المجتمع يحترم الجامعات الحكومية.. رغم بريق الخاصة
العنصرية التى تميز بين الناس وفقا للجنس أواللون أو الدين أو الطبقة مرفوضة من الجميع لكن نلاحظ مؤخرا قيام البعض بفرز الشباب حسب التعليم بمعايير التمييز مثلا: صنعوا للثانوية الأجنبية بريقا أكثر من الثانوية العامة والتى بدورها أعلى ترتيبا من الثانوية الأزهرية
تمتد هذه النظرة إلى اسم الكلية وقسم التخصص بما يفتح الباب للتفرقة بين طلاب الجامعات الخاصة والجامعات الحكومية، وأقسام «العربى « واللغات و»نظام الساعات المعتمدة» لا يتساوى بالطبع مع طلاب الانتساب .
وهكذا يأخذ الخطر أشكالا كثيرة تبدأ من التركيز على نموذج وإغفال الآخر وربما تمتد لفرص العمل التى تتوفر لأصحاب التعليم البراق وتتجاوز المتفوقين من غيره ومازال بعض طلاب الثانوية الأزهرية يشكون من تجاهلهم مقارنة بأوائل الثانوية ونادرا ما نلتفت لأوائل الدبلومات الفنية!
الأصدقاء زينب عماد وفارس صالح ومحمد عبد الحميد ومحمد هارون انتهزوا فرصة العام الجامعى الجديد مناسبة مهمة لمناقشة الخطر.. نبحث معا عن شباب على رأسه ريشة للتواجد فى مساره التعليمى ونطرح عليهم أسئلتنا من الثانوية إلى الكلية وحتى العمل بعد التخرج.
أحلام الزهور
سألنا الشباب من خلفيات تعليمية متنوعة هل واجهتهم فعلا هذه التصرفات التى تنحاز للطبقية فى التعليم؟ وهل تؤثر نظرة المجتمع للكلية أو التخصص على اختيارهم ؟
– عبد الرحمن طلال 75 ٪ علمى رياضة أكد تأثير تلك النظرة بشكل غير مباشر، من خلال ضغوط الأهل على أبنائهم للالتحاق بما يسمى « كليات قمة» بصرف النظر عن ميولهم أو رغباتهم ودفع الأموال الطائلة لتحقيق هذا الحلم ولو فى الجامعات الخاصة.
– هبة مجدى 84 ٪ أدبي، ترفض ذلك التأثير على اختيارها للكلية، ومن ثم مجال عملها فى المستقبل مؤكدة أن نظرة الناس تتغير إن تفوقت فى دراستها وابتكرت فى عملها حتى لو كان خارج دائرة تحيزات المجتمع.
أما محمود هشام محمود طالب الصف الثانى صنايع، يؤكد اختياره التعليم الفنى عن اقتناع ولا يعنيه آراء الأخرين مع دعم أسرته وأصدقائه رغم أن مجموعه بالإعدادية كان يؤهله للثانوى العام ولكنه بنظرة عملية اكتشف أن التعليم الفنى يتيح التدريب العملى ويجهزه لسوق العمل عكس الثانوية العامة التى يختار فيها الطالب الكلية بناء على المجموع ولا يضمن الاختيار فرصة عمل فيما بعد لذلك خطط محمود أن يكمل بعد الدبلوم ليلتحق بمعهد مناسب ومنه إلى كلية الهندسة يحمل خبرات وتجارب تجعله «باشمهندس» عن حق.
محاولات عديدة
جنى شهاب خريجة الثانوية البريطانية «تدرس حاليا بالجامعة الألمانية» تؤكد هذا النظام يتيح للطلاب اختيار المواد وتقسيمها على ثلاث سنوات مع محاولات عديدة لتحسين الدرجات لذلك يلتحقون بكليات أحلامهم دون مفاجآت كبيرة من مكتب التنسيق و مصاريف المدرسة الدولية العالية توفر الإنفاق الزائد على الدروس الخصوصية فى الثانوية العامة لذلك تعتبر جنى أن الميزان شبه متساو ورغم فرص خريجى الثانوية الأجنبية فى الالتحاق بالجامعات الحكومية لكن الكثير منهم يفضلون الجامعات الخاصة لتأقلمهم مع نظامها ولا تنكر شعورها بالتميز ليس بسبب الإمكانات المادية وإنما المهارات التى اكتسبتها مما سيساعدها فى العمل وأيضا يحملها المزيد من المسئولية.
