المصير والمستقبل العربى لا يصنعه إلا العرب، فقط وحدهم لا أحد غيرهم شئنا أم أبينا، وأن الاستقواء العربى بغير العرب درب من الخيال ووهم لا يطول فهناك من يسعى لتقزيمنا ويستهدف عدم استقرارنا ويريدنا دائماً متصارعين متنازعين على طول الخط لكى ننشغل عن البناء والتنمية، هؤلاء للأسف الشديد يدركون جيداً أن قوتنا الحقيقية فى تكتلنا وتكاتفنا، من هذا المنطلق لا يعطونا الفرصة فى البناء ووحدة الصف العربي، هذا ما يجب أن نلتفت إليه ونعمل من أجله لنصبح قوة عربية لا يستهان بها، وأن تدركه الأجيال العربية المتلاحقة قبل فوات الأوان وعدم ترك مسافة ولو بسيطة للوقيعة ونشر الفتن والشائعات والأكاذيب للنيل من القومية العربية والأمن والاستقرار العربى والعلاقات الوطيدة التى تشهد روابط وجذور ممتدة بين الدول الأشقاء عبر التاريخ.
إذا تطرقنا لعلاقة الشعوب العربية ببعضها، نجد أن هناك تقارباً كبيراً وحباً منقطع النظير، هذه المشاعر وجدتها بكل تفاصيلها وسط الجاليات العربية فى دول الغرب، وجدت الدم العربى «يحن» دائماً العربى هناك يسعى للمساعدة والتعاون والإرشاد وتقديم الخدمات، هذه الروح الجميلة بين الأشقاء العرب تنبع من الداخل بأحاسيس لا إرادية يحركها الدم العربي، الأمر الذى يؤكد أن هناك بنية أساسية راسخة فى العلاقات العربية تم إنشاؤها على مدار التاريخ.
لا شك أن هناك من يريدنا فرادى متشرذمين غير مؤثرين هذه حقيقة وعلى الجميع معرفتها قبل فوات الاوان إنقاذا لما يمكن إنقاذه.
المرحلة القادمة تحتاج من الجميع على كافة الأصعدة إعادة النظر فى الحوار العربى وأن نكون يداً واحدة متعاونين متكاتفين متضامنين على قلب رجل واحد وتفعيل كل الضوابط والروابط كما ينبغى ووضع كل الأمور فى نصابها حتى نصبح قوة تليق بتاريحنا وحضارتنا العربية.
إن التوجه إلى ما سبق فى الحديث يضمن سلامة ومتانة الأمن القومى العربى الذى يمثل طوق النجاة الحقيقى لنا جميعاً فى ظل ممارسات شيطانية تستهدف قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا الأصيلة التى تدعو دائماً إلى التضامن ووحدة الصف العربي.
فى الواقع إن هناك من يروج للحماية الزائفة من مخاطر مفتعلة من أجل التمكين والتغلغل داخل منطقتنا العربية والسيطرة على مفاصلها والتحكم فى ثرواتها كأدوات استعمارية خارج الصندوق يسعى لها الصهاينة من خلال الأشرار.
علينا كعرب أن نفهم كل هذه المحاولات ونستوعب الدرس جيداً ونصوب الطريق والتعجل نحوه بسرعة فائقة.. فالعرب للعرب لا محال.