على مدار 11 عامًا عايشت خطوات وجهود الدولة المصرية المتواصلة، وعلى مدار الساعة من أجل القضاء على التحديات والتهديدات والمخاطر والمعاناة وضمان عدم تكرار ما تعرضت له الدولة المصرية من خطر داهم، ومشاكل وأزمات، تراكمت على مدار عقود طويلة وكيف خاضت الدولة الوطنية ومؤسساتها معركة مقدسة من أجل الانقاذ والبقاء، والتنمية والبناء فى وقت متزامن كانت ومازالت ملحمة بكل المقاييس يقودها قائد عظيم جمع بين الرؤية الثاقبة والإرادة الصلبة، والاخلاص والشرف، والطموح غير المحدود والشموخ الذى يحلق فى عنان السماء، وأنا اشهد بذلك، وأيضا الواقع الذى يعيشه يحصد ثماره، فى أمن وأمان واستقرار الأرض صلبة نقف عليها فى وجه أمواج عاتية تموج بها منطقة تكاد تغرق لكن سفينة مصر تمضى بثقة وسلام كل ذلك جاء وفق رؤية عبقرية، لذلك دعونا نفتش ونستفد ونسترجع أهم المباديء الحاكمة فى هذه الرؤية الرئاسية التى حققت نتائجها فى استشراف حقيقى للمستقبل، ونتوقف عند الآتي:ـ
أولاً: امتلاك إرادة الانقاذ والبناء والإصلاح، وحضور القرار وفق رؤية شاملة وسابقة لذلك حرص الرئيس السيسى بلا هوادة على القضاء على ملامح الفوضى والإرهاب واستعادة الأمن والأمان والاستقرار، وخاضت مصر معركة باهظة التكاليف ضد الإرهاب فى سيناء وفى كافة ربوع البلاد، ربما كانت سيناء هى قلب المعركة، انفقت عليها الدولة ما يقرب من 001 مليار جنيه قدمت أكثر من 3 آلاف شهيد وأكثر من 21 ألف مصاب ضحوا بأرواحهم ودمائهم من أجل أن تبقى مصر حرة عزيزة يرسمون ملامح المستقبل للمصريين، لكن ما أريد أن أقوله إن الإرادة والقرار كانا ومازالا حاضرين ومتوهجين وتحقق لمصر ما أرادت حيث انتصرت على الإرهاب وبسط الأمن والأمان والاستقرار فى كافة ربوع البلاد.
ثانيًا: الرئيس السيسى أصر برؤية وإرادة على انطلاق البناء والتنمية فى وقت متزامن انطلاقًا انه ليس هناك وقت فقد تأخرت مصر كثيرًا وضاعت منها عقود طويلة.. ووصلت الأمور والاوضاع والمعاناة بالوطن والمواطن إلى أعلى درجاتها من هنا انطلقت معركة البقاء والبناء فى توقيت واحد، ومتزامن، وحققت نتائج فاقت التوقعات.
ثالثًا: الرئيس السيسى دائم التأكيد على أهمية الأفكار الخلاقة ومن خارج الصندوق والتى تستشرف المستقبل وأنه الطريق الأمثل للأوطان لحل الاشكاليات، والتغلب على التحديات والمشاكل والأزمات المعقدة وهو ما حدث على مدار 11 عامًا، ورأيناه فى الكثير من المشروعات العملاقة، وكيفية التغلب على هذه المحدودية، فقد نجحت مصر فى بناء المدن الجديدة وعلى رأسها العاصمة الإدارية وباتت فرصًا اقتصادية عظيمة ضاعفت أصول الدولة وفتحت آفاقًا فريدة للعمل والعمران والاستثمار والسياحة والنهوض الاقتصادي.. وأيضا رؤية اقامة قناة السويس الجديدة، وزيادة قدرات القناة وتعظيم مواردها، واقامة المنطقة الاقتصادية وربطها بشبكة موانيء وطرق عصرية والاستثمار فى الموقع الجغرافى والموارد والمواد الخام المصرية، وتحويلها إلى قيمة مضافة كل ذلك تغلب على محدودية الموارد المصرية.