الأزهريون مميزون أم مظلومون
ويقف طلاب الثانوية الأزهرية فى حيرة..هل هم مميزون بدراسة مواد الشريعة ؟ أم مظلومون لكثرة المواد وتسليط الضوء المجتمعى على الثانوية العامة وحدها ؟
يرد السيد مديح –مهندس – أن الثانوية الأزهرية نظامها ثابت ولا يتغير كثيرا بعكس الثانوية العامة التى يتعدل نظامها كثيرا ورغم كثرة عدد المواد العلمية والشرعية «حوالى 18 مادة» لكن تبقى مصاريف التعليم الأزهرى أقل والعيوب فى النظامين لا تختلف كثيرا وتتمثل فى انخفاض جودة التعليم داخل الفصول مما يضطر الطلاب للجوء الى الدروس الخصوصية بتكلفتها العالية، لكنه يعتز بدراسته الأزهرية ولا يراها سببا لتمييز سلبى بل إيجابى يتمثل فى احترام الآخرين وبركة القرآن الكريم فى حياته.
سباق محموم بين الجامعات
فى صورة واحدة نرى طلاب الكليات المختلفة ..لا يظهر فى الصورة الفارق بين الجامعة الحكومية والخاصة لكن فى الواقع الأمر يختلف لذلك نسأل بصراحة :هل هناك تفضيلات بين الجامعات الحكومية والخاصة؟وتأثيرات على الفرص والمكانة الاجتماعية؟ هل طلاب الجامعات الخاصة الأكثر «تدليلا» أم أن الجامعات الحكومية مازالت الأكثر توقيرا؟
يرى زين محمد، طالب بإعلام جامعة إقليمية أن دراسته بالجامعة الحكومية إثبات لجدارته الشخصية فهى ليست مجرد اختيار، بل نتيجة لسنوات من العمل الشاق، أما مكانته الاجتماعية فتتحدد من اجتهاده وليس تحمل رسوم التعليم، مؤكدا أن التمييز لا يمكن حصره أو محاصرته داخل اسم الجامعة أو موقعها أو مصاريفها.
مشددا أن الجامعات الحكومية تحظى باحترام كبير فى المجتمع وهذا لا ينفى حالات فردية يختار فيها الأهالى الجامعات الخاصة رغم التكلفة العالية، ظنا أن التعليم الخاص يوفر فرصًا أفضل.
فى المقابل، ترى همس عبد الحميد طالبة فى كلية صيدلة خاصة أن جامعتها توفر لها مميزات خاصة، مما يعزز ثقتها بنفسها، وتشير إلى أن قلة أعداد الطلاب والتنظيم الجيد يسهمان فى تكوين علاقات أقوى وأكثر فائدة.
وترى أن الجامعات الخاصة تكتسب إقبالا من أولياء الأمور ربما لنظرة الناس للتعليم الخاص كضمانة لمستقبل أفضل.
يتفق زين وهمس على أن سوق العمل لا يعتمد على نوع الشهادة، بل المهارات المكتسبة والتسويق الذاتي، يقول زين: «ربما الجامعات الخاصة توفر بيئة أكثر دعمًا ، لكن النجاح يعتمد فى النهاية على الشخص نفسه».
بينما تؤكد همس أن الجامعات الخاصة توفر الفرص الوظيفية من خلال التوصيات والشراكات ، لكن الأداء والحفاظ على الوظيفة يعتمد على الشخص واستعداده للتعلم والتطوير المستمر.
عربى ولا أفرنجى ؟
ومن المقارنة بين الجامعات الخاصة والحكومية نتعمق بين الساعات المعتمدة وأقسام اللغات مقارنة بالأقسام العادية «عربي».
