مصر ترفض بشكل تام وكامل أى مساس بسيادة لبنان وسلامة أراضيه، وتؤكد أهمية التوصل لوقف فورى وشامل لإطلاق النار، مع العمل على تكثيف إرسال المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة للشعب اللبنانى فى ظل نزوح أكثر من مليون مواطن لبناني، فضلاً عن أهمية دعم وتمكين المؤسسات اللبنانية، وعلى رأسها الجيش اللبناني، من الاضطلاع بواجباتها، وضرورة التزام كافة الأطراف بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 بكافة عناصره.
وعقب مرور عام كامل على الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة وما نتج عنها من تصعيد واضطرابات واسعة، فإنه يجب على المجتمع الدولى الاضطلاع بمسئولياته للتوصل لوقف فورى ودائم لإطلاق النار فى قطاع غزة، وأهمية نفاذ المساعدات الإنسانية للقطاع بشكل كامل وغير مشروط، والتعامل مع جذور الصراع من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
للأسف الشديد الأمور كل يوم تزيد من خطر انزلاق المنطقة نحو حرب إقليمية شاملة والتى سبق وتم التحذير مرارا من تداعياتها الكارثية غير المسبوقة على المنطقة، فكل ما نراه من مشاهد دمار وقتل وإصابة الأبرياء ودماء فى كل مكان من الأراضى الفلسطينية ولبنان يؤكد أن إسرائيل واعتداءاتها المستمرة تهدف لاشعال المنطقة.
هناك ضرورة بالغة للعمل بشكل سريع لوقف العدوان الإسرائيلى على الأراضى الفلسطينية ولبنان فورا، وأهمية حث المجتمع الدولى على عدم الاكتفاء بالإدانات الجوفاء فى ظل ما تشهده كل هذه المناطق من نزيف للدماء لا يتوقف فى ظل الانتهاكات الإسرائيلية السافرة.
يجب ان يتم توقيع عقوبات على إسرائيل وان يتم تضافر الجهود للعمل على ذلك وعدم حدوث هذا الأمر سيكون دافعا للاحتلال ليستمر فى عدوانه، وضرورة تطبيق معيار واحد لكل النزاعات وليس حدوث ازدواجية فى المعايير فهناك دولة تتمادى فى خرق القانون الدولى والإنساني، فهناك للأسف الشديد انتقائية وازدواجية فى المعايير لأن هناك انتهاكاً ممنهجاً لميثاق الأمم المتحدة وهو أمر غير مقبول لأن ذلك يعرض المنظومة الأممية للانهيار، لأن هناك الكثير أصبح لا يؤمن بالمنظومة الدولية وهى مسألة شديدة الخطورة على استمرار عمل المؤسسات الدولية لأنه يبعث برسائل متناقضة، ويضع شكوكاً على المنظومة الدولية بأكملها، وعلى المجتمع الدولى تحمل مسئولياته وخاصة مجلس الأمن لأن ما يحدث وصمة عار على جبين المنظومة والمجتمع الدولى نظرا لهذا الخلل الخطير، فإسرائيل فوق القانون وتخرق بشكل واضح قواعد القانون الدولى والإنساني، فإذا كان المجتمع الدولى جاداً فى حل هذه الأزمات والقضايا العمل من أجل فرض العقوبات وألا يتم تركها بان تفعل ما تفعل دون ضابط أو رابط يحكمها، وهو ما يؤكد أننا أمام مأساة حقيقية لم نشهدها من قبل.
مواصلة جيش الاحتلال الإسرائيلى جرائمه الشنيعة على مدار عام دون مساءلة دولية قد أدى إلى تماديه فى انتهاكاته الفادحة للقانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى وتحديه بشكل سافر للمجتمع الدولي، وكذلك تآكل النظام الدولى القائم على القواعد، بل وتقويض من مصداقية الأطراف الدولية التى ظلت تدافع عن حقوق الإنسان والعدالة والقيم الإنسانية، إلا أنها ظلت صامتة أمام التجاوزات والانتهاكات المتكررة فى مشهد صارخ يعكس ازدواجية المعايير.
إسرائيل تواجه هزيمة إستراتيجية نظرا لوضعها سواء فى الأمم المتحدة أو محكمة العدل الدولية أو المحكمة الجنائية الدولية، وهو ما أكدته مواقف كثير من الدول بشكل جيد ونامل ان يكون أكثر شدة لأنه ليس كافيا، وان يتم العمل وتضافر الجهود خلال الفترة الحالية من أجل إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.