قضى أهالى ضحايا ومصابى حادثة أتوبيس الجلالة ليلة حزينة أمام مشرحة السويس حيث انتظروا أبناءهم الضحايا لاستلام جثامينهم، حيث أسفر الحادث عن وفاة 12 طالباً وطالبة، وبدأ الأهالى تسلم جثامين الضحايا فجر أمس حتى الصباح.
قام اللواء طارق حامد الشاذلى محافظ السويس واللواء حسام الدين الدح مدير أمن السويس والدكتور محمد الشناوى رئيس جامعة الجلالة بزيارة المصابين فور وصولهم الى مجمع السويس الطبي.
تسلم أهالى ضحايا حادث الجلالة جثامين ذويهم فى الحادث الذى اسفر عن مصرع 12 وإصابة 33 آخرين
قال أولياء أمور الطلاب أنهم زاروا أبناءهم المصابين وشاهدوا رعاية واهتماماً من الطاقم الطبى بالكامل، وعقب ذلك مكث مرافق واحد فقط مع كل مصاب بينما غادر باقى افراد أسرته.
قال مصدر طبى مسئول إن 14 مصاباً غادر المجمع الطبى بعد تماثلهم للشفاء، بينما خضع 8 حالات من المصابين لعمليات جراحية متنوعة، شملت جراحات العظام والوجه والفكين والجراحات العامة، الأوعية الدموية، والتجميل.
تابع المصدر أن 22 مصاباً يخضعون للعلاج بمجمع السويس الطبي، تتراوح إصاباهم بين كسور وسحجات وكدمات، بالإضافة إلى حالات تحتاج إلى تدخلات تجميلية بسيطة، مع استمرار تقديم الرعاية الطبية اللازمة والمتابعة اللحظية لهم حتى تماثلهم للشفاء.
من أمام المجمع الطبى قال حسين عبدالجواد والحزن والدموع تملأ عينيه أن ابنه محمد الطالب بكلية الحاسبات والمعلومات أصيب بنزيف فى المخ وهو محجوز بالعناية المركزة، وأكد الأب أنه قضى ليلته دون نوم جالسا على الرصيف المجاور للمجمع الطبى وأضاف أن بعض أهالى السويس عرضوا عليه المبيت بمنازلهم لكنه رفض حتى لا يبعد عن ابنه.
أضاف عماد عبد الرحمن ولى أمر الطالب على عماد أن ابنه يبلغ من العمر 20 عاما وأصيب فى حادث الجلالة بكسر بالعمود الفقرى وسحجات وكدمات وجروح متفرقة بالوجه ويتلقى العلاج بالمجمع وأن حالته النفسية سيئة لوفاة أصدقائه بالحادث، وتحدث نور عيسى والد الطالب إسلام نور أنه فور سماعه الخبر من أحد أقاربه حضر من محافظة الإسكندرية للاطمئنان على ابنه وعند وصوله للمجمع وعلمه أن ابنه مصاب وغير متوفى التقط أنفاسه وشكر ربنا أن ابنه مازال حيا أوضح أن ابنه مصاب باشتباه خلع بالكتف الأيسر وجروح متفرقة بالجسم.
كشفت والدة الطالبة هيام الأباصيرى حجاج 18 سنة والتى أصيبت بكسر بالحوض مع نزيف داخلى بالبطن وسحجات وكدمات أن ابنتها أبلغتها عند زيارتها أن السائق كان يقود الأتوبيس بسرعة ولم يهدأ عند الملفات بالإضافة أن أصدقاءها أبلغوه بأنه يوجد رائحة احتراق منتشرة ومتسربة بالأوتوبيس وعليه التأكد من مصدرها لكنه لم يعط أى اهتمام، وأضاف ولى أمر أحد الطلاب المصابين بالحادث أن ابنه أبلغه عندما حضر للاطمئنان عليه أنهم بعد استقلال الأتوبيس وأثناء سيره للذهاب للمدينة السكنية وبعض أصدقائه أبلغوا السائق قبل الحادث بوجود رائحة دخان وأبلغهم أنها تيل فرامل وأثناء النزول من الطريق المنحدر لم يستطع التحكم فى عجلة القيادة بسبب تهالك الفرامل.
من أمام بوابة المستشفى جلس شاب يبكى ويصرخ على حالة أخيه المصاب بالحادث وقامت زوجة عمه بتهدئته وأن عليه الصبر حتى يأتى ميعاد الزيارة للاطمئنان على أخيه، بينما انتظر مصطفى محمد عياد تحت آشعة الشمس ميعاد الزيارة ليطمئن على قريبه الطالب أحمد جابر والذى أصيب بالحادث أصيب بكسر بالعمود الفقرى وكدمات متفرقة بالجسم وتلقى العلاج بالمجمع وقال إن أسرته بالكامل من أهالى أسيوط يعيشون حالة حزن منذ سماعهم بخبر الحادث الأليم وأنه قرر على الفور السفر واستقل القطار القادم من أسيوط لكنه وصل الساعة الواحدة صباحا ليلة الحادث ولم يتمكن من الدخول للاطمئنان على قريبه وقضى الليلة واقفا أمام بوابة المجمع الطبى إلى أن جاء الصباح وفى انتظار السماح له بالدخول للاطمئنان عليه.
