توفير قاعدة بيانات للمصريين المهاجرين بالخارج والتعرف على احتياجاتهم
اطلق الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أمس المسح القومى للهجرة الدولية فى مصر؛ حيث سيستخدم كأداة رئيسية للتخطيط والمتابعة ووضع الإستراتيجيات ورسم خارطة واضحة المعالم لحركة الأفراد والمجموعات عبر الحدود.
ينفذ المسح تحت رعاية وزارتى التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولى والخارجية والهجرة بالشراكة مع المنظمة الدولية للهجرة، وبالتعاون مع العديد من المنظمات الدولية ومنها منظمة العمل الدولية وصندوق الأمم المتحدة للسكان والمفوضية السامية لشئون اللاجئين والبنك الدولى فى دعم تنفيذ هذا المسح وبتمويل من الاتحاد الأوروبي.
قال رئيس جهاز التعبئة العامة والإحصاء اللواء خيرت بركات – خلال حفل توقيع– إن المسح يهدف إلى تغطية الفجوة فى البيانات الخاصة بالهجرة الدولية فى مصر بجمع بيانات موثوق بها ودراسة الاتجاهات الحديثة للهجرة أسبابها ومحدداتها والنتائج المترتبة على الهجرة الدولية فى مصر، كجزء من الإستراتيجية الوطنية للدولة لتطوير الإحصاء لتحسين قاعدة المعلومات الخاصة بإدارة الهجرة الدولية.
أكد أن المسح سيسمح بقياس معدل تحويلات المصريين بالخارج وكذا الاستفادة من المقارنات مع الدول لتحقيق مستوى أفضل للمهاجرين.. موضحاً أنه يشير بوضوح إلى أهمية دور الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء باعتباره العنصر الرئيسى فى مجال مصادر البيانات الإحصائية للهجرة الدولية والمسئول عن جمع البيانات وإدارتها والتحقق من صحتها وتحليلها وإعداد التقارير عنها فى مصر بالإضافة إلى دوره فى تنفيذ العمليات الإحصائية الأساسية التى تتمثل فى التعدادات والمسوح المخططة أو غير المنتظمة.
أشار إلى أن إجراء تلك المسوح تعد انعكاساً للأهمية الكبيرة التى توليها الدولة المصرية والقيادة السياسية لمواطنيها المهاجرين بالخارج الأمر الذى يتيح التواصل معهم والتعرف عليهم وعلى احتياجاتهم والعمل على تنفيذها بالإضافة إلى البيانات المتعلقة بخصائصهم الديموجرافية والاجتماعية والاقتصادية، وكذا المهنية والعملية للاستفادة منها ودمجها فى عملية التنمية التى تجرى على أرض مصر، لكونها فى عمق عملية التنمية التى تشهدها الجمهورية الجديدة.
أوضح أن المسح يتضمن «المهاجر الحالى – المهاجر العائد – ومن لديهم النية أو الرغبة فى الهجرة» إضافة إلى دراسة خصائصهم الديموجرافية والأثر الاقتصادى من الهجرة على الأسر والاقتصاد والتنمية .. قائلاً: «إننا بحاجة إلى تعزيز حوكمة إطار تنقل الهجرة بشكل عام من خلال دمج العمال المهاجرين فى كافة مجالات التنمية بما يعزز تنمية المهــارات وإقامــة الروابط بينهم وبين أوطانهم، وتأهيل راغبى الهجرة للحصول على تلك الفرص بطرق آمنة وواضحة المسار لتحقيق مبدأ الربط بين الهجرة كمحرك للتنمية عند إدارتها بشكل متكامل، وبمشاركة كافة الأطراف المعنية بدول المنشأ والمهجر».
قال: إن قضية الهجـرة أصبحت قضية سياسـية رفيعـة المسـتوى ترتبـط بحقـوق الإنسـان والتنمية والجغرافيا السياسـية علـى المسـتويات الوطنية والإقليمية والدولية.. لافتاً إلى أن مصر نظمت المنتدى العالمى الثانى للهجرة عام 2020، بهدف نشر الخبرات للتعرف على أفضل الممارسات ذات الصلة، وتحديث مصادر البيانات.
أضاف بركات أن الجهاز شارك بالتعاون مع وزارة الخارجية ومنظمة الهجرة الدولية فى المنتدى الأفريقى الخامس حول الهجرة فى ديسمبر 2019.. موضحاً أن احتفال اليوم باطلاق تنفيذ المسح بات فى توقيت هام وله دلالته حيث إن معظم دول العالم المتقدم والنامى على حد سواء يتأثر إيجابياً وسلبياً بالهجرة سواء دول المنشأ أو دول العبور أو الاستقبال، الأمر الذى يتطلب ضرورة التعاون مع كافة الدول وأطراف المجتمع الدولى للعمل سوياً للحد بقدر الإمكان من الجوانب السلبية للهجرة.
تابع: إن جميع الجهات تتفق فيما بينها على أهمية المرحلة الحالية والدور المحورى الذى يلعبه مواطنونا بالخارج على مختلف المستويات، وكذلك ما تتطلبه هذه المرحلة من بذل مزيد من الجهد والتحرك فى سبيل تنفيذ التوجيهات الرئاسية والرؤية الوطنية التى تستهدف خلق ربط حقيقى بين مواطنينا بالخارج ووطنهم الأم.. مؤكد أن ذلك يعـــد جـــزءًا أساسياً من عملية الترابط متمثل فى مستوى الخدمات التى تقدمها الجهات المعنية الوطنية للمواطنين بالخارج والسعى الدائم لتطويرها وتحسينها علاوة على مساهمة المهاجرين من خلال تحويلات العاملين من الخارج والتى تعد مصدراً رئيسياً للدخل بعد عائدات الصادرات للنقد الأجنبى فى مصر ودول أخري، وسط حاجة متزايدة للنقد الأجنبى فى عدة اقتصادات بالمنطقة.