أما لهذه الفوضى التى تقودها حكومة المتطرفين الصهاينة بقيادة نتنياهو رئيس وزراء الكيان من آخر.. لقد فاض الكيل وطفح؟
هذا هو السؤال الذى يشغل البال ويتردد على الألسنة ويجول فى كل الاذهان بعد ان تجاوزت الأمور كل حدود اللامعقول السياسى والإنسانى وكل الاعراف والشرائع الأرضية والسماوية.
الحقيقة ان الإجابة سهلة للغاية وتتلخص فى ثلاث كلمات فقط وهى واضحة للعيان لكن لا أحد يريد ان يقترب منها وهي: الاحتلال والافلات من العقاب!
أيام العالم الحر الذى لم يفقد فيها إنسانيته أو لم يجبره أحد على تجميدها لم يكن أحد ليسمح بتطاول المعتدين خاصة عندما يتجاوزون كل الخطوط الحمر ويستبيحون كل شيء ويدمرون كل شيء.
صحيح كانت هناك قوى استعمارية غاشمة وظالمة ولكن فى المقابل كانت هناك قوى التحرر الوطنى يساندها الأحرار والشرفاء فى كل مكان على الكرة الأرضية ولم يفت فى عضد قوى التحرر والذين آمنوا.
أدبيات الاستعمار ومآسيه كانت تشير دائماً إلى ان الاستعمار الفرنسى هو الاسوأ والاخبث بين انواع الاحتلالات.. لأنه باختصار لم يكن يحتل الأرض فقط بل كان يسرق الهوية الوطنية ويحاول طمس معالمها.
ومهما قيل عن جرائم وويلات الاحتلال الإنجليزى والإسبانى والبرتغالى وغيره وما ارتكبوه. إلا أن العصر الحديث ابتلى العالم وهو يودع الحقب الاستعمارية المريرة بنوع غريب وعجيب من الاحتلال هو الأشد خبثا وفتكا ورغم انه يعتبر من بقايا القوى الاستعمارية إلا أنه اكتسب لقب أسوأ احتلال فى العالم بشهادة كبار المفكرين الغربيين فضلاً عن أحرار العالم فى كل مكان..
انه الاحتلال الصهيونى فهو احتلال استيطانى توسعى قائم على السرقة والاغتصاب لكل شيء أرض وعرض وأموال وأرواح والكذب ولا يستطيع ان يعيش بدون أى من هذه العناصر لا يتوقف عن القتل والتدمير والاغتصاب لأى نوع من الحقوق لا يتوقف عن الكذب وقلب الحقائق لا يهمه قانون أو اعراف دولية أو غيرها والتالى فالاستهانة بكل شيء هى منهج حياة لديه.
اتذكر تصريحات سابقة مهمة لمقرر اللجنة الدولية لحقوق الإنسان فى الغذاء التابعة للأمم المتحدة الأسبق جان زيجلر وهى ان كانت منذ عدة سنوات إلا أنها لا تزال تنطق وتصف ما عليه الأوضاع المهينة والمزرية الآن.. وهو ما يؤكد على الطبيعة الإجرامية والنزعات العدوانية المتأصلة فى قادة الكيان الصهيوني..زيجلر شن هجوماً عنيفاً على دولة الاحتلال الصهيونى معتبراً الكيان بأنه نظام استعمارى وانه الوحيد فى العالم الذى يرفض أى التزام بالقانون الدولي.
وهو احتلال عسكرى غير شرعى بالكامل من وجهة نظر الأمم المتحدة وانه يستمر فى ضم الأراضى الفلسطينية لذلك فهو الاحتلال الأسوأ فى تاريخ الاستعمار. إن هذا الاحتلال يتسبب فى الجوع والقهر الجسدى والنفسى ولكن هناك مقاومة فلسطينية وقال أيضاً: ما لا استطيع استيعابه هو تواطؤ الاتحاد الأوروبى مع الاحتلال الصهيونى إلى جانب الولايات المتحدة التى تحميه وتموله مع إنه ينبغى ان يكون لدى الأوروبيين حد أدنى من المبادئ»!!
المريب فى الموقف العالمى خاصة أمريكا والاتحاد الأوروبى وهم يصدعون العالم بالحديث عن الحريات وحقوق الإنسان انهم وقعوا فى ورطة كبيرة وفخ بالغ الخطورة فبدلاً من الحديث والعمل على تصفية الاستعمار ووقف الانتهاكات للقانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة إذا هم أول من يعبثون ويعارضون ويرفضون تصفية الاستعمار الأدهى والأمر محاولات تحميل المقاومة الوطنية مسئولية ما يجرى وضروة القضاء عليها!!
استمرار الاحتلال وافلات مجرمى الحرب من العقاب والحديث عن حل مت هو اشبه بمن يحرثون فى قاع المحيط..
والله المستعان..