الأمثال الشعبية والحكم المصرية القديمة جميعها نتيجة تراكمات وخبرات السنين «من أيام جدى وجدك، قالوا زمان قبل ما تناسب حاسب وإن كبر ابنك خاويه ومن أجل الورد ينسقى العليق واللى بيته من زجاج ما يجدفش الناس بالطوب وقالوا كمان الصاحب ساحب، وجميع تلك الأمثال والحكم القديمة تحمل بين طياتها الكثير والكثير من التجارب الحياتية والعبر، قبل ما تناسب حاسب وفكر وقرر ناسب اللى شبهك اللى تحفظ بيتك وتربى أولادك تربية صالحة، وإن كبر ابنك صاحبه وخاويه وقرب منه علشان ما يصاحبش أصدقاء السوء ويضيع منك زى كتير وكتير غيره ويضيع معاه حلمك فى عكاز سليم تتسند عليه لما تكبر، ومن أجل الورد ينسقى العليق يعنى من أجل عين تكرم ألف عين علشان خاطر اللى تحبه استحمل، واللى بيته من زجاج يعنى كلنا عندنا ذنوب وربنا ساترها علينا بلاش نبص لبعض ونقتحم خصوصية بعض ونجيب فى سيرة بعض سواء بالحق أو الباطل.
والأمثال كتير ولكن مثل الصاحب ساحب بالتحديد من أخطر الأمثال الشعبية التى تحمل بين طياته معان كثيرة ومخاطر أكثر، «الصاحب أوقات كثيرة يكون أقرب من أخوك ابن أمك وأبيك لأنك بتختاره بنفسك على حسب دماغك» وهنا مكمن الخطورة فى حالة أنك أسأت الاختيار، صديق السوء هياخدك على طريق الانهيار والانحدار لكل ما لذ وطاب من المحرمات سواء المخدرات والإدمان أو الانحراف والتوهان، يضيع حياتك وتنسى اللى فاتك وتموت ذكرياتك ويفوت الأوان، وصاحب صاحبه اللى للخير ياخده يفهمه ويوعيه ينصحه ويداويه ويبعده ويحميه من كل شر يؤذيه، أو صاحب أنانى وياه تعانى يضيع حلمك فى بكرة من أول اللى ذاكر ذاكر لغاية ما تيجى تجرب دى هى سيجارة «وعلى رأى الأغنية الحقيرة سيجارة جابت جوان وجوان جاب حباية».
«وفى صاحب على الخير يدلك وعمره ما يضلك أو يذلك، على الخير يشدك، علشان كده يا صاحبى بقولك، صاحب اللى شبهك اللى منك، وأبعد عن أبو كلام معسول اللى يهينك ويضحك الناس عليك ويقولك بهزر، اللى يبيعك ويسيبك ويكلمك وقت ما تكون مصلحته معاك، صاحب اللى شبهك اللى تأمن له وتطمن له مش اللى يجرك للرذيلة ويقولك العمر لحظة، وبين لحظة ولحظة تضيع ويضيع معاك حلم أبيك ليك وحلم أمك فيك، يضيع العمر يا ولدي، أوعاك يا ولدى تقرب من الخاين الخسيس وتقولى أصل صاحبك على عيبه، أبعد عن اللى يقولك الراجل بجيبه، والشطارة والفهلوة أنك تجيب الجنيه «لا وألف لا الراجل بأخلاقه وشرفه قبل ما يكون بجيبه، يجيب الجنيه بس بالحلال، أبعد يا ولدى عن الحرام، الحرام بياخد فى وشه كل حاجة، وربك عالم وموجود وكل مقيد ومكتوب فى كتاب لا يترك صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها.
شباب كتير ماتت وبتموت من السموم والهموم وشباب كتير بتعيش وتحقق حلمها فى بكرة بعيداً عن أوهام الثراء السريع وهوجة الترند والموضة بعيداً عن مجاهدى التيك توك ومليارات غسيل الأموال فى السوشيال ميديا ضمن مخططات وحروب الجيل الرابع، أطفالنا من حفظة القرآن وشباب العلماء والباحثين وأوائل الثانوية العامة وشباب البرنامج الرئاسى ومتطوعى التحالف الوطنى وغيرهم الكثير والكثير من شباب مصر ورجال المستقبل، «اختار اللى شبهك ومتنساش ياولدى أن الصاحب ساحب علشان كده لازم تختار صح».. حفظ الله مصر وشباب مصر ومستقبل مصر.