حروب «الوعي» الموجهة ضد بلادنا وشعوبنا العربية.. هذه الحروب الممهدة والمصاحبة لتلك الحروب الشاملة التى تجرى «الآن» فى أكثر من «ساحة» بين الخليج والمحيط.. أقول إن حروب الوعى هذه جانب كبير من أهدافها هو «تفكيك الارتباط» بين الأجيال الجديدة وبين «هويتهم العربية» باعتبار أن تحقيق ذلك يكون بمثابة «قطع خطوط الإمداد» الفكرى والمعنوى لقواعد الجبهات الداخلية.. فتصبح حينئذ كافة المهام الموكلة إلى «قوى الاستهداف» سهلة التنفيذ والإنجاز!!
نعم.. إن استهداف «الهوية العربية» هو أحد المرتكزات الرئيسية التى تقوم عليها جميع المخططات التى تحاول إعادة رسم «خريطة المنطقة» وتصفية القضية الفلسطينية «قضية العرب الأولي».. وبمكن القول إن «قوى الاستهداف» حققت نجاحات ملحوظة فى ذلك بدرجة يجب عندها على مؤسسات الوعى العربية القيام باتخاذ مايلزم لاحتواء «الخلل» وإعادة بناء الجسور بين الأجيال التى غيبتها «الثقافات الوافدة» وبين ثوابت «الهوية القديمة».. لا يمكن فصل الحروب الجديدة «الناعمة» عن الحروب التقليدية أو النمطية.. الحرب الناعمة والحرب التقليدية متلازمتان أو تكمل إحداهما الأخرى أو تمهد لها .. وهذا يؤكد من جديد .ويؤكد فى كل مرة.. أهمية «الوعي» فى الحفاظ على «الأمن القومي».
«الكتاب» الذى أسرد رسائله اليوم بمشيئة الله سبحانه وتعالي.. فى تقديرى يوضح قوة العلاقة بين «المرتكزات الثلاثة» الأساسية فى منظومة التصدى للحروب بكافة أنواعها.. هذه المرتكزات تتمثل فى الوعى .. التاريخ .. والأمن القومي.. الكتاب هو «أثر العرب فى الحضارة الأوروبية» للمفكر والأديب الراحل عباس محمود العقاد.. هذا الكتاب بجعل كل «عربي» يفخر بانتمائه ويكون أكثر قدرة على التصدى لمحاولات «التغريب والتغييب» التى تتدفق من كل حدب وصوب عبر الفضاء التقليدى والآخر الإلكترونى «مستهدفة» ضرب «الهوية العربية» وتفكيك قواعدها.
يؤكد عباس محمود العقاد «بالدليل» فى هذا الكتاب الدور الذى قام به «العرب» فى نهضة أوروبا وغيرها من الأمم.. كما يشير إلى أن العرب منذ القدم «علموا» الشعوب الأوربية وغيرهم من الشعوب مختلف أنواع العلوم.. ويقول العقاد «إن الجزيرة العربية إليها يرجع أصل معظم الأمم وأن العرب الأوائل سكنوا أواسط «العالم المعمور» منذ خمسة آلاف سنة على أقل تقدير.. وأن كل ما استفاده الأوروبيون من هذه البقاع فى هذه العصور هو تراث عربى أو تراث انتشر فى العالم بعد امتزاج العرب بأبناء تلك البلاد.. وهذا التراث يشمل شئون العقل والروح وأسباب العمارة والحضارة» .. هذا بخلاف تأثير الحضارة العربية التى أحدثته فيما بعد فى أوروبا فى عصور لاحقة.
كتاب عباس محمود العقاد «أثر العرب فى الحضارة الأوروبية».. يضع حدا تاريخيا علميا كبيرا لإدعاءات وأكاذيب «دولة الإحتلال الإسرائيلي» والتى يرددها دائما قادتها خاصة رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو والذى لايترك مناسبة دولية أو أممية إلا ويخاطب «أمريكا وأوروبا» زاعما أنه يخوض حروبه ضد العرب دفاعا عن «الحضارة الغربية» ضد «البربرية»!!.. وهاهو العقاد «يرد»عبر التاريخ مؤكدا أن العرب الذين جعلوا فلسطين «قضيتهم الأولي» هم الذين وضعوا أوروبا وأمريكا والغرب جميعا من قبل .. على طريق «الحضارة».. إن كتاب «أثر العرب فى الحضارة الأوروبية» بما يتضمنه من «شهادات» جاءت على ألسنة رموز فكرية وعلمية أوروبية «قديمة وحديثة» يعد استدعاء ما فيه «الآن» ضرورة جديدة من ضرورات تقوية «الجبهة الداخلية» من جانب .. ومن جانب آخر زيادة فاعلية حوائط الصد ضد «مهددات الأمن القومى».
