سويلم فى اليوم الثانى من «أسبوع القاهرة للمياه»:
مراقبة مجرى النيل بالطائرات «المسيرة».. لمنع التعديات
أكد الدكتور هانى سويلم وزير الموارد المائية والرى أهمية استخدام تقنيات متطورة قليلة التكلفة فى مشروعات تحلية المياه مثل استخدام الأسمدة فى خفض الملوحة لتحلية مياه صالحة للزراعة، مشيراً إلى أن هذه التقنية أقل تكلفة واستهلاكاً للطاقة مقارنة بعملية التحلية بطريقة التناضح العكسي، موضحاً أهمية إدخال عناصر أخرى لتقليل تكلفة التحلية مثل تعظيم الاستفادة من الرجيع الملحى الناتج عن التحلية، باستخلاص عناصر يمكن استخدامها فى تربية «الروبيان» مما يرفع من القيمة الاقتصادية لعملية التحلية.
قال سويلم خلال فعاليات اليوم الثانى «لأسبوع القاهرة السابع للمياه» الذى يعقد تحت عنوان «بناء مجتمعات مرنة» ويستمر حتى 71 أكتوبر الجارى تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى إن ما تواجهه العديد من دول العالم من تحديات فى مجال المياه وعلى رأسها مصر التى تواجه تحديات كبيرة تتمثل فى الزيادة السكانية وثبات الموارد المائية وهو ما أدى لتراجع نصيب الفــرد من المياه فى مصر ليصبح فى حدود 005 متر مكعب للفرد، وفى الوقت الذى تبلغ فيه احتياجات مصر المائية حوالى 411 مليار متر مكعب من المياه سنوياً تقدر موارد مصر المائية بحوالى 59٫60مليار متر مكعب سنوياً مع إعادة استخدام 20٫90 مليار متر مكعب سنوياً من المياه، واستيراد محاصيل زراعية من الخارج تقابل استهلاكاً مائياً يقدر بحوالى 05٫33مليار متر مكعب سنوياً من المياه وتنفيذ العديد من المشروعات الكبرى فى مجال إعادة استخدام مياه الصرف الزراعى مثل محطات بحر البقر والمحسمة والحمام.
قال سويلم إنه أصبح من الضرورى الاعتماد على تحلية المياه مستقبلاً تحقيقاً لمفهوم الترابط بين المياه والغذاء والطاقة شريطة تطبيق منظومة متكاملة تتضمن استخدام الطاقة الشمسية فى التحلية لتقليل تكلفة الطاقة والاعتماد على أساليب متطورة فى الزراعة تحقق أعلى إنتاجية محصولية بأقل وحدة مياه، مع تعظيم الاستفادة من المياه شديدة الملوحة الناتجة عن عملية التحلية فى تربية الروبيان المحلى «الأرتيميا» أو استخراج معادن مهمة من هذه النواتج وهو ما يتم دراسته حالياً من العديد من الباحثين فى مصر والعالم.
قال سويلم إنه سيتم استخدام وسائل حديثة فى الرقابة على المياه بطول مجرى النيل مثل الطائرات المسيرة «الدرون» لمنع التعدى على المجارى المائية ونهر النيل وإزالتها فى المهد قبل تفاقمها، موضحاً أنه سيتم تطوير منظومة الرى فى مصر للانتقال من جيل لآخر حديث يتوافق مع التكنولوجيا، وذلك لأن الجيل الأول بدأ فى عهد محمد على منذ أكثر من قرنين من الزمان لكن فى الوقت الحالى نعمل على الانتقال لجيل جديد يسمى «0٫2» يستخدم أحدث الوسائل العلمية فى معرفة احتياجات النبات من المياه وهو ما يوفر المياه بشكل كبير.. مشيراً إلى أن مصر فى مرتبة متقدمة عالمياً فى تحلية المياه وتنتج سنوياً خمسة مليارات متر مكعب، وخلال الأعوام الخمسة السابقة أنفقت مصر 004 مليار جنيه لرفع قدرة المجتمع على الصمود ضد أى تغييرات محيطة وتحلية 5 مليارات متر مياه سنوياً وهو ما ساهم فى رفع قدرات مصر فى مواجهة الآثار السلبية للسد الأثيوبى وبحيرة السد العالى حالياً فى أفضل حالاتها.
وأشار سويلم إلى تقرير للأمم المتحدة حول التعاون فى المياه العابرة للحدود كشف أن نسبة التعاون فى المياه العابرة للحدود حول العالم تصل إلى 95% فقط وهو ما يكشف أن العديد من أحواض المياه العابرة للحدود تفتقر إلى التعاون الفعال.
شارك الدكتور هانى سويلم فى جلسة «افتتاح مسار منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)» حيث أشار إلى أن رؤية الفاو حول «مسار الفاو لبناء مجتمعات مرنة» يتماشى مع رؤية وزارة الموارد المائية والرى «الجيل الثانى لمنظومة الرى 0٫2»، مشيداً بدور الفاو فى دعم مبادرة AWARe والتى أثمرت توفير تمويل لتدريب 0003 من المتخصصين الأفارقة فى مجال المياه تم تدريب 002 منهم حتى الآن كما تم تحديد أولويات لعدد من الدول فى مجال المياه والتكيف لتنفيذ مشروعات مشتركة.
ومن ناحية أخرى شهد الدكتور هانى سويلم توقيع الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولى والسفير كريستيان برجر رئيس بعثة الاتحاد الأوروبى فى مصر، مبادرة «المرفق الأوروبى الأخضر» تحت مظلة «مبادرة فريق أوروبا» حيث أشار سويلم لبدء فصل جديد من التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبى من خلال إطلاق مبادرة فريق أوروبا والتى تمثل خطوة حيوية فى مواجهة التحديات التى تواجه مصر لاسيما فى قطاعى المياه والزراعة اللذين يعدان ركيزتين يعتمد عليهما فى تحقيق التنمية المستدامة فى مصر.