الاحتلال يقصف جباليا وبيت لاهيا برًا وجوًا.. والجوع يشتد على السكان
وسعت قوات الاحتلال الإسرائيلية نطاق توغلها أمس فى شمال قطاع غزة لليوم الثامن على التوالى حيث يشن الجيش الإسرائيلى هجوما بريا وحصارا مطبقا على شمال قطاع غزة، يتركز فى مناطق جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا والتوام والصفطاوي، فى محاولة لإفراغ تلك المناطق من السكان فى ظل إنذارات متكررة بالإخلاء.
ووصلت الدبابات الإسرائيلية إلى الأطراف الشمالية لمدينة غزة حيث قال سكان إنها دكّت بعض المناطق فى حى الشيخ رضوان، مما أجبر الكثير من الأسر على مغادرة منازلها.
وقال سكان بيت لاهيا إن القوات الإسرائيلية عزلت فعليا مدن بيت حانون وجباليا وبيت لاهيا فى أقصى شمال القطاع عن مدينة غزة، ومنعت التنقل بين المنطقتين إلا بعد الحصول على تصريح من السلطات الإسرائيلية للأسر الراغبة فى مغادرة البلدات الثلاث انصياعا لأوامر الإخلاء.
وأضافوا إنه فى الوقت الذى يوجه العالم أنظاره إلى لبنان واحتمال قيام إسرائيل بضرب إيران، تقوم إسرائيل بإبادة جباليا، وأشاروا إلى أن قوات الاحتلال تقوم بتفجير بيوت ومربعات سكنية، وأن السكان لا يجدون ما يأكلونه، أنهم محاصرون داخل بيوتهم وخائفون من أنه فى أى لحظة قد تنهال عليهم القذائف.
كانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية قد ذكرت أنه وفقا لـ «خطة جنرالات» الجيش الإسرائيلي، فإن كل من سيتبقى فى شمال قطاع غزة سيكون محاصرا وسيتم تجويعه، موضحة أن هذه الخطة لا تتماشى مع القانون الدولي، وفرص دعم المجتمع الدولى لها ضئيلة جدا. وأوضحت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي، استعد لشن مناورة واسعة شمال غزة.
من جانبها قالت وزارة الصحة فى غزة إن عمليات التوغل الإسرائيلية المستمرة منذ 8 أيام فى شمال القطاع أسفرت حتى الآن عن استشهاد العشرات من الفلسطينيين، ويخشى أن يكون عشرات آخرون قد لقوا حتفهم على الطرق وتحت أنقاض منازلهم دون أن تتمكن الفرق الطبية من الوصول إليهم.
كانت الوزارة قد أعلنت ان الاحتلال الاسرائيلى ارتكب 4 مجازر ضد العائلات فى قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 52 شهيدا و128 اصابة خلال الـ24 ساعة الماضية.. يأتى ذلك بينما تعانى المستشفيات الثلاثة الرئيسية فى المحافظة الشمالية، كمال عدوان والإندونيسى والعودة، من ضغط شديد إثر وصول عشرات الإصابات والضحايا على مدار الساعة، وسط نقص شديد فى إمدادات الوقود والغذاء والدواء ما ينذر بتفاقم الأزمة الإنسانية والصحية لدى سكان المناطق الشمالية المحاصرة.
فى الوقت نفسه، استشهد 8 فلسطينيين فى قصف إسرائيلى استهدف منزلاً فى مخيم النصيرات وسط القطاع، بينما شهدت فى المناطق الشرقية فى مدينة خان يونس قصفا مدفعيا وإطلاق نيران مكثف من الآليات العسكرية المتوغلة فى محيط تلك المنطقة.
وفى رفح أقصى جنوبى القطاع قصف الجيش الإسرائيلى مسجد الرباط فى منطقة المواصي، غربى المدينة، بينما شهدت المناطق الشمالية فى رفح الفلسطينية قصفا مدفعيا متفرقا فى ظل اشتباكات ضارية.
من جهتها، أكدت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، أن الفشل الدولى فى وقف حرب الإبادة والتهجير بات يشكل غطاء للاحتلال ومستعمريه لاستكمال حلقاته فى الضفة الغربية المحتلة والانقضاض على حقوق الشعب العادلة والمشروعة فى العودة والحرية والاستقلال.
وذكرت الخارجية الفلسطينية – فى بيان «أن اعتداءات وهجمات ميليشيات المستوطنين وعصاباتهم المسلحة على المواطنين الفلسطينيين فى موسم قطف ثمار الزيتون وسرقتها فى عديد المناطق بالضفة الغربية المحتلة، وإحراق وتقطيع المئات من أشجار الزيتون، وحرمان المواطنين من الوصول إلى أرضهم، يعد إرهاب منظم فى إطار حرب الإبادة والتهجير التى ترتكبها قوات الاحتلال لوأد أية فرصة لتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض».
وأشار البيان إلى أن الاحتلال يسعى من خلال استباحته للضفة الغربية المحتلة والاستيلاء على أراضى المواطنين وتعميق جرائم التطهير العرقى للوجود الفلسطينى خاصة فى المناطق المصنفة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية إلى تعميق وتكريس ضمه للضفة الغربية وإمعان نظام الفصل العنصرى البغيض.