من أجمل ما شدت به فيروز تلك الأغانى التى أبدع كتاب كلماتها فى التعبير عن عشقنا للقدس ووصفها ومنحها أجمل الألقاب، ويكفى ان تهمس فيروز بكلمة مدينة الصلاة لنعرف عن أى بلدة تتحدث، فهى مدينة الصلاة وهى زهرة المدائن، فالقدس هى اكبر المدن التاريخية المحتلة وأكثرها اهمية دينياً واقتصادياً.وتعرف بأسماء أخرى فى اللغة العربية مثل بيت المقدس والقدس الشريف وأولى القبلتين وفى الكتاب المقدس اسمها أورشليم، ويمكن القول إن أول اسم ثابت لها هو «أورسالم» الذى يظهر فى رسائل تل العمارنة المصرية ويعنى اسم سالم اوشالم وهو اسم الإله الكنعانى حامى المدينة، وقيل مدينة السلام وقد ظهرت هذه التسمية مرتين فى الوثائق المصرية القديمة حوالى 2000ق.م، ثم ما لبثت تلك المدينة وفقاً لسفر الملوك الثانى ان اخذت اسم «يبوس» نسبة إلى اليبوسيين المتفرعين من الكنعانيين وقد بنوا قلعتها والتى تعنى بالكنعانية «مرتفع». وتعتبر مدينة مقدسة عند اتباع الديانات الإبراهيمية الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام. فبالنسبة لليهود أصبحت المدينة اقدس. المواقع بعد ان فتحها النبى والملك داوود وجعل منها عاصمة لمملكة إسرائيل الموحدة حوالى 1000 قبل الميلاد، ثم أقدم ابنه سليمان على بناء أول هيكل فيها كما تنص التوراة، وعند المسيحيين أصبحت المدينة موقعاً مقدساً بعد ان صلب يسوع المسيح على احدى تلالها المسماة «جلجثة» حوالى سنة 30 ميلادياً، اما عند المسلمين فالقدس هى ثالث أقدس المدن بعد مكة والمدينة المنورة وهى أولى القبلتين حيث كان المسلمون يتوجهون إليها فى صلاتهم، كما انها تمثل الموقع الذى عرج منه محمد «صلى الله عليه وسلم» إلى السماء. وكنتيجة لهذه الأهمية الدينية تحوى المدينة القديمة عدداً من المعالم الدينية ذات الأهمية الكبرى مثل كنيسة القيامة وحائط البراق والمسجد الأقصى المكون من عدة معالم مقدسة اهمها مسجد قبة الصخرة والمسجد القبلي، وخلال تاريخها الطويل تعرضت القدس للتدمير مرتين وحوصرت 23 مرة وهوجمت 52 مرة وتم غزوها 44 مرة. وتقع المدينة ضمن سلسلة جبال الخليل وتتوسط المنطقة الواقعة بين البحر المتوسط والطرف الشمالى للبحر الميت وقد نمت المدينة وتوسعت حدودها كثيراً عما كانت عليه فى العصور السابقة. وتصنف المدينة القديمة على انها موقع تراث عالمى وقد جرت العادة والعرف على تقسيمها إلى 4 حارات إلا ان الأسماء المستخدمة اليوم لكل حارة منهم هى حارة الأرمن وحارة النصارى وحارة اليهود وحارة المسلمين ولأهميتها فإن النزاع القائم حول وضعها مسألة محورية فى الصراع العربى الإسرائيلى ويخوض الفلسطينيون والإسرائيليون حرباً ديمغرافية فيها حيث يسعى كل طرف إلى زيادة عدد السكان المنتمين إلى عرقه ليضمن هيمنته على المدينة. وقد أشارت الإحصاءات الإسرائيلية الرسمية الصادرة نهاية عام 2000 إلى ان تعداد السكان فى المدينة ارتفع بنسبة ٢٪ من اجمالى السكان البالغ 646.3 ألف نسمة بينهم 436.7 ألف يهودى بنسبة 67.6٪ بينما يبلغ عدد السكان العرب 209.5 ألف عربى بنسبة 32.4٪. وقد تبين فى احصائية أخرى من نفس العام أن نسبة السكان من اليهود تتراجع تدريجياً بينما نسبة السكان العرب فى ازدياد مطرد، ويرجع ذلك إلى نسبة الولادات الأعلى عند العرب وإلى هجرة البعض من اليهود إلى مدن وبلدان أخري. وبالنسبة للمعالم السياحية فى القدس فهناك معلمان اسلاميان الموقع الذى عرج منه النبى «صلى الله عليه وسلم» إلى السماء وقبة الصخرة المقدسة والمسجد الأقصي، ومن المواقع المسيحية المقدسة التلة المعروفة باسم جلجثة وكنيسة القيامة التى يحج إليها المسيحيون من مختلف انحاء العالم، اما المعالم اليهودية فهناك الهيكل الذى بناه سليمان بن داوود والذى يسميه اليهود هيكل سليمان بالإضافة إلى هيكل أو معبد حيرود الذى بنى بعد أن هدم الهيكل الأول، وما زال اليهود حتى الآن يتعبدون عند حائط البراق اوحائط المبكى الذى يؤمنون بأنه كل ما تبقى من المعبد القديم حيث يشكل هذا الحائط ثانى أقدس الأماكن فى اليهودية بعد قدس الأقداس. وبالرغم من محاولات إسرائيل الحصول على اعتراف عالمى بأن القدس عاصمتها إلا أن الغلبة والنصر للمسلمين والفلسطينيين وستبقى القدس عاصمة فلسطين وستظل هى مدينة الصلاة التى نغنى لها جميعاً.