يظل الجيش المصرى العظيم هو كلمة السر.. فى قوة وقدرة وبقاء واستقرار الدولة المصرية.. وسلامة أمنها القومى ووحدة وقدسية أراضيها.. وهو المدرسة العليا للوطنية.. لذلك ليس غريباً ان ترى هذا التحول الجذرى فى شخصية المنضمين حديثاً لصفوف قواتنا المسلحة.. وهو ما تجسد فى احتفال الأمس بانتهاء فترة الإعداد العسكرى لدفعات 2024 بالأكاديمية العسكرية المصرية «مصنع الرجال وعرين الأبطال».. ترى مقاتلاً جسوراً شجاعاً قادراً يتمتع بأعلى درجات الجاهزية.. بدنياً وذهنياً وقتالياً.. مفعماً بالوطنية والولاء والفداء لهذا الوطن.. لهذا يطمئن المصريون ان لهم.. درعاً وسيفاً قادراً على حماية الأرض والعرض.
«من يملك جيشاً وطنياً قوياً شريفاً يملك أمناً واستقراراً واطمئناناً» تلك هى عبارة قالها قائد عظيم هو الرئيس عبدالفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة تجدها حقيقة ساطعة على أرض الواقع.. فمصر لديها جيش عظيم شريف.. هو خير أجناد الأرض كما وصفه المصطفى- صلى الله عليه وسلم- وقال المولى- عز وجل- (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين) ومن أهم حيثيات الأمن والاطمئنان وجود هذا الجيش الذى حقق على مدار تاريخه ما يقترب إلى المعجزات فى ساحات وجبهات الحروب.. وهو أيضاً أول جيش نظامى عرفه التاريخ.. وهو كذلك من أنقذ البشرية من ويلات وكوارث وصاحب الملاحم الوطنية فى تحرير وتطهير أرض مصر من الغزاة والمحتلين والإرهابيين.. وهو صمام الأمان والدرع والردع لكل من تسول له نفسه المساس بمصر وشعبها وأمنها.
بالأمس نلت شرف حضور حفل انتهاء فترة الإعداد العسكرى دفعة 2024 وهو جيل جديد من حماة الوطن.. نال شرف الانتماء إلى المؤسسة العسكرية العظيمة.. لضخ دماء جديدة من الأبطال وأشرف الرجال فى شرايين قواتنا المسلحة الباسلة.. وجدتنى فخوراً حيث المكان مقر الأكاديمية العسكرية المصرية بالكلية الحربية.. الأرض الطيبة التى نبتت وقدمت أبطالاً ورموزاً وشهداء.. صنعوا لهذا الوطن أمجاده وبطولاته وضمنوا له خلوده وأمنه واستقراره.. تلك الأرض التى انجبت قادة عظاماً أعطوا لمصر بسخاء.. وشهداء أبراراً ضحوا بأرواحهم لنسعد بيوم عظيم.. هو حفل انتهاء فترة الإعداد العسكرى لجيل جديد من خير أجناد الأرض على العهد والقسم بالفداء والتضحية من أجل أن تظل راية الوطن عالية خفاقة.
ما تقوم به الأكاديمية العسكرية المصرية من إعداد وتأهيل وتدريب وبناء شخصية المقاتل الجسور شديد الانتماء والولاء والتضحية والعطاء من أجل الوطن هو عمل عبقرى بكل المقاييس يتسم بالشمولية.. فى كافة مناحى ومكونات الشخصية.. وهو عمل ليس بالسهل لكنها فى كل الأحوال هى القوات المسلحة المصرية الباسلة بيت الوطنية.. وهى أيضاً الأكاديمية العسكرية المصرية مصنع الرجال.. وعرين الأبطال.. لذلك هى عملية طبيعية فى القوات المسلحة ان ترى هذا التحول العظيم فى شخصية من ينتمى إلى القوات المسلحة حتى ولو مضى على انضمامه أيام قليلة.. يصبح مختلفاً واستثنائياً ورجلاً قوياً وقادراً.. شجاعاً جسوراً.. يتمتع بالفكر المرتب والمنظم.. تستطيع الاعتماد عليه.. يصبح جديراً بحمل لواء المسئولية عن هذا الوطن.. جاهزاً وملبياً فى أى وقت للفداء والعطاء والتضحية.
