دول وقادة وأحزاب ونخب ثقافية وفكرية وسياسية ومواطنون عاديون أفراد وجماعات مدينون باعتذار مركب وعاجل وسريع، هذا الاعتذار للشهيد البطل محمد أنور السادات ولجمهورية مصر العربية، أما من وجب عليهم الاعتذار فهم كل من اتهم السادات بالخيانة وهاجم الدولة المصرية بعد قرارات السادات التاريخية فى نهاية السبعينيات من القرن الماضي، لقد هاجموا الرجل بضراوة متلذذين بسبابه والتطاول عليه وكان الهجوم على رأس الدولة هو هجوم على كل الدولة، ففتحوا نيران غبائهم وحماقتهم وكراهيتهم وحقدهم على مصر ورموزها، كان الرجل يرى بعيداً بعيداً يستشرف المستقبل ويضع لبناته الأولى بحكمة وحنكة، لكن عقول الصغار ونظرتهم كانت قاصرة على فهم وهضم ما يقوله الرجل العبقري، اليوم وبعد مرور كل هذه السنوات تتضح الصورة جلية أمام الجميع، الدول التى اتهمت مصر ورئيسها بالعمالة والخيانة تتسابق اليوم للحصول على فتات ما كان يعرضه عليهم السادات العظيم، أتذكر العديد من الصحفيين والكتاب والمثقفين ومازال العديد منهم بيننا ملئ السمع والبصر وهم يهاجمون السادات وسياساته وتحركاته ويسخرون منه بالنكات التافهة السمجة، لذلك أطالب الجميع اليوم وليس غداً بالاعتذار لأنفسهم أولاً وللسادات ثانياً ولمصر من قبل ومن بعد، أتمنى أن أرى ثلة من المثقفين يخرجون علينا ببيان اعتذار مكتوب للتاريخ الذى زيفوه وزوروه بمنتهى الفجاجة وهم يعزفون ألحاناً رديئة عن الحلم العربى والقومية العربية والوحدة العربية والأمة العربية ويتهمون السادات بأنه هو الذى هدم المعبد العربى فوق رءوس الحالمين، وأطالب الدول العربية التى هاجمت مصر ونقلت مقر الجامعة العربية من القاهرة إلى تونس بالاعتذار التاريخى الذى يعيد الحق لأصحابه، بنفس المنطق وبنفس المغزى أرى أن مصر الآن تعيش الحالة، فما تفعله وتقدمه مصر للأمة العربية غير مسبوق، لكن الهدوء والحكمة تغلب على المشهد وتتغلب على ما دونه من سلوكيات، الرئيس السيسى يبذل جهداً خارقاً على كافة الجبهات الإستراتيجية وسط إقليم بائس يائس لا أمل فى هدوئه، الرئيس يقود سفينة الوطن ويتخذ من القرارات الصعبة والمعقدة ما لا يفهمها إلا القليلون، لذلك لا يجب أن نخطئ مجدداً وننتظر حكم التاريخ وإنصافه لهذه التجربة العظيمة التى يقودها الرئيس السيسي، أرى أن نشرح للناس ما يجب أن يقوى مناعتهم التوعوية وسط هذا الغثاء والضباب الذى يخيم على الأجواء.