تحدثنا سابقا حول مؤتمر الحسنة، وكيف تصدى الشيخ سالم الهرش للصهاينة وقوله (ان سيناء مصرية وقطعة من ارض مصر ولا نرضى بديلا عن مصر.. واشار للصهاينة مستطردا وما انتم الا احتلال ولا نملك شبر واحد لنفرط فيه للمحتل) وقتها انفض المؤتمر، وقام الصهاينة بالقبض على 120 من شيوخ القبائل ، لكن الاجهزة المعنية، استطاعت ان تخرج الشيخ سالم من المؤتمر دون ان يمسسه سوء، وما هى الا سويعات قليلة ووصل البطل لارض الاردن الشقيق، وما هى الا ايام وتنشر الصحف المصرية صورة الهرش داخل قصر الرئاسة والرئيس جمال عبد الناصر يصافحه ويكرمه ويمنحه نوط الامتياز، لتخلد ذكرى مقاومته للاحتلال فى تاريخ وذاكرة الوطن.
ولتبقى المقاومة صامدة طوال حرب الاستنزاف، حتى تحين لحظة الانتصار ، ليقوم الرجال ممن صدقوا ما عاهدوا الله عليه، بتلقين الصهاينة درسا لازالت تتدارسه الاجيال فى العديد من كليات العلوم العسكرية باغلب دول العالم.
كان الانسان المصرى فى حرب اكتوبر المجيدة هو المفاجأة الحقيقية، ولم يكن السلاح او المعدات، وقتها حاولت مصر الحصول على السلاح للقيام بعملية شاملة هجومية على مواجهة 170 كم على طول خط القناة، ولم توافق أى دولة على تسليح مصر بالسلاح المناسب، بالاضافة الى التخطيط لاقتحام مانع مائى ليس له مواصفات، فى ظل وجود تيار مياه متردد كل 6 ساعات .
هنا ظهرت عظمة وفكر تخطيط العسكريين، وكل من شارك ودبر وخطط لهذه العملية الشاملة بدءا من التدريب والتجهيز ودراسة المانع المائى وخط بارليف والمواقع الحصينة بكل مكواناتها والمسافات وكيفية توظيف الادوات المتاحة فيايدى المصريين، فى ظل ضعف السلاح المتاح، الذى لم يكن يكفى لتنفيذ المهمة بالكامل لاستعادة سيناء .
كنا نعلم ان المعركة ستشمل كل الاسلحة الحديثة، من برية وبحرية ودفاع جوي، ومع كل هذا كانت المفاجأة فى تحقيق الانتصار واسترداد الارض بمعركة حربية انتهت بمعركة دبلوماسية وسياسية قانونية، لتعود طابا وتعود سيناء الحبيبة للوطن.
لكن محاولات اختطاف الارض لازالت مستمرة فالاطماع لا تنتهي، ومنها محاولة الارهابيين اعلانها ولاية مستقلة عام 2012 ومحاولات تزويج ابناء سيناء بيهوديات لينجبن صهاينة صغاراً من آباء مصريين، وآخرها مقال مغرض يدعو الى التدويل باحدى الصحف، وخلال كل ذلك يقدم ارواحهم فداء للأرض.
فللوطن الباقى اناس يحمونه.. وهم فى رباط الى ان تقوم الساعة.. إنهم خير اجناد الارض.