«حسيت إن حاجة من ريحة أهل فلسطين معدية فرميت البرتقال على كابينة السواقين ياكلوا منه وهم فى الطريق وحلفتهم مايجوش جنب البرتقال اللى رميته على الشاحنات من ورا، وطلبت منهم أن يبلغوا سلامى للحبايب فى فلسطين وغزة».
بهذه الكلمات البسيطة تحدث عم ربيع حسن بائع الفاكهة صاحب فيديو إلقاء البرتقال على السيارات والشاحنات المصرية المتجهة إلى الأشقاء فى غزة، ولم يكن فى حساباته أن تصرفه التلقائى سيكون محط أنظار واهتمام الملايين داخل مصر وخارجها وأن حبات البرتقال القليلة فى عددها الكبيرة فى قيمتها و معناها ستكون فاتحة خير عليه وعلى أسرته ، حيث تسابق رجال الأعمال وأهل الخير فى تقديم العون والمساعدة إلى «عم ربيع» فمنحه أحدهم رحلة حج وعمرة وتكلف آخر بتجهيز محل صغير يعينه فى بيع الفاكهة بدلاً من وقفة الشارع.
رغم بساطة وتلقائية تصرف عم ربيع إلا أنه خير دليل على اهتمام المصريين كل المصريين ودعمهم للأشقاء فى فلسطين ليس اليوم فقط أو حتى بعد انطلاق عملية طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر الماضى ، ولكن منذ عام ٨٤ أو ما نطلق عليه عام النكبة حيث كانت مصر وجيشها وشعبها حاضرين فى مقدمة الصفوف دفاعاً عن القضية الفلسطينية دائما وقدمت فى سبيل ذلك الآلاف من الشهداء والجرحى عبر العديد من المعارك والحروب التى خاضتها من أجل نصرة الشعب الفلسطينى ومحاولة تحرير الأراضى العربية المحتلة بدءا من حرب ٨٤ ومرورا بالعدوان الثلاثى عام ٦٥ ثم نكسة يونيو ٧٦ وصولا إلى نصر أكتوبر المجيد ، ولن ابالغ إذا قلت إنه لا يكاد يخلو بيت أو أسرة مصرية من وجود شهيد أو مصاب فى تلك الحروب والمعارك التى خاضتها مصر دفاعاً عن القضية الفلسطينية و حتى الآن ما زالت مصر تقدم الكثير والكثير جدا من أجل نصرة الشعب الفلسطينى بل ولجميع الشعوب العربية وهذا هو قدرها باعتبارها الشقيقة الكبرى ودورها الذى لم ولن تتخلى عنه يوما ما .
يأتى ذلك فى الوقت الذى يحاول فيه بعض المزايدين فى الداخل والخارج النيل مما تقدمه مصر لدعم الأشقاء فى غزة ، خاصة فيما يتعلق بفتح معبر رفح البرى وتقديم المساعدات الإنسانية إلى أبناء الشعب الفلسطينى ويدعون كذبا وبهتانا أن مصر لم تفتح المعبر بشكل مستمر وهو أمر عار تماما من الصحة .
وأيا كان الأمر فسيستمر معبر رفح مفتوحا من الجانب المصرى ، وليفعل من يشاء مايشاء على الجانب الآخر وليتحمل مسئوليته ، فمصر لا تكذب ولا تتجمل، مصر تقول فتفعل ، وتعد فتفى ، وتعرف جيدا فى نفس الوقت كيف تحافظ على أمنها القومى ، ولا عزاء للأعداء بالداخل والخارج ، وإن كان العزاء واجبا للمغيبين والخرفان من عملاء الغرب واتباع البنا و قطب ، بعدما أصبحت مصر رئيس مركز ادارة الشرق الأوسط بامتداداته فى القارات الثلاث ، إفريقيا وآسيا وأوروبا ، ومحطة التفاوض الرسمى بين كل الأطراف المعنية فى بقية القارات ، حول ما يهم الإقليم من قريب أو حتى من بعيد .
أخيرا وليس آخرا نؤكد أن مصر رغم الحرب الضروس التى يشنها عليها أعداؤها من الداخل قبل الخارج على جميع الجبهات وفى شتى المجالات ، ومن كافة الاتجاهات ، تحقق نجاحات غير مسبوقة على كافة المستويات المحلى والإقليمى والدولى على العكس تماماً مما يريد هؤلاء الأعداء على مختلف جنسياتهم وانتماءاتهم، وصدق الله العظيم حينما قال «إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا».. وشتان الفارق بين كيد الخلق وكيد الحق ، وليحفظ الله مصر دولة وقيادة وشعبا وكفى به حفيظا.