على مدار عمرنا كنا نسمع أهالينا آباءنا وأمهاتنا يقول بكل ثقة ابنك لما هيدخل الجيش هيكون راجل بمعنى الكلمة لذلك مقولة (مصنع الرجال وعرين الأبطال) تراها فى قلاع قواتنا المسلحة بكل وضوح وفى كل الأجيال.. فدائماً خير الأجناد على العهد والقسم.. فهم أبناء وأحفاد جيل أكتوبر العظيم.. الذى عبر المستحيل وأعاد الأرض والكرامة ولقن العدو المتغطرس درساً لم ولن ينساه.. وهم دائماً قادرون على أن يسطروا الأمجاد والبطولات والانتصارات.
> صناعة البطل فى قواتنا المسلحة تستظل بعقيدة وطنية ترتكز على (النصر أو الشهادة) والفداء والتضحية.. فهذا الشاب الذى اختار الانضمام لصفوف القوات المسلحة كضابط مقاتل خضع للعديد من الاختبارات والإجراءات والفحوصات بكل نزاهة وشفافية للتأكد من أعلى القدرات الذهنية والبدنية.. لذلك فهم خيرة شباب مصر ليس هذا فحسب بل هناك متابعة واطلاع من القائد الأعلى والقائد العام لسير هذه الإجراءات.. لأننا أمام شخصية قادرة على التحمل والعمل والقتال تحت مختلف الظروف والأجواء.. ويبذل جهوداً استثنائية لتنفيذ مهام وطنية غير عادية.
> يجب أن نتوقف عند هذا التحول والفارق الكبير بين الشباب قبل الانضمام والالتحاق بالأكاديمية العسكرية فى مختلف الكليات العسكرية وبعد الالتحاق وقضاء الأيام الأولى فى الإعداد والتدريب والتأهيل.. نجد أننا أمام شخصية مختلفة تماماً.. من حيث الالتزام والانضباط والبرنامج الحياتى اليومى والتدريبى والذهني.. كل شيء يمضى بنظام وترتيب.. متى ينام.. متى يستيقظ.. برامج التدريب البدنى والنظرى والعملي.. نقل من الحياة المدنية بكل تفاصيلها إلى الحياة العسكرية ذات الطبيعة المختلفة وما تستلزمه من واجبات ومهام.. لذلك رأينا بالأمس رجالاً وأبطالاً أقل ما نصفهم أنهم حاجة تفرح.. قدموا عروضاً بدنية وقتالية وتدريبية بإتقان وفى أزمنة قياسية سواء التعليم الأساسى والسلاح الصامت والتمرينات الرياضية أو تنفيذ مهمة قتالية فى اقتحام وتدمير نقطة أو موقع حصين.. هذا الاستيعاب العبقرى فى زمن قياسي.. لطبيعة متطلبات العمل العسكرى جاء من خلال قدرة فائقة لقواتنا المسلحة والأكاديمية العسكرية المصرية على بناء شخصية المقاتل الذى يحظى بأعلى درجات الجاهزية. ذهنياً وبدنياً وعلمياً.. قادر على التحمل والعمل الشاق.. فى مختلف الظروف.. لذلك نحن أمام مواكبة فريدة للعصر والامتداد فى بناء منظومة المقاتل المصرى الذى يشهد له الماضى والحاضر والمستقبل.. وهو امتداد لأجيال الرموز والأبطال وأشرف الرجال.. لذلك يطمئن المصريون على وطنهم.. لأن لديهم جيشاً وطنياً قوياً واستثنائياً هو جيش خير أجناد الأرض.. عدة وعتاداً.
> تستطيع أن تتعرف على مدى الوفاء والعطاء لقواتنا المسلحة الباسلة عندما تشاهد إطلاق أسماء القادة العظماء من رموز العسكرية المصرية على الدفعات الجديدة.. وهذا تقليد أصيل فى قواتنا المسلحة.. تقديراً وعرفاناً وامتناناً لقادتها فى مختلف التخصصات سواء على مستوى القيادة العامة أو قادة الأفرع الرئيسية أو قادة الجيوش والمناطق.. فبالأمس شاهدنا أسماء عظيمة على الدفعات الجديدة التى حملت اسم الفريق أول صدقى صبحى القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربى السابق ومستشار رئيس الجمهورية الحالى لشئون الدفاع والفريق عبدالعزيز سيف الدين قائد قوات الدفاع الجوى الأسبق والفريق يونس المصرى قائد القوات الجوية الأسبق وغيرهم من قادة أفذاذ أعطوا بسخاء لهذا الوطن.. لذلك تتعلم الأجيال الجديدة من خير الأجناد المعنى الحقيقى للوفاء الذى تسطره قواتنا المسلحة الباسلة وتغرسه فى أبنائها كعقيدة نبيلة.. لذلك أيضاً تجد ان أبناء المؤسسة العسكرية يتمتعون بوطنية وأخلاقيات وشرف وقيم ومبادئ استثنائية.