كما رصدت «الجمهورية» قيام أحد أقارب الطلاب بافتراش سجادة الصلاة أمام بوابة المجمع الطبى وسجوده شكرا لله فور علمه بأن قريبه مصاب بكدمات وجروح ومازال على قيد الحياة.
قال طلاب جامعة الجلالة المصابون فى حادث انقلاب الأتوبيس إن مكتب خدمات النقل الجماعى الذى يوفر لهم أتوبيسات لنقلهم، أرسلت لهم يوم الحادث أتوبيساً مختلفاً كانوا أول مرة يستقلونه يقوده سائق لم يروه من قبل، وكان فريق جهات التحقيق فى الحادث انتقل إلى مجمع طبى السويس لسماع شهادة المصابين الذين سمحت حالتهم بالتحدث ورواية ما جرى فى الحادث.
أوضح الطلاب انهم اعتادوا أن يستقلوا أتوبيساً ينقلهم من جامعة الجلالة إلى منطقة بورتو حيث مقر إقامتهم المؤقت خلال فترة الدراسة بجامعة الجلالة، وأن الحالة الفنية للأتوبيس كانت غير جيدة، حيث تصاعدت من الشكمان أدخنة سوداء كثيفة وصلت رائحتها للطلاب داخل الأتوبيس،فضلا عن رائحة الاحتراق التى كانت تنتشر مع استخدام الفرامل.
أضاف الطلاب أن حالة فرامل الأتوبيس كانت سيئة وأن زملاءهم فى المقاعد الأمامية حين سألوا السائق أخبرهم أن المكابح ضعيفة وأنه يستعين بالغيارات العكسية لخفض سرعة الأتوبيس مما يساعد مع مكابح السيارة. وأضاف زملاء الطلاب والطالبات أن الحادث وقع أثناء عودة زملائهم من الجامعة الى محل إقامتهم بورتو السخنة لأنهم مستأجرون لشاليهات فى منطقة السخنة يقيمون بها فى العام الدراسى والاتوبيس غير تابع للجامعة.
ذكر الطلاب أن السائق كان يسير بسرعة تتجاوز الحد المسموح بها فى منطقة المنحدر على طريق «الجلالة – السخنة» ولم يعتادوا عليها خلال رحلات الذهاب والعودة، وعند الدوران بمنطقة المفارق فوجئ السائق بوجود دوران مع المنحدر عند منطقة المفارق على الطريق ولم يتمكن من السيطرة على الأتوبيس ومع التفاف عجلة القيادة دون قوة من المكابح انقلب الأتوبيس.
وقررت النيابة العامة إجراء تحليل مخدرات وسموم لسائق أتوبيس حادث الجلالة لبيان تعاطيه مواد مخدرة من عدمه، حيث جرى التحفظ عليه عقب الحادث، وانتقل فريق النيابة العامة إلى مجمع طبى السويس لسماع أقوال المصابين وشهود العيان فى الحادث، ما ناظرت النيابة العامة جثامين الضحايا، بمشرحة السويس، وصرحت بالدفن.
أمام بنك الدم بمجمع السويس الطبى تسابق الطلاب للتبرع بدمائهم وتقديم الدعم المعنوى لزملائهم المصابين، وطلب الطلاب جامعة الجلالة من الجهات المعنية ضرورة خضوع سائقى الأتوبيسات التى تنقل الطلاب والموظفين والعمال بمنطقة السخنة والجلالة لتحليل المخدرات للتأكد من عدم تعاطيهم مواد مخدرة، مع التأكد من سلامة الحافلات المستخدمة فى النقل بالجلالة والسخنة.
قدم أهالى السويس مساعدات غذائية لأهالى المصابين الذين قضوا ليلتهم أمام المجمع الطبى وأهالى الضحايا أمام مشرحة السويس، ووفروا لهم أماكن للمبيت إلا أن انهم رفضوا أن يبرحوا مكانهم قبل الاطمئنان على ذويهم، وقدم أعضاء المجتمع المدنى فى السويس أيضا الدعم لأهالى المصابين حيث وفروا لهم الطعام والاغطية خلال الليل.
نقلت الجهات المعنية أتوبيس حادث الجلالة إلى منطقة الجراج على الطريق، بعد إخلاء الموقع من المصابين والضحايا إذ خلف الحادث 12 حالة وفاة و28 مصابا وفق آخر إحصاء.
وقع الحادث على طريق «الجلالة- السخنة» عند مفارق الطريق امام محطة تموين السيارات، وهى منطقة محورية للمتجهين على السخنة وإلى طريق القطامية وطريق الزعفرانة من الجلالة.
قال مصدر أمنى إن الحادث وقع فى منطقة منحدرة من طريق الجلالة، ولا يمكن ترك الأتوبيس بتلك المنطقة بعد رفعه واقامته لإخراج المصابين والضحايا، وتابع أن الحالة الفنية للأتوبيس بعد الحادث لا تتيح تركه بموقع الحادث، حيث من المرجع أن يميل ويتسبب فى غلق الطريق ووقوع حوادث أخري.