في الوقت الذي أعلن فيه جيش الاحتلال لأول مرة منذ عام تقريبا ان قطاع غزة أصبح ساحة ثانوية لعملياته العسكرية ، تواصل اسرائيل عملياتها وحصارها الخانق علي شمال القطاع لا سيما في مخيم جباليا والمناطق المحيطة به لليوم السابع علي التوالي ، كما تستمر غاراته الجوية علي مناطق مختلفة من القطاع مما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والمصابين الذين تعجز فرق الإنقاذ من الوصول إليهم.
من جانبه قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم، إنه لم يعد هناك أي خدمة صحية تقريبًا في شمال قطاع غزة، حيث تواصل إسرائيل منع بعثات الإغاثة من الوصول إلى المنطقة.
أشار أدهانوم إلى أن إسرائيل منعت بعثتين لمنظمة الصحة العالمية من الوصول إلى الشمال مرة أخرى.وطالب إسرائيل بوقف أوامر التهجير القسري وعدم التعرض للمستشفيات. وكذلك تسهيل مهمات المساعدات الإنسانية، لأن أرواح المدنيين تعتمد عليها.
واضاف المسئول الأممي أنه يتعين علي إسرائيل وقف إطلاق النار، مؤكدا أن جميع العالقين في هذا الصراع بحاجة إلى السلام.
وفي بيان مشترك، حذرت 18 منظمة إغاثة دولية بينها منظمات بريطانية وفرنسية وأمريكية وسويسرية من أن التوتر المتزايد في شمال غزة سيؤدي إلى كارثة إنسانية.
وذكرت المنظمات أن تهجير إسرائيل الفلسطينيين في شمال غزة من شأنه أن يزيد سوء الحالة الإنسانية ويعيق عمليات الإغاثة.
علي الصعيد الميداني استُشهد فلسطينيان وأصيب آخرون، في قصف للاحتلال استهدف منزلين في جباليا البلد وشمال مدينة غزة.
أفادت مصادر محلية لوكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، بأن مدفعية الاحتلال قصفت عدة منازل في جباليا البلد بشكل مباشر، ما أدى لاستشهاد عشرات الفلسطينيين وإصابة آخرين، بالتزامن مع نسف الاحتلال منازل المواطنين غرب مخيم جباليا بقصف كثيف.
وأضافت المصادر أنّ طواقم الدفاع المدني تمكنت من إخلاء 5 فلسطينيين حوصروا في منزل عند دوار الشهداء الستة بمخيم جباليا.
وفي رفح الفلسطينية جنوب القطاع استشهد ثمانية مواطنين وأصيب آخرون في قصف للاحتلال استهدف منازل سكنية.
كما قصفت طائرات الاحتلال الحربية مربعا سكنيا في المنطقة الشرقية لمدينة خان يونس، بالتزامن مع استهداف مدفعية الاحتلال الأطراف الشرقية لبلدة الفخاري شرقا. أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 126 و42، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء العدوان، بينما ارتفعت حصيلة الإصابات إلى 117، 98 في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
في الاثناء أعلن جيش الاحتلال أن قطاع غزة أصبح ساحة ثانوية للعمليات العسكرية في ظل التركيز على الجبهة الشمالية في جنوب لبنان.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، رغم ذلك، تواصل القوات الإسرائيلية عملياتها في مدينة جباليا شمال القطاع، بقيادة وحدات من لواء الجنوب.
وتشير التوقعات إلى أن العملية في جباليا قد تستمر لعدة أشهر، وذلك بسبب رفض غير مسبوق من المواطنين لإخلاء المنطقة والانتقال جنوبا، ما يعقّد جهود الجيش في السيطرة على المنطقة، حسب إدعاء الاحتلال.
في سياق آخر صرح خبراء من الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بأن قطاع غزة أصبح أرضا قاحلة مملوءة بالأنقاض والأشلاء البشرية بعد عام من الحرب.
وأقر الخبراء بأن حرب غزة شهدت إبادة جماعية وتطهيرا عرقيا وعقابا جماعيا للفلسطينيين، كما اشاروا إلي أن القنابل الإسرائيلية لم تستثن أحدا وأبادت عائلات بأكملها ومحيت أجيال.
وأوضح الخبراء ان ما تشهده غزة أصبح أقسى أزمة إنسانية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، مؤكدين أن الإخفاق في وقف إطلاق النار في غزة وعدم المحاسبة على الجرائم المرتكبة فيها أدى إلى توسع الحرب واشعالها بعنف في لبنان.
وقد خلص تحقيق تابع للأمم المتحدة، إلى أن إسرائيل اتبعت سياسة منسقة تتمثل في تدمير نظام الرعاية الصحية في غزة خلال الحرب، وهي أفعال ترقى إلى «جرائم حرب»، و»جريمة إبادة ضد الإنسانية».
واتهم بيان صادر عن المفوضة السامية السابقة لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، إسرائيل بشن «هجمات متواصلة ومتعمدة على العاملين والمرافق بالقطاع الطبي» خلال الحرب.
من جانب اخر أدانت منظمة التعاون الإسلامي، القرار غير القانوني لسلطات الاحتلال الإسرائيلي بالاستيلاء على الأرض المقام عليها وكالة «الأونروا» في القدس المحتلة، وتحويل الموقع إلى بؤرة استعمارية.
واعتبرت المنظمة في بيان صدر عنها، أن هذا القرار امتداد للإجراءات الإسرائيلية غير القانونية التي تهدف إلى تقويض وجود الأونروا وولايتها وأنشطتها ودورها كمنظمة أممية، في انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة وقراراتها ذات الصلة.
وأكدت أن كل هذه الإجراءات بما فيها مناقشة مشاريع قوانين باطلة لنزع الشرعية عن الوكالة، والاستهداف الممنهج لمنشآتها، وقتل وإصابة مئات العاملين والنازحين في المدارس التابعة لها، تشكل في مجملها انتهاكات للقانون الدولي وجرائم تستدعي التحقيق والمساءلة.
وجددت المنظمة التأكيد على أهمية وكالة الأونروا كعامل استقرار في المنطقة، وعلى دورها الحيوي في تقديم الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين خصوصًا في قطاع غزة.
وطالبت المنظمة، المجتمعَ الدولي بتحمل مسئولياته تجاه إلزام الاحتلال الإسرائيلي باحترام التفويض الممنوح لوكالة الأونروا من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتوفير الحماية لمنشآتها وموظفيها والنازحين في مدارسها، ووقف جميع الاعتداءات والإجراءات غير القانونية ضدها.