بينما تدرس اسرائيل خيارات الرد على طهران وبنك الأهداف، متوعدة برد مفاجئ وقاس لن يتوقعه المسئولون الإيرانيون، جددت السلطات فى طهران تهديداتها مؤكدة جاهزيتها للرد واستعدادها لاطلاق آلاف الصواريخ.
قال مساعد قائد الحرس الثورى الإيرانى إبراهيم جبارى «إذا أطلقنا 200 صاروخ فى الضربة الأولى التى تمت بداية الشهر الجارى فنحن الآن جاهزون لإطلاق آلاف الصواريخ» نحو إسرائيل، مضيفا أنه «لن تكون هناك حرب إذا لم تنفذ إسرائيل أى هجوم.
وتابع قائلا: «لكن إذا استهدفت إسرائيل نقطة واحدة فى بلادنا فسنرد باستهداف عشرات المراكز الأمنية والعسكرية والاقتصادية»، وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية. بدوره، أكد رئيس منظمة التعبئة فى إيران، العميد غلام رضا سليماني، أن بلاده ستستخدم تقنيات جديدة ستفاجئ إسرائيل.
فى حين ألمحت مصادر إسرائيلية إلى احتمال أن تشمل الضربة مواقع نفطية أو محطات كهربائية، فضلا عن مواقع عسكرية. كما ذهب البعض إلى أبعد من ذلك، لافتين إلى ضرب المجمع الرئاسى الإيراني، ومجمع المرشد على خامنئي، إضافة إلى مقر الحرس الثورى فى طهران، حسب القناة 12 الإسرائيلية. فى المقابل، هددت طهران برد أقوى من هجوم الأول من أكتوبر، بينما نشرت قناة منسوبة لفيلق القدس المنضوى ضمن الحرس الثوري، الأحد الماضي، خريطة للأماكن الحساسة الإسرائيلية التى قد تستهدفها إيران فى حال ردت إسرائيل، مبينة عددا من النقاط النفطية وحقول الغاز التى وضعت فى مرمى القوات الإيرانية.
وفى واشنطن، كشفت مصادر مطلعة عن طرح الرئيس الأمريكى جو بايدن على رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو حزمة بدائل عن توجيه ضربة عسكرية لإيران، تشمل عقوبات اقتصادية مشددة ضد طهران. وقالت المصادر لوكالة «بلومبرج» أن بايدن حذّر إسرائيل من مهاجمة المواقع النووية الإيرانية، فى الوقت الذى يخشى فيه المسئولون الأمريكيون من أن تؤدى الضربة على البنية التحتية للطاقة إلى زعزعة أسواق الطاقة العالمية.
وأشارت المصادر إلى أن فريق بايدن يضغط على إسرائيل للحد من ردها على إيران بسبب الضربة التى وجهتها الأسبوع الماضى إلى أهداف عسكرية مثل القواعد الجوية ومواقع الصواريخ. وبدلا من قيام إسرائيل بضرب الأهداف الاقتصادية، تقترح الولايات المتحدة بدائل مثل حزمة جديدة من العقوبات الاقتصادية، ولكن مع توقع رد إسرائيلى على إيران فى أى وقت، تجد الولايات المتحدة أنها لا تملك ضمانات كافية ضد المزيد من التصعيد، حسب ما ذكرته «بلومبيرج».
ولفتت إلى أن التفكير الأمريكى يقوم على منح نتنياهو مخرجا يسمح له بمقاومة دعوات المتشددين فى ائتلافه الذين يدعون إلى «انتقام أكثر شدة».
من ناحية أخري، أفاد التلفزيون السورى بأن إسرائيل شنت غارات جوية استهدفت منطقة صناعية بريف حمص وموقعاً عسكرياً فى حماة واقتصرت الخسائر على الماديات. ونقل التلفزيون السورى عن مدير المدينة الصناعية فى حسياء عامر خليل قوله، إن «عدواناً جوياً إسرائيلياً استهدف معمل سيارات، إضافة لسيارات محملة بمواد طبية وإغاثية فى المدينة، ما أدى لاشتعال حريق كبير بالمكان»، مضيفاً أن فرق الإطفاء عملت ً على إخماده. كما أفادت وسائل إعلام رسمية بسماع دوى انفجارات فى مدينة درعا السورية.
فى سياق متصل، أصيبت سفينة شحن بقذيفة مجهولة المصدر وتعرضها لأضرار فى البحر الأحمر جنوب غرب محافظة الحديدة فى اليمن، على ما أفادت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية.
وقالت الهيئة، فى بيان لها إن ربان سفينة أبلغ عن إصابة السفينة بقذيفة غير معروفة، وإنها تعرضت لأضرار لكن لم يتم رصد أى حريق أو خسائر بشرية، مضيفة أن السلطات المعنية تجرى تحقيقا. وجاء فى البيان أن التقارير تشير إلى أن أفراد الطاقم لم يصب أى منهم بأذي، وأن السفينة تواصل الإبحار إلى ميناء الرسو التالي.