العرب أصل الأمم
«العقاد» .. يكشف كذب نتنياهو
حضـارة أوروبـا بـدأت من الجـزيرة العربيـة
مصر والعراق وفلسطين.. مراكز إمداد علمية للقارة العجوز
أبانيز: عندما كان الفرنجة والسكسون والجرمان
يعيشون فى الظلمات.. كان العرب ينيرون إسبانيا
العرب فى الأندلس لم يتخلوا عن فضيلة حرية الضمير
ألفارو: رنين الأدب العربى جعل الغرب يهجرون اللغة اللاتينية
يبدأ عباس محمود العقاد كتابه بطرح سؤال مهم.. من هم العرب؟.. ويجيب قائلا: إن العرب أمة أقدم من اسمها الذى تعرف به اليوم.. العرب هم أصل الجنس الذى تفرع منه الكلدانيون والأشوريون والكنعانيون والعبرانيون وسائر الأمم التى سكنت بين النهرين وفلسطين وما يحيط بفلسطين.. وإذا كان لهذه الأمم جميعا أصل واحد فأرجح الأقوال وأقربها إلى التصور أن يرجع هذا الأصل إلى الجزيرة العربية وذلك لأسباب عديدة منها أن الجزيرة العربية هى أشبه المواقع بالمحافظة على أصل قديم كما أن اتجاه الهجرة من الجنوب إلى الشمال متواتر فى الأزمنة التاريخية القريبة والبعيدة.. ويتحدث العقاد بعد ذلك عن العلوم المختلفة التى أخذها الأوروبيون قديما عن العرب «قبل آلاف السنين» ويستهل كلامه بعلم «التدوين» فيقول: إن من أكثر الاختراعات التى استفاد منها البشر هو اختراع طريقة إثبات المعانى بالحروف واثبات الأعداد بالأرقام .. إن تدوين المعارف البشرية كلها راجع إلى هذا الاختراع النفيس .. ويضيف العقاد: إنه مما يقل فيه الخلاف بين المؤرخين هو أن حروف الكتابة العربية والكتابة الإفرنجية ترجع إلى مصدر واحد وأن الأوروبيين اعتمدوا على الكنعانيين والإرميين فى اقتباس حروفهم الأولي.. ومعظم الباحثين فى هذا الموضوع يرجحون أن الحروف الكنعانية أو الإرمية تدرجت من حروف مصرية مأخوذة من الصور الهيروغليفية القديمة.. ويقول العقاد: إن «فضل النشر والتعميم» هنا لاختراع التدوين بالحروف والأرقام هو لأبناء الجزيرة العربية لأنهم نقلوه إلى الأقطار الآسيوية كما نقلوه إلى الأقطار الأوروبية.. فأخذ الهنود حروفهم من اليمن كما أخذ الأوروبيون حروفهم من عرب الشمال بفلسطين.
ويذكر العقاد فى موضع آخر فى كتابه تحت عنوان «صناعات السلم والحرب» أن «إسحاق تايلور» يرى أن الإغريق اقتبسوا نظام «الأوزان» وسك النقود عن البابليين من طريق الإرميين فالليديين فى آسيا الصغري.. ويضيف: إن الإرميين كان لهم بطون فى العراق وبطون فى سيناء وفلسطين فكانوا ينشرون ما اقتبسوه من وادى النهرين ووادى النيل على السواء.. وكان الإغريق على اتصالات بهم فى الموانيء الشرقية من آسيا الصغرى إلى تخوم سيناء فنقلوا عنهم وسائل الحضارة والتجارة قبل أن يهتدى إليها أبناء القارة الأوروبية بزمن طويل.. ويقول العقاد: إن أبقراط الملقب فى بلاد الإغريق بأبى الطب قد نشأ فى جزيرة كوس وإن جالينوس أشهر أطباء اليونان بعده قد نشأ فى آسيا الصغرى وأن الاثنين قد قاما بالسياحة فى أرض كنعان وإرم ومصر.. وأنه لا خلاف على اقتباس أبقراط وجالينوس الطب من طب الفراعنة القديم.. وهناك معارف اقتبسها أهل آسيا الصغرى من كنعان وبابل.. ويشير العقاد إلى أنه: لم تكن هناك صناعة من صناعات «السلم» لم يتتلمذ فيها الإغريق على أمة من سلالة الجزيرة العربية أو لم يكونوا فيها لاحقين على إثر سابقين.. وعلى اعتبار أن الساميين جميعا من سلالة الجزيرة العربية يجب أن تعود إليهم «الفنون الحربية»التى استفاد منها الرومان.. ويؤكد العقاد أن الأوروبيين تتلمذوا على أبدى أبناء الجزيرة العربية فى مسائل العقيدة والحضارة والمعيشة اليومية قبل أن تبلغ أوروبا مبلغ المعلم لغيره فى أمر من الأمور.. إن المعارف الفلكية التى وصلت إلى الأوروبيين وبنوا عليها علومهم فى الكواكب والأيام مصبوغة بالصبغة البابلية سواء فى الأسماء أو الصفات.. وأن الكتابة قد وصلت إلى الأوروبيين والهنود عن طريق أبناء الجزيرة العربية فى أقصى الشمال أو أقصى الجنوب.