الحقيقة ان احتفال الأمس بانتهاء فترة الإعداد العسكرية لدفعات 2024 جسد العديد من الرسائل والمعانى والقيم النبيلة التى تتمتع بها قواتنا المسلحة ورجالها.. وتصل إلى حقيقة ونتيجة مهمة للغاية.. حول سر احترام وتقدير وإجلال المصريين لجيشهم العظيم وقوة العلاقة بين الشعب والجيش.. ولماذا هم أصل الشرف والفروسية والتضحية والبطولة.. ولماذا لا يعرفون المستحيل.. ولماذا كل هذا السجل الزاخر والحافل بالبطولات والانتصارات والأمجاد على مدار تاريخ قواتنا المسلحة.. ولماذا تحقق انتصار أكتوبر العظيم وسحق عدواً واهماً ومتغطرساً تحصن بكل ما يملك وبكافة أنواع الدعم ورغم ذلك اسقطته العسكرية المصرية.. وحطمت عظامه وأذلته.. وجعلته يستغيث من هول الشجاعة والبطولة والجسارة.. والقوة والإصرار والإرادة على تحقيق النصر.. واستعادة الأرض والكرامة.. فما حققه الجيش المصرى العظيم فى ملحمة العبور فى أكتوبر 1973 قادر على تحقيقه فى كل المرات.. وهو ما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة بثقة وهو أحد أبرز وأهم رموز العسكرية المصرية «ان المعركة لم تنته بعد ومازالت مستمرة بأساليب مختلفة وإذا كان الجيش المصرى العظيم قدر يعملها مرة.. هيبقى قادر يعملها كل مرة».. لذلك الجميع يعرفون قدر الجيش المصرى وجاهزيته وكفاءته.. لذلك لا تسول لهم أنفسهم المساس بأمن مصر.. وراحوا يعبثون ويتآمرون بوسائل أخرى.. تجسد الجبن والخوف من المواجهة المباشرة.. لذلك أقول اتقوا قوة الجيش المصرى وردعه إذا غضب وإذا نفد صبره أو تعلق الأمر والتهديد بالوطن.
> الجيل الجديد من خير أجناد الأرض الذى شاهدناه بالأمس فى الاحتفال بانتهاء فترة الإعداد العسكرى للدفعات الجديدة المنضمة لقواتنا المسلحة حديثاً.. هى دماء جديدة تضخ فى شرايينها.. لتفجر ينابيع القوة والقدرة والردع والاستعداد الدائم للتضحية.. وإذا تعودنا أن نصف أبطال قواتنا المسلحة بأنهم خير أجناد الأرض.. أو أشرف الرجال.. أو مصنع الرجال وعرين الأبطال أو بيت وقلعة الوطنية المصرية.. فإننى أضيف توصيفاً جديداً سمعته خلال فقرات الاحتفال وهو خزائن الرجال وخزائن قواتنا المسلحة من الأبطال والرجال والعظماء لا تنفد أبداً، بل غير محدودة ووفيرة وثرية وغنية، لذلك ليس غريباً على جيش مصر العظيم أن يسحق عظام عدو متغطرس فى أكتوبر 1973، خيلت له أوهامه أنه بمنأى عن قدرة خير أجناد الأرض، وليس غريباً أن ينقذ الوطن من الضياع فى يناير 2011، وموقفه العظيم فى حماية إرادة المصريين فى 2013.
وقف الجيش المصرى العظيم وقفة تاريخية ولبى نداء الشعب عندما نزل بالملايين لعزل نظام عميل ومتآمر على الوطن، وعزل جماعة الخيانة والإرهاب، وليس غريباً على جيش مصر العظيم، أن يقضى على الإرهاب الأسود المدعوم والممول، من دول كبرى، واستعاد الأمن والاستقرار فى كافة ربوع البلاد، وحرر وطهر سيناء من دنس التكفيريين المتآمرين، ويحمى الآن مصر من كافة الاتجاهات الإستراتيجية، فلولا قوة وقدرة جيش المصريين لنجحت قوى الشر فى النيل من مصر، فرغم أننا نعيش فى أتون الصراعات والحروب والنزاعات والفوضى والاقتتال الأهلى من كل حدب وصوب وفى منطقة شديدة الاضطرابات وحادة الصراعات.. إلا أن مصر بفضل قوة وكفاءة وجاهزية جيشها واصطفاف شعبها تعيش فى أعلى درجات الأمن والاستقرار مطمئنة إلى قوتها وقدرتها على ردع كل من تسول له نفسه المساس بأمنها.
