تبقى قضية ترميم هرم منكاورع مثارة.. رغم أن اللجنة المشكلة لدراستها قد افتت بعدم اعادة الأحجار المتساقطة من كسوته الخارجية إلى مواقعها.. وابقاء الهرم على وضعه الحالي.. وقد جاء هذا رغم موافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية على قيام معهد المصريات التابع لجامعة واسيدا اليابانية بالبدء فى إعداد الدراسات اللازمة لذلك.. والتى تستغرق أكثر من عام.
> وقد أوضح ان اللجنة أرادت بهذه الفتوى القضاء على فكرة إعادة الكسوة الخارجية للهرم.. بدلاً من السماح بأجراء الدراسات للمشروع.. ثم ترى فيها بعد ذلك رأيها.. ورغم ان هذه الدراسات كانت ستحدد طبقاً لأساليب وأجهزة علمية مواقع الأحجار.. ولكن اللجنة رأت ان هذا مستحيل.. وهذا هو رأيها.. وقد تأتى لجنة أخرى فترى رأياً مخالفاً.. وقد اهتمت الصحف بجزئية واحدة من تقرير اللجنة..ولم تشر معظمها إلى الجزء الثانى فى التقرير الذى يتناول التنقيب حول الهرم.. والذى وافقت عليه.. ورأت ألا يكون ذلك إلا بموافقتها على مشروع تفصيلى لدراسة هذا التنقيب.
> يشمل الجزء الذى وافقت عليه اللجنة المشروع العلمى الأثرى للدراسة والرفع المساحى لهرم منكاورع وتنظيم الكتل الجرانيتية المكونة للكسوة الخارجية المتساقطة منه.. والقيام بأعمال الحفائر للكشف عن باقى هذه الكتل ذات الزوايا المائلة حول الهرم.. بالإضافة إلى تنظيف وتنظيم الموقع للزيارة.
> غير ان اللجنة وضعت بعض الألغام فى هذه الجزئية المرتبطة بالتنقيب.. حيث اشترطت ان يتفرغ مدير المشروع تفرغاً كاملاً لتنفيذ هذا المشروع العلمى الأثري.
فمن هو عالم الآثار الذى سيتفرغ لمشروع أثرى واحد.. أو بمعنى أدق لحفريات تجرى فى موقع واحد.. ويترك باقى حفرياته فى أماكن أخري.. أو يتخلى عن وظيفته من أجل هذا المشروع.. فلماذا هذا كله؟!!.. وقد عادت اللجنة فى ختام تقريرها إلى الاعتراف جزئياً بدور للجنة الدائمة للآثار فى نهاية المطاف.. وقد اشترطت اللجنة ان تتوفر أسباب علمية واضحة ومفصلة يتم تقديمها فى دراسة تعرض على اللجنة العليا قبل البدء فى الحفائر.. ومعنى هذا ان اللجنة تسلب اختصاصات المجلس الأعلى للآثار وتضع نفسها فوق المجلس.. ولجنته الدائمة للآثار المصرية.. وهو ما يختلف تماماً عن قرار تشكيل اللجنة.. وأظن أنه يختلف كذلك عن قانون إنشاء المجلس الأعلى للآثار وتحديد اختصاصاته.. والا كيف يكون المجلس غير قادر على اتخاذ قرار بالتنقيب عن الأثار وهو دور رئيسى من أدواره.. وقد أشارت اللجنة إلى أنه عند عرض المشروع المقترح عليها سترفع تقريراً علمياً عنه لوزارة السياحة والآثار للتنسيق مع اليونسكو وللعرض على اللجنة الدائمة للآثار المصرية.. أى ان موافقتها هى أولاً لا بد منها قبل العرض على هذه اللجنة.. وبهذا تكون اللجنة قد فرضت وصايتها الدائمة على هرم منكاورع.. وكذلك على اللجنة الدائمة للآثارالمصرية.. فلا أحد يقترب من هذا الهرم.. أو من التنقيب حوله إلا بإذنها.. وأصبحت لجنة دائمة بدلاً من أن تكون لجنة مؤقتة لغرض واحد.
> على أى حال علينا ان ننتظر لنرى ما سيحدث.. وهل سيوافق الجانب اليابانى على الاستمرار فى دراسات الجزء الذى وافقت عليه اللجنة.. مع ايقاف التفكير فى إعادة أحجار الهرم إلى مواقعها.
>>>
عالم الضمائر الميتة..
> نحن نعيش فى عالم الضمائر الغائبة.. الضمائرالميتة.. زمن فقد فيه العالم إنسانيته.. لم تعد مشاهد الدماء تزعجه.. ولم تعد أعداد الضحايا المتزايدة طوال اليوم والليل فى غزة من أطفال ونساء ورجال وشيوخ تؤلمه.. بل لنقل انه يغمض أعينه عنها عامداً فلا يراها.. ويغلق آذانه عن أنينها فلا يسمعها.. ويغلق افواهه فلا يتكلم.. وإذا تكلم فإنما يرجو القاتل ان يترفق قليلاً ويحسن القتل.. هذا هو الحال مع الشريك الأمريكى للعدوان الإسرائيلي.. الذى يستطيع ان يوقف العدوان لو أراد.. ولكنه يتواطأ ويحمى العدوان.. ويواصل إرسال السلاح الذى يقتل به العدوان الإسرائيلى الأبرياء ليل نهار.. اما الباقون فبدأ ويتكلمون على استحياء.. يرجونه إلا يقتحم رفح.. وان يكتفى بمن قتلهم.. وان كان بعضهم أفاق متأخراً.. لابأس..فأن يفيقوا متأخرين خير من ان يبقوا غائبين.. صامتين.. مغمضى العيون.. ومغلقى الآذان.
