ونحن على مشارف شهر رمضان المبارك شهر الراحة والطمأنينة والسكينة والهدوء النفسى والمعنوي.. هل تتكرر مأساة كل عام ربما تساءل البعض أى مأساة؟ وأقول وأمرى إلى الله وحده؟ أن مأساة كل عام تتبلور فى تزايد عدد ميكرفونات المساجد التى نجدها معلقة على المآذن بالعشرات.. لا فرق بين ما يحدث فى المدن والقرى والنجوع والأرياف كلهم جميعا فى الهم سواء.. وكأن رمضان لا يصح صيامه إلا بالمزيد من التلوث السمعى وزيادة الضجيج وإزعاج المرضى والشوشرة على طلاب العلم.
نحن مع روحانيات الشهر الكريم المبارك ونبحث عنها ونريد للجميع أن ينعم بها ويستمتع دون إيذاء للآخرين.. فى قرآن المغرب سوف تتداخل الأصوات وربما سمعت بداية الآية من ميكرفونات المسجد البعيد ثم تستكمل سماع باقى الآية من عشر ميكرفونات فى المسجد القريب والأمر يمتد إلى صلاة القيام التى نحرص عليها مرورا بالخواطر عقب كل صلاة.. للحق أقول إن وزير الأوقاف لا يألو جهدا بالتنبيه والتشديد بترشيد أصوات الميكرفونات عملا على راحة المرضى وطلاب العلم وكذا اضفاء الروحانيات بالمساجد وتمكين الناس الاقتراب من الله فى حالة من الهدوء والاستقرار.. إلا أن مافيا السيطرة على المساجد ربما لا يروق لها ذلك لأسباب لا نعلمها.. وكأنهم أعلم بأمور الدين دون غيرهم . رمضان شهر العبادة والغاية والثمرة المرجوة منه (لعلكم تتقون).. والله عز وجل يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور.. فلا داعى للمظاهر التى لا تتناسب ألبته مع جلال وقدسية وروحانيات الشهر الكريم ولا يقر بها الاسلام.. فهل نطمع فى حملة تدشنها وزارة الأوقاف لترشيد الأصوات فى المساجد قبل شهر رمضان المبارك ورفع الميكرفونات التى لا نجنى من ورائها إلا الصداع والألم.
هذا ما ننتظره..
والله من وراء القصد.