من الملاحظ ان الحروب التى تشهدها المنطقة ساهمت بشكل مؤثر فى زيادة تدفقات الهجرة لارضنا والتى تستوعب حاليا نحو 9 ملايين ضيف من الدول التى تعانى من الصراعات والنزاعات المسلحة وبخاصة الصراع الداخلى فى السودان والاوضاع فى غزة ومؤخرا فى لبنان بما يشير الى امكانية تزايد اعداد الضيوف بما يضع مسئوليات اضافية واعباء متزايدة على الدولة خاصة واننا حريصون على تطبيق المواثيق الدولية لحقوق الانسان من تقديم الحماية واوجه الدعم الصحية والتعليمية للمهاجرين من الضيوف.
اتصور ان اتجاه اهل الشر لتأجيج الصراعات والنزاعات المسلحة هدفه اختلاق مشاكل للدول المستضيفة سواء على المستوى الاجتماعى او الاقتصادى او حتى الامنى بجانب انتهازشبكات وعصابات الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين لهذه الاوضاع وقدرة سماسرة الهجرة غير الشرعية على ادارة وترويج انشطتهم بشكل اكثر سهولة اعتمادا على وسائل الاتصال الالكترونية الحديثة!!
ولا يمكن اغفال وجود مجموعة من المتغيرات التى تسهم فى انتشار ظاهرة الهجرة غير الشرعية ومنها انكماش النمو الاقتصادى فى دول العالم والمعاناة من التضخم وتذبذب قيمة العملة فى بعض الدول نتيجة الازمات الاقتصادية المفتعلة ومساهمة التطور التكنولوجى لوسائل الاتصال فى رفع سقف.
تطلعات الشباب بجانب المعاناة من الجفاف والتصحر بما يمثل عوامل طاردة وبخاصة فى افريقيا مع استمرار الفكر الاستهلاكى والتفاخر بالسفر الى الخارج والرغبة فى تقليد الغير فضلا عن اعتماد بعض القوانين الاوروبية المحفزة على تشجيع الهجرة للاطفال غير المصحوبين والقيود المفروضة من الدول المستقبلة على الهجرة الشرعية الى الخارج بما يحد من فرصها.
نحن بحاجة لتبنى سياسات فعالة ترتكز على ادارة الهجرة بشكل متكامل ومستدام بما يستدعى اعلان اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر برئاسة السفيرة نائلة جبر لتطوير خطة عملها خلال العامين القادمين بحيث تتضمن الخطة الرابعة تقديم عمل متكامل يستهدف تعزيز التعاون بين الجهات المعنية خاصة من القطاعين العام والخاص والمجتمع المدنى والمنظمات الدولية.
ومن الاهمية مراعاة تعزيز الشراكات مع الدول المصدرة للمهاجرين من خلال تقديم الدعم الفنى لمكافحة الهجرة غير الشرعية وتبادل الخبرات للوصول لافضل الطرق لارساء الممارسات الحاكمة فى مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية وتنسيق السياسات وتكاملها على المستويات الوطنية والاقليمية والدولية لضمان تحقيق الامن والاستقرار والتنمية المستدامة.
اتطلع لنجاح السفيرة نائلة جبر فى تطبيق محاور خطة العمل الوطنية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية بحيث ترتكز على الوقاية لمعالجة الاسباب الجذرية للظاهرة من خلال الترويج للفرص البديلة وخلق فرص العمل وحماية وصون الفئات المستضعفة وتقديم المساعدة لهم ودعم العودة الطوعية واعادة ادماج المهاجرين العائدين مع تعزيز قدرات المؤسسات الوطنية بالاطر القانونية لمعالجة الهجرة غير الشرعية بفاعلية ومن خلال تعزيز الممارسات للحوكمة الرشيدة والتعاون مع الشركاء الدوليين والمنظمات الاقليمية لمكافحة الهجرة غير الشرعية.