.. ويظل الحديث عن أكتوبر النصر والفخار.. علامة فارقة فى تاريخ العسكرية المصرية بل فى تاريخ الأمة العربية.. فهى ذكرى تحمل فى طياتها أمجادًا لأبطال من القادة والجند سوف تظل عالقة بأذهان الأجيال المتتالية.. ولِمَ لا وقد استطاع أولئك الأبطال محو الصورة الذهنية التى حاول الصهاينة أن يرسخوها فى أذهان الأمة عن الجيش الأسطورة الذى لا يقهر فإذا به جيش «هش» انهار فى قرابة ست ساعات فقط أمام بسالة وقدرات جندنا الأبطال.. وان كنا فى خضم الحديث عن انتصارات الرجال فحرى بنا أن نتناول سير بعض القادة الأبطال الذين خططوا ونفذوا.. وكان الإعداد والتجهيز والتمويه والخداع الاستراتيجى كل هذه أمور أدت فى النهاية لتلك النتيجة الايجابية التى أثمرت فى نهاية المطاف نصرًا عزيزًا ولكن من هم القادة «الرجال» الذين كانوا وراء كل هذا
> الرئيس البطل «الشهيد» محمد أنور السادات
ابن قرية ميت أبوالكوم ــ تلا ــ منوفية ــ الذى تولى مقاليد الحكم فى البلاد فى أحلك الظروف فمصر خارجة من هزيمة قاسية فى 67 والأحوال فى العموم على غير ما يرام.. فجنَّد نفسه مع مجموعة من شرفاء هذا الوطن فى العسكرية المصرية من أجل بناء القدرات للجيش المصرى من جديد من خلال تأهيل الضباط والجنود وبث الروح الجديدة داخل صفوف الجيش والاستعانة بالجنود من خريجى الجامعات وطلابها أيضا علاوة على تنويع مصار السلاح وتزويد الجيش بأحدث منظومات التسليح.. وكيف كان التعايش الشعبى آنذاك يمثل صورة رائعة حين توافد المصريون للتبرع بما يملكون من أموال حتى ولو بالقليل لصالح المجهود الحربي.. أحسن الرجل اختيار رجاله الذين تولوا أمر الجيوش والأسلحة.. وكانوا عند حُسن الظن بهم.
> المشير أحمد إسماعيل علي
ابن حى شبرا ــ مصر.. الذى استدعاه السادات ليخلف الفريق أول محمد صادق فى قيادة الجيش وكان ذلك فى 26 أكتوبر 1971 فى واحدة من ادق مراحل الإعداد لحرب الكرامة.. الأمر بالنسبة للمشير لم يقف عند هذا الأمر بل فى يوم 28 يناير 1973 تم تعيين أحمد إسماعيل قائدًا للجبهات الثلاثة المصرية والسورية والاردينة من جانب هيئة مجلس الدفاع الوطني.. وكان رحمه الله عن حسن الظن به.. كانت قيادته على خير ما يكون.. استطاعت الأمة أن تلقن العدو المتغطرس درسًا لن ينساه طوال تاريخه حيث مثل له انتصار أكتوبر عقدة نفسية لم يستطع للآن التخلص منها.
> الفريق سعدالدين الشاذلي
صاحب «المآذن العالية».. هى خطة وضعها الرجل لأجل الهجوم على القوات الإسرائيلية وعبور القناة.. وكان من المفترض تنفيذها فى أغسطس 71 وكانت هذه الخطة تقوم على التعامل المباشر مع نقاط ضعف جيش العدو التى تمثلت فى عدم القدرة على تحمل الخسائر البشرية وعدم اطالة مدة الحرب حيث تعتمد إسرائيل على الحرب الخاطفة.. وأيضا كان هناك هدفان آخران تمثلا فى حرمان إسرائيل من هجوم الأجناب لأنه لو حدث ذلك لأدى إلى خسائر فادحة فى الجانب الإسرائيلى وأيضا حرمان جيش العدو من الدعم السريع من خلال القوات الجوية وبذلك يتم تحييد الطيران الإسرائيلى فى المعركة.. وكان له ما أراد ونجحت «المآذن العالية» وجاءت بنتائج فى منتهى الايجابية وبدا ذلك واضحًا فى معركة القناة حيث عبرت القوات المصرية اصعب مانع مائى وحطمت خط بارليف فى 18 ساعة تم كل ذلك بأقل خسائر ممكنة.. أما العدو فقد خسر 30 طائرة و300 دبابة وعدة آلاف من القتلى وثلاثة ألوية مدرعة ولواء مشاة.
رحم الله القادة الأبطال جزاء ما قدموا لوطنهم.