واصلت الطائرات الإسرائيلية امس قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة فى اليوم الـ 370 من الحرب مخلفة أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى وارتكب الاحتلال ثلاث مجازر ضد العائلات فى القطاع وصل منها للمستشفيات 5٥ شهيدا و166 اصابة خلال الـ24 ساعة الماضية. وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلى الى أكثر من 42 ألف شهيد وما يزيد عن 97 ألف اصابة منذ السابع من اكتوبر الماضي.
جاء ذلك بينما أعلنت إدارة الدفاع المدنى بقطاع غزة، إن الجيش الإسرائيلى يفرض حصارا شاملا على شمال القطاع، ويعزله عن مدينة غزة بشكل كامل. وأضافت، عبر منصة «تليجرام»، أن القوات الإسرائيلية تمنع منذ الأحد الماضى دخول الإمدادات الأساسية إلى شمال غزة. كما نسف الاحتلال مبانى سكنية شمال قطاع غزة، فيما شنت طائرات الاحتلال غارة استهدفت أرض البراوى بمنطقة الشيخ زايد شمال القطاع.
واستهدفت قوات الاحتلال الطواقم الصحفية فى مخيم جباليا شمال غزة ومحيطها اكثر من مرة، واستشهد مصور قناة الأقصى محمد الطنانى واصيب مراسل القناة تامر لبد. كما استشهد ثلاثة مواطنين فى قصف على شارع الهوجا فى المخيم بعد ساعات من المجزرة فى خيام النازحين فى محيط مستشفى اليمن السعيد التى أسفرت عن استشهاد 37 مواطنا خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية.
وتستمر العملية العسكرية فى مخيم جباليا لليوم السادس على التوالى وسط تقدم اكبر للدبابات على المدخل الجنوبى للمخيم واحكام الحصار عليه ومنع ادخال اى نوع من الوقود او الطعام اليه.
من جانبها، قالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكرى لحركة (حماس)، إنها أوقعت سرية مشاة ميكانيكية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلى فى كمين مركب شرق مخيم جباليا بشمال قطاع غزة. وأوضحت القسام أن السرية كانت تتألف من 12 مركبة وشاحنة محملة بالجنود، وفور وصولها إلى موقع الكمين تم تفجير عبوة «شواظ» فى الشاحنة المحملة بالجنود، واستهداف سيارة جيب بقذيفة «تاندوم».
وأضافت أن مقاتلى القسام تقدموا نحو منطقة الكمين، وأجهزوا على من تبقى من الجنود من «المسافة صفر» بالأسلحة الخفيفة، كما استهدفوا عددا من الجنود الذين فروا من المكان باتجاه أحد المنازل بعبوة مضادة للأفراد، وأوقعوهم بين قتيل وجريح. وأكدت الكتائب استهداف دبابتين إسرائيليتين من نوع ميركافا بقذيفة تاندوم وعبوة شواظ فى الكمين.
أما فى وسط القطاع، فقد ارتكب جيش الاحتلال مجزرة جديدة حيث قصف مدرسة «رُفيدة» للنازحين فى دير البلح راح ضحيتها 26 شهيداً وأكثر من 92 جريحاً غالبيتهم من الأطفال والنساء.
وقال المكتب الإعلامى الحكومى بغزة ان الاحتلال كان على علم بأن هذه المدرسة تضم آلاف النازحين الأطفال والنساء الذين شردهم من منازلهم وقصف أحياءهم المدنية، وقام باختيار وقت القصف فى وقت ذروة تحرك هؤلاء الأطفال والنساء للحصول على الغذاء اليومى لهم.
ورفعت المجزرة عدد مراكز الإيواء والنزوح التى قصفها الاحتلال الإسرائيلى إلى 190 مركزاً للنزوح والإيواء، وتضم هذه المراكز مئات آلاف النازحين المشردين بفعل حرب الإبادة الجماعية التى يشنها جيش الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.
من جانبه، زعم الجيش الإسرائيلى أمس تنفيذ «ضربة دقيقة» على من وصفهم بـ»إرهابيين» كانوا يعملون داخل مركز قيادة وسيطرة فى دير البلح بقطاع غزة.
فى الوقت نفسه، استشهد اربعة مواطنين جراء استهداف خيمة تووى نازحين من عائلة عبيد فى مخيم النصيرات، وارتقى شهيدان فى قصف الاحتلال منزل لعائلة الجمل فى نفس المخيم، فيما استمر القصف المدفعى على شمال مخيم البريج وسط غزة.
وفى جنوب القطاع، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، بأن الاحتلال قصف منزلا فى منطقة الفخارى شرق خان يونس، مما أدى إلى استشهاد فلسطينى وزوجته وأطفاله الثلاثة. وكان ثمانية مواطنين استهدوا فى قصف سيارة قرب دوار بنى سهيلا شرق خان يونس.
فى الأثناء، أعلنت كتائب «شهداء الأقصي»، الجناح العسكرى لحركة «فتح» الفلسطينية، أمس قصف مقر قيادة وسيطرة تابع للقوات الإسرائيلية فى محور «نتساريم» الفاصل بين شمال وجنوب قطاع غزة، بصواريخ قصيرة المدى عيار «107».
وفى الضفة الغربية، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلى أمس 22 مواطنا على الأقل بينهم طفلان وصحفي، وأوضحت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادى الأسير، أن عمليات الاعتقال تركزت فى محافظة الخليل، فيما توزعت بقيتها على محافظات رام الله، وبيت لحم، والقدس المحتلة، إلى جانب ذلك تواصل قوات الاحتلال اقتحام مخيم الفارعة فى محافظة طوباس.
فى غضون ذلك، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينج، إن هناك حاجة إلى وجود إرادة سياسية وجهود الدبلوماسية، وليس أسلحة وذخيرة وعقوبات أحادية لإنهاء الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي.
وأضافت المتحدثة- خلال مؤتمر صحفي- نقلته وكالة الأنباء الصينية «شينخوا» أن المجتمع الدولى اتفق على ضرورة تهدئة التوترات وإنهاء القتال والعنف وحماية المدنيين وتجنب الكوارث الإنسانية.
من جانبها، قالت ليندا توماس جرينفيلد، السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، إن إسرائيل بحاجة إلى التعامل بشكل عاجل مع الأوضاع الكارثية التى يعيشها الفلسطينيون فى قطاع غزة المحاصر، والكفّ عن مفاقمة المعاناة بالحد من تسليم المساعدات.
وفى إشارة إلى تقارير عن الأوضاع المزرية فى جنوب ووسط غزة، قالت السفيرة الأمريكية، فى كلمتها أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة: «هذه الأوضاع الكارثية كانت متوقعة منذ شهور، ومع ذلك، لم يتم التعامل معها.. يجب أن يتغير هذا والآن».
واجتمع مجلس الأمن المكون من 15 عضواً بشأن الأزمة الإنسانية بعد عام من هجوم دامٍ شنّته حماس على جنوب إسرائيل، استتبع رداً بشنِّ حربٍ على غزة، ومنذ ذلك الحين، دمرت إسرائيل جزءاً كبيراً من القطاع ونزح ما يقرب من كامل سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون.