل سوى البديل الوحيد للسلاح النووي. إيران حالياً أصبحت أمام الإغراء التاريخى لإنتاج السلاح النووي.
القيادة الإيرانية الدينية العليا تشعر حالياً بأن السلاح النووى أصبح ضرورة حياة ووجود لإيران للنظام السياسى الحاكم فيها.
شهور أم أسابيع
إيران تشعر حالياً بأنها تحت تهديد خارجى فادح من القوة الأعظم فى العالم.. أمريكا.. ومن إسرائيل.
.. والأنباء القادمة من طهران تؤكد وجود تأييد شعبى هائل فى إيران لإنتاج السلاح النووي.
وقد أصدر المرشد الأعلى الإيرانى خامينى فتوى تاريخية بمنع إيران من إنتاج السلاح النووي.. واليوم لم يعد هناك ما يمنعه من إصدار فتوى جديدة تبيح إنتاج السلاح النووى وكله بالفتوي.
وتؤكد تقديرات الخبراء الأمريكيين أن إيران يمكنها إنتاج وتجميع أجزاء القنبلة النووية خلال فترة تمتد من ستة أشهر.. إلى 12 شهراً كحد أقصي.. وهناك من يقول خلال فترة من أسبوع إلى أسابيع وليست أشهر.
.. ويؤكد المراقبون أن اغتيال إسماعيل هنية وحسن نصر الله من عوامل الحسم فى اقتناع القيادة الإيرانية بحتمية إنتاج إيران للسلاح النووي.
الخوف من الزوال
.. ويؤكد الخبراء فى واشنطن أن قيام إيران بإجراء تجربة نووية أصبحت مسألة مغرية جداً فى طهران.. بما يؤكد للأعداء فى واشنطن وتل أبيب أن إيران تملك سلاح الردع النهائي.. القنبلة النووية.. مثل كوريا الشمالية.
.. هكذا يتضح أن إسرائيل.. دولة لا وجود لها إلا بالقوة المسلحة.. ولا وجود ولا بقاء لها إلا بالحرب.. وجرائم الحرب.. والتخطيط الدائم للحرب.. والتصعيد العسكري.. والتهديد بإشعال نيران الحرب الإقليمية الشاملة فى الشرق الأوسط.
ويعترفون فى تل أبيب بأن إسرائيل سوق تبقى فى حالة حرب إلى الأبد.. لكن أيد إسرائيل تبدو أقرب مما يتصور تجار الحرب ومرتزقة الحرب من صهاينة اليهود فى تل أبيب.
هناك خوف إسرائيلى قاتل من مخاطر واحتمالات زوال دولة إسرائيل.. ولذلك ترى إسرائيل فى الحرب الوسيلة الوحيدة لضمان الوجود والبقاء.. وهذا هو معنى الحرب إلى الأبد فى إسرائيل.