الإحباط والفشل مرضان مُعديان، لا يختلفان عن بقية الأمراض، لأن المحبَط والفاشل، لا يرى فى هذا العالم شيئاً جميلاً، وترى التشاؤم، والهزيمة، والإخفاق، كلها مكتوبة بين عينيه.
ورغم ذلك فإن الفشل هو الخطوة الأولى نحو النجاح وليس نهاية الطريق، بل هو البداية دائماً. أعلم أن الفشل هو حالة إذا لم تمر بها لا يمكن أن تنجح وتكتشف نفسك، عندما تفشل فى شيء فهذا لا يعنى النهاية إن جعلته درساً للبداية، راجع وضعك الحالى وغير الإستراتيجيات متى ما لمست عدم جدواها، جميعنا نمر بالفشل والكثير منّا يعتبر الفشل نقمة على الإنسان، ولكن إذا لم يوجد الفشل فقدنا التجربة والخبرة فى الوصول إلى الهدف الذى نريده.
إن الفشل هو سر النجاح، وسر الأحلام والطموح، فالفشل هو النقطة المحفزة لعقولنا، وكما لك الحق فى العيش فى هذا الوجود، فإن لك الحق أن يكون لك دور فى الحياة، وإصرارك على أداء هذا الدور هو الذى يجعلك قادراً على تحقيقه بثقة ويقين، القصور المبنية على الرمال، سرعان ما تدمرها الرياح والمياه، أن الممكنات أكثر من المستحيلات، وأن كل أمر مستحيل يحيط به ألف أمر ممكن، جرب ما لم يجربه غيرك، والمطلوب أن تكون مرناً حتى مع خططك كما هو مطلوب فى تعاملك مع نفسك، والمحاسبة لا تعنى المحاكمة، ولذلك فهى ليست من أجل إصدار أحكام إدانة أو براءة، وإنما هى من أجل تحسين العمل وتطويره، ولكن حاسب نفسك بتجرد، لتتجنب محاسبة الآخرين لك بانحياز.
قال النبى صَلَّى اللَُّه عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «وَاعْلَمْ أنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وأنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَرْبِ، وأنَّ مَعَ العُسْرِ يُسراً». ربما ما يراه الناس منك هو فشل، هو بالحقيقة خطوة نحو نجاحك الأكيد. لذلك عليك أن تصعد فوق فشلك، وتمشى فوق الجرح والألم لتصل إلى شواطئ السلام والنجاح، لو شغلت فكرك بالنجاح ستنجح، ولو شغلت فكرك بالفشل ستفشل، كثير من الناس تتولد مشاكلهم من عدم وجود مشاكل لديهم، فيتحولون هم إلى مشكلة.
إن الخوف من الفشل يعتبر أول خطوة إلى الفشل، بل هو الفشل ذاته، لا يوجد هناك فشل حقيقي، فما ندعى بأنه فشل ما هو إلا خبرة قد اكتسبناها من واقع تجاربنا فى الحياة، إذ إن الشخص الفاشل هو الذى لا يتعظ من تجاربه، ويعتبر أن الأمر منته من حيث فشله.
للأسف ينهزم بعض الأفراد حين يسقطوا فى حفر الفشل، الأمر الذى يولّد عندهم تخوّفا من الإبداع والتميّز، وهروباً من التحدّى والإنجاز، وينظرون للعالم من حولهم بالفشل، وأناس يهبون بقوة وهمة عالية جديدة، فسقوط الإنسان ليس فشلاً، ولكن الفشل أن يبقى حيث يسقط.
وبعض الأشخاص عندما يواجهون عقبات فى الطريق، فإنهم يضخمون هذه العقبات ويعطونها أكثر مما تستحق من الوقت والجهد، مما قد يسبب ضغطا نفسيًّا يحول بينه وبين إدراك الحل، وإعطاء النفس فترة من الراحة أمر ضروري، فالضغط النفسى قد يصور الأمر على غير حقيقته مما يتعذر على الإنسان اكتشاف الحل.
لا تحزن على خسارة ماضيك أو موقف صعب قد مر وانتهي، لأنه لن يجدى نفعاً أبداً، فافتح صفحة جديدة وأكمل حياتك بعزيمة وإرادة للتقدم نحو الأفضل. إياك أن تكون نموذجاً لذلك الرجل الضعيف ذى القلب الهش، الذى إن تعرض لمشكلة استنزفت طاقته بالغضب والإحباط، وامتنع عن العناية بنفسه وأهمل أموره وغرق فى حالة الإحباط، وكأنه فى الواقع يعاقب نفسه بل ويجعل حاله يصبح أكثر سوءاً.
وهنا لابد أن تذكر الحديث النبوى الشريف الذى يقول «المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، فتغلب على مشاكلك بالكثير من الإيمان والإرادة الصلبة.
والحقيقة المؤكدة أن الفشل هو الفرصة للإبداع ولابد من استبعاد العوامل التى تسببت فى الإخفاق، والبحث عن العوامل التى تؤدى إلى تحقيق النجاح.
إن الحياة سلسلة من التحديات، ولا يوجد ضمان لنجاح كل مغامرة ستخوضها، فلا تجعل الفشل يثبط من عزيمتك، وتذكَّر أن الفشل والنجاح وجهان لعملة واحدة.
وختاماً لنؤكد دائما وأبداً ان الإراده تصنع المستحيل وان المستحيل ليس صعباً.
حفظ الله مصرنا الحبيبة
حما شعبها العظيم وقائدها الحكيم