الحقيقة أن تطوير وتحديث قدرات الجيش المصرى وامتلاكه القوة والقدرة الرشيدة حقق التوازن فى موازين القوة بالمنطقة، وبكل ردع حاسم وقاطع لكل من تسول له نفسه المساس بأمن مصر وأراضيها وحدودها، وحمى مشروع مصر الوطنى للتقدم من محاولات التعطيل والتدمير والاستهداف وقد بات الجميع على يقين بأن رؤية الرئيس السيسى وقراره التاريخى كان ومازال عبقرياً مستشرفاً للمستقبل وراصداً للتحديات والتهديدات والمخاطر المحتملة وقارئاً لما تحويه صدور وعقول قوى الشر من مؤامرات وتطلعات تستهدف مصر وأمنها القومى لذلك يظل الجيش المصرى هو نعمة من المولى- عز وجل- تستوجب الشكر والحمد فى كل ما تموج به المنطقة الملتهبة والتى تدور فيها وهى الصراعات والمؤامرات والمخططات وهو أيضا هدية رب العالمين للمصريين، لمنحهم الاطمئنان والثقة والأمن والأمان والاستقرار والسيادة وعدم الخضوع للإملاءات والضغوط، لتظل مصر بقيادة الرئيس السيسى حرة أبية شامخة مرفوعة الراية والهامة، تقول وتفعل وتحفظ لقرارها الوطنى الاستقلال والهيبة، وتصون وتحمى خطوطها الحمراء دون أن تجرؤ أى قوة على تجاوزها لأن هناك دولة عظيمة، لديها جيش وطنى شريف وصلب يمتلك القوة والقدرة والردع.
تطوير الجيش المصرى وتحديثه لم يكن أمراً جزئياً ولكن كان شاملاً، تضمن تطوير كافة التخصصات والأفرع الرئيسية بأحدث منظومات القتال فى العالم، سواء القوات البرية بأنواعها المختلفة أو الأفرع الرئيسية مثل القوات البحرية والجوية والدفاع الجوى وهو الأمر الذى أدى إلى تضاعف قدرات الجيش المصري، وأيضا العسكرية المصرية لديها مقاتل استثنائي، هو الرهان الحقيقى وركيزة تحقيق النصر ويأتى فى الأهمية قبل السلاح المتطور.
الحمد لله على نعمة الجيش المصرى العظيم جيش الشرف، وخير أجناد الأرض، وصمام الأمان والدرع والسند، وعمود الخيمة وأصل الوجود والاستقرار والبقاء لهذا الوطن، الجيش العظيم الذى يحمى ويدافع ويبنى من أجل الإنسان المصري، يؤمَّن الحدود، ويحمى، ويصون الأرض والعرض، والمقدرات والمكتسبات ويذود عن السيادة والكرامة الوطنية.. جيش جسور.. لذلك قال القائد الاستثنائى صاحب الرؤية واستشراف المستقبل بالاستثمار فى امتلاك القوة والقدرة الرئيس السيسى «اللى عاوز يجرب يجرب» و«محدش يقدر يقرب من مصر» و«العفى محدش يقدر يأكل لقمته» تلك هى محددات الإستراتيجية المصرية لبناء القوة والقدرة التى تحمى وتصون وتدافع عن الوطن.. ولا تعتدى أو تطمع فى أحد.. إنه وبحق جيش الشرف والمروءة.. جيش المصريين.. انه وبحق كما قال رسولنا الكريم- صلى الله عليه وسلم- «خير أجناد الأرض» لذلك فإن الشعب المصرى العظيم أدرك وأيقن ان الاستثمار فى قوة وقدرة الجيش المصرى العظيم وامتلاك سلاح الردع هو الاستثمار الأعظم للحفاظ على الوطن.
المصريون على اطمئنان وثقة فى جيشهم العظيم الذى عهدناه الحصن الحصين لهذا الوطن.. والذى يرسخ الأمن والأمان والاستقرار والإنسانية والشرف رغم ما فى الجوار من جميع الاتجاهات الإستراتيجية من نيران مشتعلة وحرائق مستعرة لتبقى مصر آمنة مستقرة لم تمسسها نار أو سوء بفضل نعمة الجيش المصرى ووعى الشعب العظيم واصطفافه حول قيادة وطنية حكيمة واستثنائية تقود الوطن إلى بر الأمان والمستقبل الواعد.