تحتل أمهات الشهداء مكانة سامية فى أعماق القلوب المصرية، فهن رمز التضحية والفداء والصبر، حملن على أكتافهن عبء فقد أحبائهن بصلابة وثبات، وحافظن على شعلة الأمل حية فى قلوبهن، وفى كل عام فى ذكرى النصر العظيم، تتجدد مشاعر الفخر والاعتزاز بجنودنا البواسل الذين سطروا أروع البطولات ووجهوا الضربات الاستباقية لدحر الإرهاب، ودفعوا أرواحهم فداء لمصر الحبيبة، حتى ارتوى تراب الأرض الغالية بدمائهم الطاهرة ويتجدد الفخر بأمهاتهم.
فهم رجال حملوا المسئولية، صلابتهم وعطاؤهم من صلابة وطن عريق، وعزتهم من علو قدره ومكانته، تركوا سيرة عطرة لما قدموه للوطن من تضحيات لذلك أطلقت الدولة أسماءهم على العديد من الكباري، والمدارس والشوارع بالمناطق التى كانوا يعيشون بها تكريمًا لهم، وكذلك صدق الرئيس عبد الفتاح السيسى على منحهم أوسمة الجمهورية والاستحقاق، ليس ذلك فقط بل تم تكريمهم وأسرهم فى لفتة إنسانية رائعة فى العديد من المحافل المختلفة، سواء الاحتفالات الوطنية أو الأعياد الرسمية، يحرص الرئيس دائمًا على سماع أبناء الشهداء وأسرهم عند لقائهم، وبث السعادة والفرحة داخل قلوبهم، فالرئيس يولى اهتماما كبيرًا بأسرهم، ودائمًا فى كل احتفال يشيد بالدور الذى قام به الشهداء فهم الأساس فى التنمية الشاملة للدولة، بسبب المعركة الشرسة ضد التنظيمات والجماعات الإرهابية التى تسللت داخل الدولة وتم القضاء عليها.
لعبت «الجمهورية معاك» على مدى أربع سنوات دورًا حيويًا فى إبراز قصص أمهات ومواقفهن المشرفة، ورصدت مئات القصص عن الشهيد البطل وسطرت فرحة أسرهم وخاصة أمهاتهم بتكريم الدولة لهم، وحكت كل منهن قصة شهيدها بدموعها الغالية المعبرة عن قوة إيمانها وفخرها بما قدمه بطلها من تضحية كبيرة فداء لتراب الوطن، أكدن أن الأبطال نالوا الشهادة بفخر واعتزاز ولقب «أم الشهيد» شرف لهن وتاج على رؤوسهن.
وجدنا أن أم الشهيد تنظر إلى صورة ابنها مبتسماً ودموعها تسيل على وجنتيها، تحكى عن طفولته، عن حبه للوطن، وعن يوم وداعه الأخير وقلن: «غرسنا فى قلبه حب مصر منذ صغره، وحكينا له عن بطولات الأجداد لم أتردد لحظة فى فخره بتضحيته، فهو قدوة لنا جميعًا». فى هذه الكلمات البسيطة تكمن قوة الإيمان وعظمة التضحية التى قدمتها هذه الأم العظيمة.
وحكت أمهات الشهداء أن الرئيس السيسى جبر بخاطرهن وقلوبهن، وتكريم الدولة وسام كبير، أبناؤنا ضحوا بأرواحهم وروت دماؤهم الطاهرة تراب أرضنا الغالية فهم فداء للوطن وستحيا مصر رغم أنف الحاقدين والمتآمرين.
من خلال سرد قصص أم البطل تعرفنا على كيفية حرص أمهات الشهداء على غرس حب الوطن والانتماء إليه فى نفوس أبنائهن منذ الصغر، حيث روين لهم قصص البطولات والتضحيات التى قدمها الأجداد من أجل مصر، وشجعنهن على أن يكونوا على قدر المسؤولية وحماية وطنهم.
وجهت أمهات الشهداء من خلال «الجمهورية معاك» رسالة سامية إلى الأجيال القادمة، تحثهم على مواصلة مسيرة البناء والتقدم، والحفاظ على مكتسبات الوطن، فهن يردن من الشباب أن يكونوا على قدر المسؤولية وأن يستمروا فى الدفاع عن الوطن وحمايته.
إن أمهات الشهداء كن ومازلن مصدر إلهام للأجيال القادمة، فقصصهن تزرع فى نفوس الشباب حب الوطن والتضحية والفداء، وفى هذا اليوم المجيد، نتوجه بالشكر والعرفان إلى كل أم شهيد، ونؤكد على أننا لن ننسى تضحيات فلذة الأكباد.
أمهات الشهداء هن صانعات الأبطال وحافظات الوطن، وقصصهن ستظل خالدة فى ذاكرة الأجيال، فهن قدوة لنا جميعاً فى التضحية والعطاء والصبر، وحب الوطن.