ومن بين ما أورده عباس محمود العقاد فى كتابه أنه فيما يتعلق بعلوم الطب فقد أشاد «هوميروس» فى الأوديسى بمهارة الأطباء المصريين وأن «هيرودوت» قال أكثر من مرة إنهم كانوا يعالجون أنواعا شتى من الأمراض يختص كل طبيب بمرض يبرع فى علاجه.. وكان الإغريق يعرفون اسم أمحوتب «رب الحكمة عند المصريين القدماء» ويسمونه بلغتهم «أموثيس».. وقد نقلوا عن الطب المصرى كثيراً من العقاقير والأدوات الجراحية.. ويشير العقاد إلى أنه بعد تلك الحقب بقرون طويلة جدد العرب ريادتهم لهذه العلوم حيث يقول: إن من موسوعات الطب الإسلامية مالم يوضع له نظير فى الضخامة والتمحيص.. وقد تم ترجمة هذه الموسوعات كلها إلى «اللاتينية «.. لقد تمت ترجمة كتاب القانون لابن سينا فى القرن الثانى عشر وهو موسوعة جمعت خلاصة ما وصل إليه الطب عند العرب والإغريق والهنود والسريان والأنباط.. كما تم ترجمة كتاب «الحاوي»للرازى فى عام 1279 وكذلك تمت ترجمة كتب ابن الهيثم .. وجميعها كانت سببا فى نقل أوروبا من حال إلى حال.
وفيما يتعلق بالجغرافيا والفلك والرياضيات.. يقول العقاد: إنه من الخطأ الظن أن علم الجغرافيا علم يونانى فى أصوله ومبتكراته .. ذلك لأن بطليموس «معلم الجغرافيا الأول» فى العصور القديمة اقتبس كثيرا من المصريين والكنعانيين وقد سبقه جغرافيون يونانيون اعتمدوا على أهل مصر وبابل فيما أثبتوه من الأصول الجغرافية التقليدية ومنها الكلام عن النيل وتقسيم الدنيا إلى سبعة أقاليم.. والواقع الذى يتفق عليه المؤرخون أن أوروبا لم تطلع على جغرافية بطليموس قبل انتقالها اليها من طريق الثقافة العربية وأنها وصلت إلى الأوروبيين مزيدة منقحة بما أضافه إليها الجغرافيون المسلمون.. ولقد كانت الأندلس هى التى نشرت العلوم الجغرافية فى أوروبا .. وكان للشريف الإدريسى أعظم الأثر فى جمع وتجديد وإحياء العلوم الجغرافية لدرجة أن ملك صقلية «روجر الثاني» عندما أراد فى القرن الثانى عشر أن يستوفى معلومات عصره الجغرافية لم يجد من يعتمد عليه فى ذلك سوى الشريف الإدريسي.