أهل الفنون
داليا أحمد طالبة بنظام الساعات المعتمدة بفنون تطبيقية حلوان، تشرح أن الدراسة باللغة العربية أو الانجليزية لكن النظام العام باللغة العربية فقط، و يتم اختيار واحد من 14 قسما ليتخصص به الطالب فى سنة أولي، بينما فى الساعات المعتمدة يكون للطالب حق التخصص من السنة الإعدادية، ويدرس 7 أقسام فقط يختار منها التخصص وبالتالى لا يشعر بالقلق بشأن التنسيق الداخلى كما يحصل على تدريب عملى فى بعض المواد.
وتقول إنها تشعر بميزة هذا النظام لأنها تستفيد بشكل أكبر لقلة عدد الطلاب و قدرتهم على التواصل مع الأساتذة كما ندرس فى قاعات مكيفة ولكل طالب مكان خاص به ورغم اختلاف النظامين لكن الفرص واحدة فى التعيين كمعيد.
تجارة كمان وكمان
نكرر المقارنة لكن من مدرجات تجارة عين شمس عن نظام الساعات المعتمدة تقول غادة عادل إن تجارة انجليزى تخصصان فقط و هناك أقسام أكثر فى الساعات المعتمدة والتخصص فى النظامين من الفرقة الثالثة ومن ميزات الساعات المعتمدة مشاريع جماعية وعروض تقديمية مما يكسبهم مهارات تواصل واتصال وبالطبع عددهم أقل ولذلك تجد غادة هذا النظام أفضل؛ لتوفيره فرصا جيدة ومهارات إضافية للطلاب.
ويشكو عبدالرحمن أحمد عبدالمنعم، طالب بتجارة القاهرة انتساب من السلوكيات الوافدة وتبدأ داخل دائرة الأسرة حيث التوبيخ والعنصرية لأنه لم يلحق بالانتظام كإخوته ويضطر للتواجد فى الجامعة فى أوقات المحاضرات عكس طالب الانتظام الذى يحق له الحضور طوال العام «والكلية كليته»، لذلك يشعر بعدم الاستحقاقية وهناك مصاريف أعلى لا تقارن بطلاب الساعات المعتمدة.
حقوق وامتيازات
وتجمع فيفيان نبيل الفرقة الثالثة حقوق عين شمس «إنجليزى ساعات معتمدة» بين الميزتين مثل دراسة مواد باللغتين والمشاركة فى وضع جدول امتحاناتهم، فرص أفضل فى سوق العمل نظرًا للدراسة باللغة الإنجليزية تتيح العمل بمكاتب و شركات دولية فكيف لا يشعرون بالتميز؟
فى المقابل تعتز أسماء محمد جمعة، خريجة حقوق عربى بقسمها وترى أن الأقسام الأجنبية «برستيج » ومصاريف أعلى، فقسم العربى تخرج فيه العديد من القامات.
ولا ينبئك مثل خبير
ومن الطلاب إلى الخبراء يرصد الأخصائى الاجتماعى أحمد عرفات مظاهر العنصرية بسبب التعليم بسبب الجودة التى تتفاوت بين التعليم الخاص والعام فيتمتع الأول عادة بمناهج أكثر مرونة ومعلمين ذوى خبرة وبيئة داعمة بينما يواجه الثانى مشاكل قلة الموارد.
ويواصل أن التوزيع الجغرافى غير العادل للخدمات التعليمية من مدارس وكليات يؤدى إلى تفاوت الفرص التى تعتمد فى نوعيتها ورواتبها على جودة التعليم ونلاحظ أن الظروف الاقتصادية لها دور فى التعليم من حيث التكلفة، كما تؤثر النظرة المجتمعية للأسف حيث يقيس البعض الشخص بناء على اسم مدرسته أو جامعته
ويطالب بزيادة تحسين البنية التحتية وتدريب المدرسين والتوسع فى النظم المرنة خصوصا فى الريف والمناطق النائية والتشجيع على المنح المجانية والقروض التعليمية لتضمن لغير القادرين الالتحاق بفرص تعليمية متميزة ولا ينسى ضرورة تشجيع التعليم الفنى والتقنى ليخفف الضغط على الجامعات ويلبى احتياجات سوق العمل ويشدد على أهمية رفع الوعى بأن التعليم حق للجميع.