أعلنت الأمم المتحدة أمس إن قوات إسرائيلية أطلقت النار على موقع مراقبة بالقاعدة الرئيسية لقوة الأمم المتحدة المؤقتة فى لبنان (يونيفيل) فى الناقورة بجنوب لبنان، مما أسفر عن إصابة فردين, وذلك بعد يوم واحد فقط من اختراق قوات الاحتلال محيط موقع آخر لليونيفيل وأطلاق النار عليه.
قال المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة فى لبنان (اليونيفيل) أندريا تينينتي، إن قوات حفظ السلام عازمة على البقاء فى مواقعها فى جنوب لبنان على الرغم من الهجمات الإسرائيلية فى الأيام القليلة الماضية وكذلك الأوامر التى يوجهها جيش الاحتلال بالمغادرة.
ووافقت الدول الخمسون المساهمة فى القوة أمس على مواصلة نشر أكثر من 10400 جندى من قوات حفظ السلام بين نهر الليطانى فى الشمال والحدود المعترف بها من الأمم المتحدة بين لبنان وإسرائيل والمعروفة باسم الخط الأزرق فى الجنوب.
من جانبه طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إسرائيل بوقف الهجمات الإسرائيلية على مواقع قوات اليونيفيل بلبنان، منددا بتلك الاعتداءات التى تعرضت لها قوات حفظ السلام الأممية فى الجنوب، مشددا على أنه لا تسامح مع هذه الهجمات .
فيما قالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشئون السياسية وبناء السلام، روزمارى دى كارلو، إنه ينبغى ألا يتم استهداف العاملين فى المجال الإنسانى والعاملين فى المجال الطبى والصحفيين، مشددة على ضرورة حماية موظفى الأمم المتحدة، بما فى ذلك قوات حفظ السلام على طول الخط الأزرق وأعضاء أسرة الأمم المتحدة الذين يعملون فى مثل هذه الظروف الخطيرة فى مختلف أنحاء لبنان.
وشددت دى كارلو على ضرورة التمييز بين المدنيين والمقاتلين، وبين البنية الأساسية المدنية والأهداف العسكرية، وألا يتم استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية، كما أنه يتم تجنب الهجمات العشوائية وغير المتناسبة.
خلال هذه الاثناء، أدان الاتحاد الأوروبى الهجوم الإسرائيلى على مقر قيادة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة فى لبنان، حيث طالب منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل بمحاسبة المسئولين.
وقال بوريل إنه لا يوجد أى مبرر للهجوم على قوة اليونيفيل ،مضيفاً فى تغريدة على «إكس» لقد تم تجاوز خط آخر بشكل خطير فى لبنان: قصف الجيش الإسرائيلى لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة التى تعرف مواقعها. إننا ندين هذا العمل غير المقبول الذى لا مبرر له.
وفى ذات السياق، أدانت وزارة الخارجية الصينية الهجوم الذى شنه جيش الاحتلال الإسرائيلى على مواقع اليونيفيل وأبراج الحراسة فى لبنان.
وأكدت الوزارة أنه يجب منع الصراع فى الشرق الأوسط من التوسع أو حتى الخروج عن نطاق السيطرة.
كما أعربت فرنسا عن قلقها العارم إزاء القصف الإسرائيلى الذى طال قوة الأمم المتحدة المؤقتة فى لبنان وأدانت مسّ أمن قوة اليونيفيل فى جميع أشكاله.
وذكرت أنها تنتظر مبررات من السلطات الإسرائيلية، إذ إنَّ حماية قوات الأمم المتحدة تُعد التزامًا ينطبق على جميع الأطراف فى النزاعات.
ودعت فرنسا الأطراف إلى احترام هذا الالتزام وإتاحة مواصلة قوة الأمم المتحدة المؤقتة فى لبنان قيامها بمهمتها الذى يشمل احترام حريتها فى التحرّك.
من جانبها أدانت وزارة الخارجية اللبنانية استهداف الاحتلال المتعمد لقوة اليونيفيل وكذلك والطلب منها إخلاء مواقعها.. وطالبت الوزارة مجلس الأمن والمجتمع الدولى بالتحقيق فى استهداف اليونيفيل واتخاذ موقف حازم.
وطالب رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتى مجلس الأمن الدولى باتخاذ قرار بوقف تام وفورى لإطلاق النار، مؤكدا على الالتزام بالقرار الأممى 1701 وان على المجتمع الدولى إلزام العدو الإسرائيلى به.
واوضح ميقاتى ان حزب الله شريك فى الحكومة وهو موافق على تطبيق القرار الأممى 1701، مستنكرا الاعتداء الإسرائيلى على قوات اليونيفيل ومعتبرا اياه جرم مستنكر. كما أشار ميقاتى الى أهمية انتخاب رئيس للجمهورية فى أسرع وقت ممكن.
على صعيد آخر أعلنت السلطات اللبنانية استشهاد 22 شخصا واصابة أكثر من 100 جراء ضربات اسرائيلية فى وسط بيروت، فيما قالت 3 مصادر أمنية إن قياديا كبيرا فى حزب الله نجا من محاولة اغتيال إسرائيلية.
وقالت المصادر الأمنية إن وفيق صفا، الذى يرأس وحدة الارتباط والتنسيق لحزب الله المسئولة عن العمل مع الأجهزة الأمنية اللبنانية، استهدفته إسرائيل مساء أمس الأول لكنه نجا.
فى الاثناء أعلن جيش الاحتلال فى بيان أن قائد وحدة الصواريخ المضادة للدبابات ضمن قوات الرضوان النخبة التابعة لحزب الله، قُتل فى غارة جوية إسرائيلية.
وأضاف أن القيادى المستهدف، غريب الشجاع، كان قد أشرف على إطلاق الصواريخ المضادة للدبابات باتجاه منطقة «راموت نفتالي».
من جانب اخر أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، أن أكثر من 100 من العاملين فى المجال الطبى ومجال الطوارئ لقوا حتفهم فى لبنان منذ بدء المواجهات بين إسرائيل و»حزب الله» اللبناني، فى جنوب لبنان، قبل عام.
فى المقابل اعلن حزب الله تنفيذ هجوم جوى بسرب من المسيرات الانقضاضية على قاعدة قيادة الدفاع الجوى فى كريات إيلعيزر فى حيفا.. واستهداف تجمعات للجنود لإسرائيليين فى مستعمرة كفرسولد بصلية صاروخية كبيرة.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية انه تم رصد إطلاق 30 صاروخًا من لبنان واندلاع حرائق فى مواقع عدة بالجليل الأعلي.
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلى بسقوط عامل أجنبى وإصابة شخص فى مستوطنة يرؤون الحدودية فى الجليل الأعلي، جرّاء إطلاق صاروخ مضاد للدروع من الأراضى اللبنانية.
وفى قصف آخر لنفس المستوطنة قتل جنديان إسرائيليان وأصيب آخرون فى استهداف بصاروخ مضاد للدبابات حيث اطلق حزب الله رشقة صاروخية نحو الجليل الأعلي، فطال منها صاروخ مضاد للدروع مجموعة من الجنود.
كما طال صاروخ آخر المنطقة الصناعية وخلّف أضراراً مادياً، كونها منطقة أفرغت من سكانها.