> أما النبلاء الذين نستطيع ان نضعهم فى قائمة معدودة على أصابع اليد من الغرب فيأتى على رأسهم البرتغالى النبيل انطونيو جوتيرش الأمين العام للأم المتحدة والذى يواصل التنديد بالعدوان الإسرائيلى منذ لحظته الأولي.. وكأنه يعوض فى هذا تقاعس منظمته حيث عجز مجلس الأمن بفعل الفيتو الأمريكى عن أداء مهمته المنوط بها فى حفظ الأمن والسلم الدوليين.. ووقف مكتوفاً أمام حق الفيتو.. الذى آن الأوان لإلغائه مع إعادة هيكلة مجلس الأمن.. وإدخال ممثلى القارتين الأفريقية والأمريكية اللاتينية ضمن أعضائه الدائمين وبدون فيتو للجميع.
> وينضم أيضاً لقائمة النبلاء، الإسبانى جوزيف بوريل مفوض الشئون الخارجية بالاتحاد الاوروبى الذى ندد مراراً ِبالعدوان الإسرائيلي.. ولكن فى المرة الأخيرة كانت كلمته أقوى ما يمكن ولم يصدر مثلها من أحد فى الغرب.. وسخر من الذين يدللون نتنياهو ويكلمونه على استحياء بوقف عدوانه على رفح.. ثم تساءل ساخراً ومستنكراً ومديناً للعدوان والمعتدين فى طلب جيش الاحتلال بإخلاء رفح من سكانها.. وقال: أين يذهبون.. وكل غزة دمرت ولم يعد فيها أى موقع آمن.. هل يذهبون إلى القمر؟!..
> من اللافت أن جوتيرش وبوريل اللذين ارتفع صوتهما بالادانة المباشرة هما من البرتغال وإسبانيا..أى شبه جزيرة ايبريا..ويبدو تعاطفهما مع قضية عربية وإنسانية ما زال متؤثراً بجينات عربية بحكم القرون الثمانية التى كان العرب يحكمون فيها الأندلس.
> ولا يعنى هذا اننا ننكر التحولات التى طرأت على كثير من الدول الأوروبية بعد ضغوط الرأى العام فيها.. وبعد الثلاثين الف شهيد ..والسبعين الف جريح.. وقد رأينا منذ البداية مواقف قوية من النرويج وإسبانيا وبلجيكا.. فى معارضة العدوان وادانة المعتدين.. وتنضم اليهم مؤخراً فرنسا..
>>>
سياحة اليخوت
> منذ أكثر من عام ونحن نسمع عن تنظيمات جديدة لجذب سياحة اليخوت إلى مصر.. اهمها اتباع سياسة الشباك الواحد وصدور الترخيص لليخوت خلال نصف ساعة من تقديم الطلب.. ليصبح بعدها صاحب اليخت حراً للتنقل بين مختلف موانئ اليخوت على شواطئنا فى البحرين المتوسط والأحمر.
> كل هذا جميل ولكن أجمل منه بكل أكيد ان نرى اليخوت تتدفق على مصر.. ولن يأتى هذا بغير الترويج والتسويق لسياحة اليخوت.
> يشير تقرير لمنظمة السياحة العالمية إلى ان عوائد سياحة اليخوت فى البحر المتوسط تقدر بنحو ثلاثمائة مليار دولار.. ولو استطعنا ان نستقطب 10 ٪ فقط لكانت الحصيلة 30 مليار دولار.. رقم خرافى ولا يكلفنا غرفاً فندقية جديدة.. ولا نريد ان نتفاءل كثيراً ولنفترض ٥٪ فقط أى 15 مليار دولار.. أو حتى 2.5 ٪ فقط أى 7.5 مليار دولار.
> وتستحق هذه الأرقام التى نطمح اليها القيام بجولات تسويقية وترويجية فى تجمعات ونوادى وروابط أعضاء هذه السياحة لندعوهم لزيارة مصر.. ويمكن ان ندعو مائة أو مائتين أو أكثر من أصحاب اليخوت لزيارة مصر.. والتعرف على موانئ هذه اليخوت فى مصر.. كما اننا سبق أن دعونا إلى مؤتمر آخر فى مصر للترويج لهذه السياحة.. ونحمد الله ان وزارة السياحة أخيراً قد اتخذت قراراً فى هذا الشأن.. ولكن علينا قبلها ان نرتب البيت تماماً لاستقبال اليخوت.. وتدريب الأطقم التى ستقابل أصحاب اليخوت وتتعامل معهم عند وصولهم إلى أى ميناء مصرى كضيوف.. حتى تتكرر زيارتهم ولا نخسر أحداً منهم.. يقرر إلا يعود مرة أخري.