>> وبدأ العام الثانى من الحرب على غزة.. وبرغم العربدة الصهيونية فى المنطقة وامتدت الحرب إلى لبنان وإيران واليمن وسوريا.. إلا أن إسرائيل فشلت فى تحقيق أهدافها وأهمها تحرير الرهائن.. ولكن الحقيقة المؤكدة أن استمرار هذه الحرب له هدف أكده نتنياهو وهو إقامة نظام إقليمى جديد يستند إلى نتائج الحرب كما يراها هو ونظامه لدرجة أنه – ومخالفته لكل القوانين الدولية – يقدم للجمعية العامة للأمم المتحدة خريطة جديدة للشرق الأوسط الجديد!!
مر عام على الحرب وبرغم الدمار والتدمير والقتل وأنهار الدم التى سالت.. وبرغم كل الظلم والعدوان إلا أن النتيجة المؤكدة بعد عام من هذا كله هو «الصمود الفلسطيني».. لقد صمد الشعب الفلسطينى صمودًا حقيقيًا أشاد به الجميع بل أشاد به الأعداء قبل الأصدقاء.. كل بيت فى غزة فيه فقيد ومصاب وأزمة.. لكنهم صامدون بامتياز.
ما حدث فى العام المنصرم من الحرب على غزة ينبئ بخطورة حقيقية على المنطقة ككل.. ولعل أبرز مثال على ذلك هو امتداد الحرب إلى لبنان وما يحدث فيها.. وضرب الحديدة فى اليمن والعربدة الصهيونية فى المنطقة.. بل والتحدى العلنى للرأى العام العالمي.. أضف إلى ذلك تمدد القوات الأمريكية فى المنطقة بشكل كبير ومثير للجدل حتى فى أمريكا ذاتها.
ولعل المشهد الذى تابعه العالم كله أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عندما ظهر نتنياهو وهو يحمل خريطتين لمنطقة الشرق الأوسط ولم تكن فيها ثمة وجود لفلسطين ينبئ عن الهدف الأساسى لهذه الحرب.. ولكن الصمود الفلسطينى حتى أطفال غزة الأبرياء الذين يرفضون الهزيمة وأمامهم يستشهد كل يوم العشرات دليل على أن حلم نتنياهو والحلم الصهيونى ككل لن يتحقق أبدًا.
السؤال الذى يطرح نفسه هو: ماذا يمكن أن يحدث للمنطقة فى العام الثانى للعدوان الصهيوني؟ وهل يمكن أن يتحقق حلم إسرائيل الكبري؟ وهل تمتد الحرب الإقليمية فعليًا لأكثر من دولة؟
هذه التساؤلات طرحتها أجهزة كثيرة عالمية وطرحها خبراء فى الصحف والتليفزيونات الشهيرة فى أوروبا وأمريكا.. ووضح من خلال رؤى الخبراء أن هناك انقسامًا شديدًا فى الرؤى ولا يوجد اتفاق حقيقى فى أى إجابة عن هذه التساؤلات.
يؤكد البعض أن القوة الصهيونية ستفرض نفسها وستحقق ما تريد إسرائيل وتصنع شرق أوسط جديداً طبقًا للرؤية الصهيونية وأن الأمر لن يتوقف على فلسطين بل سيمتد لدول كثيرة مثل لبنان وسوريا بل والأردن والعراق!!
البعض الآخر يؤكد أن القوة الصهيونية ستفشل فى مهمتها برغم الفارق الكبير فى القوة لصالح إسرائيل بمساعدة الغرب وأمريكا ويستشهدون على ذلك بأن الصمود الفلسطينى مستمر بل ويرد أحيانًا على الغطرسة الإسرائيلية بضربات موجعة.. والأمر الثانى أن الهدف الأساسى وهو تحرير الرهائن لم يتحقق حتى الآن برغم مرور عام من الحرب على غزة والتى استمرت تحت شعار «تحرير الرهائن» وفشلت حتى الآن.. وإذا كانت إسرائيل قد نجحت فى قتل إسماعيل هنية فى إيران وحسن نصر الله فى جنوب لبنان فإنها فشلت فى قتل السنوار وغيره من أبطال المقاومة فى غزة وغيرها..!!
الصهيونية العالمية وهى تدعم إسرائيل ترى أن هذه الحرب عقائدية وأنها تنفذ تعليمات التلمود.. وبالتالى فإنها تشعل فتنة عقائدية فى المنطقة وهو ما يرفضه كثير من أهل السياسة فى العالم ويضاعف من رافضى الحرب عالميًا ولا شك أن هذا الرفض سيكون له مردود إيجابى لصالح القضية الفلسطينية.
نقطة أخرى وهى أن إسرائيل فشلت فى غزة برغم القوة المدمرة وبرغم فارق القدرات العسكرية لصالح إسرائيل.. فإذا كانت لم تحقق أهدافها فى غزة فإن اتساع رقعة الحرب لتمتد إلى جنوب لبنان وإلى اليمن.. بل قد تمتد إلى إيران وسوريا فإن رقعة الحرب بذلك ستتسع وذلك بلا شك لن يكون لصالح إسرائيل عسكريًا وسياسيًا بدليل أن بعض دول العالم بدأت تحذر علنا مما أسمته «التطلعات التوسعية نحو تحقيق هدف إسرائيل الكبري».. خاصة نحو نهرى دجلة والفرات وهنا ستكون المواجهة شاملة.. ولن تحقق إسرائيل بذلك هدفها الرئيسى الأول وهو استيطان ما تبقى من أراضى فلسطين العربية وهو الأمر الذى واجه انتقادات عربية ودولية.. فما بالك بالتوسعات خارج فلسطين.
عام من العدوان والدمار الإسرائيلى فى غزة.. امتد إلى الضفة الغربية.. ثم اتجهت الحرب شمالاً نحو لبنان والتوغل البرى فى جنوب لبنان بعد أسبوع من القصف المكثف على أهداف حزب الله وهو ما تسبب فى استشهاد العشرات بل المئات من أهل لبنان.. وكذلك ضرب اليمن.. وهو ما يعنى أن إسرائيل لا ترغب فى إيقاف الحرب.. بل تريد أن تمتد لفترة أطول على الأقل حتى الانتخابات الأمريكية القادمة لتستفيد من الدعم الأمريكى بشكل أكبر.