رابعًا: الرئيس السيسى هو صاحب العبورين الثانى والثالث فى سيناء وفق رؤية واستشراف للمستقبل، قرر التصدى بحسم لكل التهديدات والمخاطر والاطماع التى تستهدف سيناء، وانقاذها وتأمينها بما يضمن عدم تكرار هذه التهديدات فكان العبور الأول الذى انجزه السيسى هو انقاذ سيناء من مؤامرة شيطانية بالقضاء على الإرهاب المدعوم والممول من قوى كبري، تدفع بالجماعات الإرهابية لخوض حرب بالوكالة نيابة عنها، ونجح السيسى فى تطهير سيناء من دنس الإرهاب واستعادة الأمن والأمان والاستقرار.. أما العبور الثالث فهو نابع من رؤية وإرادة لضمان تأمين سيناء بشكل مستمر ودائم من خلال اطلاق أكبر عملية بناء وتنمية وتعمير شاملة لكافة ربوع سيناء اســتثمر فيها قــرابة التريليــون جنيــه، مرحلتهـــا الأولى تكلفـــت 016 مليارات جنيه من طرق وموانيء ومطارات، ومدارس و4 جامعات، ومشروعات صناعية وزراعية و5 انفاق أسفل قناة السويس تربطها بمدن القناة وباقى محافظات الوطن وتحويلها فى المرحلة الثانية إلى مركز استثمارى صناعى وزراعى وسياحى عالمي، وبالتالى تعظيم الكثافة السكانية فيها وتنشيط حركة التجارة فيها، وسرعة الوصول والانتقال منها وإليها كهدف استراتيجى يدخل فى نطاق الحماية والتأمين لبوابة مصر الشرقية وتحصينها ضد التهديدات، ومضاعفة هذه الحماية فى ظل وجود جيش وطنى عظيم، قوى قادر على حماية حدود الدولة المصرية ومصالحها القومية وأمنها القومي، وأيضا حمايتها بالبناء والتنمية وهو ما لم يقدم عليه أى رئيس مصرى سابق على مدار قرابة 44 عامًا أو أقل على مدار تاريخها فى ظل استراتيجية الرئيس السيسى ورؤيته بالقضاء على أية تهديد أو أزمة من جذورها.
خامسًا: فى ظنى أن أهم قرارات الرئيس السيسى وانجازه وفيه جل الفكر الخلاقة والاستباقية وقراءة معطيات الحاضر والمستقبل واستشراف المستقبل هو تمكين مصر من امتلاك أعلى درجات القوة والقدرة والردع لحماية الأمن القومى المصرى، وهذا القرار تمثل فى تطوير وتحديث الجيش المصرى العظيم وتزويده بأحدث منظومات التسليح وتعظيم قدراته بما يوفر القدرة على الوصول إلى أى تهديد خاصة فى ظل اتساع نطاق هذه التهديدات، وتنامى الصراعات والاطماع فى المنطقة وعلى كافة الاتجاهات وليس غريبًا أن تكون مصر هى واحة الأمن والاستقرار فى محيط شديد الاضطرابات ومنطقة تموج بالصراعات، واطماع ومؤامرات ومخططات تنشط، لكن قدرة مصر على الردع تجعلها فى مأمن، ورسائلها تصل إلى الجميع، كما أن الرئيس السيسى جعل من الصعب أن يدرك الآخرون كيف تفكر مصر وما هى نوعية ردة فعلها فباتت تعرف مصر جيدًا كيف تحاصر وتطوق التهديدات التى تستهدفها، وتعمل على استئصالها دون أن تطلق رصاصة واحدة وهو ما يجسد عبقرية القيادة وافكارها الخلاقة، لذلك دائمًا نضع رؤية الرئيس السيسى الفارق وتبعث فى نفوس المصريين الثقة والاطمئنان، وهنا نتوقف عند الذكاء فى إدارة العلاقات المصرية الخارجية، وشبكة العلاقات مع القوى الكبرى والتوازن والاعتدال والحكمة، ولعل الجميع توقف عند زيارة السيسى لأريتريا والقمة الثلاثية، وكيف باتت علاقة مصر بدول القرن الأفريقي.. ودهاء الدولة المصرية وعبقريتها هو أهم أسلحتها، وأيضا عبقرية الدبلوماسية الرئاسية، والرؤى السابقة، والمرتكزة على الشمولية واستشراف المستقبل تدعم مسيرة الأمن والاستقرار، ولعلنا نتذكز مقولة الرئيس السيسى «لا يليق بنا أن نقلق فالدولة المصرية لديها العديد من الأوراق والبدائل».
هنا أصل لما أريده من المقال بسؤال مهم ماذا بين السيسى والسادات وما يجمع بينهما فى الظروف وما سر حديث الرئيس السيسى الدائم عن عبقرية الرئيس السادات، وكيف سبق عصره، ولعل آخر هذه الأحاديث مقولة: «إن الرئيس السادات هزم خصومه وهو غير موجود» وهنا يعنى خلود عبقرية الرؤية واستشراف المستقبل، لدى الرئيس السادات بطل الحرب والسلام.. فقد حقق الانتصار بدهاء ومعجزة عبقرية عسكرية وذهب ينشد سلام الأقوياء واستعاد الأرض والكرامة وتحدث فى قلب إسرائيل بشموخ المنتصر، فحقق السلام والأمن والاستقرار لبلاده.. بعد كل هذه السنوات والعقود والأحداث وما نراه من أحداث كانت كفيلة بأن تثبت عبقرية الرئيس السادات وكيف سبق عصره، وتجاوز الأفكار المتفرقة والمحدودة بما لديه من خيال فكرى وهنا وصف الرئيس السيسى السادات بعبقرية أنه هزم خصومه وهو غير موجود.. والجميع بات يقول باليتنا اطعنا السادات، لذلك هناك سمات ومشتركات بين الرئيسين السادات والسيسى اساسها الفكر الخلاق واستشراف المستقبل، نستطيع أن نرصدها جيدًا على أرض الواقع، وكيف كانت مصر قبل السيسى وكيف أصبحت فى عهده، والأيام باتت ومازالت كفيلة بأن تثبت عبقرية السيسي، كما أكدت السنوات والأحداث عبقرية ورؤية السادات.