كما الأسود يقف رجال القوات المسلحة حراسًا للأرض بجسارة حماة للوطن بعقيدة راسخة، لا يبالون بالموت ولا يبحثون عن مقابل، الاختيار عندهم إما النصر أو الشهادة، جاهزون لأى مهام قتالية دفاعًا عن الأرض عهدهم صادق لأنه عن عقيدة، وإيمانهم راسخ لأنه عن انتماء، قسمهم نافذ لأنه عن إرادة، وإخلاصهم دائمًا لله والوطن والشعب، يعتبرون الدفاع عن الأمة شرفًا، والموت في سبيلها رسالة، مدركون جيدًا لحجم التحدي، واعون للمخاطر، دارسون لكل التطورات، المقاتل المصرى على علم وفهم، مقاتل عصري يمتلك كل أدواته، عناصر القوة ومقومات التميز، لكن الأهم انه لا يعمل لأجندات أو خدمة لفكرة أو تيار أو طائفة، وإنما يعمل للوطن.
ولهذا فالجيش هو مصدر الاطمئنان الذي وهبه الله لمصر، عندما تشتد المحن وتتزايد الضغوط وتلوح في الأفق مخاطر تهدد أمن مصر وسلامتها نجد الجيش ثابتًا راسخًا جاهزًا يقظًا، يكفينا شر الخوف ويؤمننا من إحساس الخطر، وكيف يشعر بالخطر من منحه الله خير أجناد الأرض؟!.
في تفتيش حرب الفرقة السادسة بالجيش الثانى الميداني بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة كانت الرسالة واضحة ووصلت سريعًا إلى الجميع، سواء من كلمات الرئيس أو مشهد الاصطفاف المهيب، أن لهذا الوطن جيشًا يحميه، طمأنة في وقتها ومحلها لكل المصريين، وردع وتحذير لكل من يعتقدون أن بإمكانهم تهديد أمن واستقرار الوطن، مع هذا الجيش يصبح الاقتراب من مصر مغامرة نهايتها معروفة، لأنه لا يتهاون ولا يتسامح مع من يفكر في مجرد تهديد الأمن القومي، جيش يذود عن الحدود ويحمى الأرض كالعرض، جاهز دائمًا للقتال إذا فرض عليه.
الجيش المصرى وان كانت عقيدته مبنية على السلام وألا يعتدى على أحد، لكنه إذا فرض عليه القتال فغضبته عنيفة وضرباته قاصمة، والسادس من أكتوبر شاهد حاضر دائما، وهذه هي عبقرية الدولة المصرية، أن تمتلك الردع دون أن تُطلق رصاصة واحدة، أن تفرض السلام بقوة الشخصية، فهيبة الجيش المصرى تفرض نفسها على الجميع، لأن تاريخه شاهد على قوته، ومعاركه دليل عبقريته جيش لديه خبرة الحروب التي لا تمتلكها كثير من الجيوش، وهذه وحدها ثمنها غال، وقيمتها كبيرة وبسببها يقف المقاتل المصرى على أرض صلبة، لا يرضخ لاستفزاز ولا يندفع إلى معارك بلا هدف، لا تفرض عليه حرب لا يريدها، فهو الذي يحدد متى وأين وكيف يخوض معاركه، وهذه طبيعة الجيوش الكبيرة العاقلة، ولا يفهمها البعض ممن يزايدون عن جهل ومن ينخدعون بأوهام المدعين، ومن يحاولون دفع مصر للدخول في صراعات هؤلاء لا يعرفون طبيعة القوات المسلحة المصرية ولا يفهمون الفارق بين جيش نظامي صاحب عقيدة وتاريخ، وبين ميليشيات وجماعات وتنظيمات تحركها أجندات خاصة وتحالفات سرية، وأحيانًا تتحرك بالوكالة وتخوض حروبًا نيابة عن آخرين.
الجيش المصرى وطنى شريف، ثوابته من ثوابت الدولة، لا يعتدى ولا يشارك في مؤامرة ولا يتدخل فى شئون الآخرين، لا يتحرك إلا دفاعًا عن تراب بلده وتضحياته فداء شعبه، ليست له قيادة خارج مصر، ثوابته من ثوابت الدولة، ولذلك يحترمه الجميع ويخشاه المتآمرون.
مع جيش مصر تصلح مقولة الحمد لله على نعمة الجيش الوطنى القوى الرشيد، يستحق الحمد لأنه ليس سهلًا أن تجد جيشًا يجمع كل هذه الصفات، وثابت على عقيدته رغم كل التحديات ومحتفظ بصلابته وتماسكه رغم كل المخططات والمؤامرات، فعلًا كما قال الرئيس السيسى: «طالما الجيش جاهز ويقظ ومدرب فلا خوف من شيء».