ويتناول العقاد فى كتابه أيضا تأثير «الأدب العربي» فى أوروبا فيشير إلى اعتراف العديد من رموز الفكر الأوروبى بالدور التاريخى الذى قام به العرب فى تشكيل الأدب الأوروبي.. ومن بين هذه الإعترافات ماجاء فى مجموعة «تراث الإسلام» والتى تناولت أثر العرب فى الآداب الأوروبية حيث جاء أن أحد أبرز المهتمين بالأدب الأوروبى «ماكييل» قال فى إحدى محاضراته : «إننا نحن الأوربييين مدينين لبطحاء العرب وسورية بمعظم القوى الحيوية الدافعة أو بجميع تلك القوى التى جعلت القرون الوسطى مخالفة فى الروح والخيال للعالم الذى كانت تحكمه روما».. يقول العقاد: إن أوروبا كانت تتلقى آثار الثقافة العربية من ثلاث جهات متلاحقة فى القرون الوسطي.. وهى القوافل التجارية التى كانت تغدو وتروح بين آسيا وأوروبا وربما كانت هى الطريق التى وصلت منها أطراف الأخبار الإسلامية إلى البلاد الإسكندنافية.. أما الجهة الثانية فهى المواطن التى احتلها الصليبيون وعاشوا فيها زمنا طويلا بين مصر وسورية وسائر الأقطار الإسلامية.. والجهة الثالثة هى الأندلس وصقلية وغيرها من البلاد التى قامت فيها دول المسلمين وانتشر فيها المتكلمون باللغة العربية.. وبنقل العقاد من ماجاء فى كتاب «الإسلام الأندلسي» أن أحد الكتاب الأوروبيين هو الإسبانى «ألفارو» والذى كان يأسى أشد الأسى لإهمال لغة اللاتين والاغريق والاقبال على لغة المسلمين فيقول ألفارو: إن أرباب الفطنة والتذوق سحرهم رنين الأدب العربى فاحتقروا اللاتينية وجعلوا يكتبون بلغة «قاهريهم» دون غيرها.. ويذكر العقاد أن: «الصلة بين الأدب العربى أو الأدب الإسلامى على الجملة وبين الأداب الأوروبية منذ القرن السابع عشر.. ويكفى لاجمال الأثر الذى أبقاه الأدب الإسلامى فى آداب الأوروبيين أننا لا نجد أديبا واحدا من توابغ الأدباء فى أوروبا خلا شعره أونثره من بطل إسلامى أو نادرة إسلامية.. ومنهم الأدباء الإنجليز «شكسبير وأديسون وبيرون وكولردج وشلي» والأدباءالألمان «جيتى وهاردر ولسنغ وهيني».. كذلك «مونتسكيو وفولتير وهيجو» من الأدباء الفرنسيين.. ليس فقط فى «القرون القريبة».. بل أيضا منذ آلاف السنين».. كان العرب هم أساس العلوم والحضارة التى عرفتها أوروبا ووصلت عبرها إلى ما وصلت إليه الآن.. هذا ما يشير إليه بكل وضوح العقاد فى كتابه.
من أروع وأدل وأشمل الوثائق التى ذكرها عباس محمود العقاد فى كتابه تلك الشهادة التى أدلى بها أحد أبرز الكتاب الأوروبين فى العصر الحديث وهو الإسبانى «بلاسكوا أبانيز» والذى أشاد بدولة «الأندلس» والدور الذى قامت به فى الحضارة الأوروبية.. يقول أبانيز فى شهادته التى أوردها العقاد: «لقد أحسنت إسبانيا استقبال أولئك الرجال الذين قدموا إليها من القارة الإفريقية وأسلمتهم القرى أزمتها بغير مقاومة ولا عداء.. فما هو إلا أن تقترب كوكبة من فرسان العرب من إحدى القرى حتى تفتح لها الأبواب وتتلقاها بالترحاب.. كانت غزوة تمدين.. ولم يزل سيل المهاجرين يتدفق من جانب المضيق وتستقر معه تلك الثقافة الغنية الموطدة الأركان نابضة بالحياة.. ولدت منتصرة.. وبث فيها النبى حمية قدسية.. وإجتمع إليها علم بيزنطة وتراث الهند وذخائر فارس والصين.. وهكذا تسرب الشرق إلى أوروبا .. وفى الواقع .. والكلام لايزال على لسان أبانيز.. إن قدوم العرب إلى الأندلس لم يكن فتحا تم فرضه على الناس بالسلاح .. بل حضارة جديدة بسطت شعابها على جميع مرافق الحياة.. ولم يتخل أبناء تلك الحضارة زمنا عن فضيلة حرية الضمير وهى الدعامة التى تقوم عليها كل عظمة حقة للشعوب.. فقبلوا فى المدن الكنائس وبيع اليهود ولم يخش المسجد معابد الديانات التى سبقته فعرف لها حقها واستقر إلى جانبها غير حاسد لها ولا راغب فى السيادة عليها.. ويضيف بلاسكوا أبانيز فى شهادته التى وثقها العقاد: وفى الزمن الذى كانت أمم الشمال فريسة للفتن الدينية والمعارك الهمجية يعيشون عيشة القبائل المستوحشة فى بلادهم كان سكان إسبانيا يزدادون فيزيدون على ثلاثين مليونا تنسجم بينهم جميع العناصر البشرية والعقائد الدينية.. وبينما كانت شعوب الفرنجة والسكسون والجرمان يعيشون فى الأكواخ ويعتلى ملوكهم وأشرافهم قمم الصخور فى القلاع المظلمة ومن حولهم رجالهم هم عالة عليهم يلبسون الزرد ويأكلون طعام الإنسان الأول قبل التاريخ.. كان العرب الأندلسيون يشيدون قصورهم وينشرون الحرية فى أقاليم إسبانيا قبل أوروبا الشمالية بزمن طويل.. لقد أقام هـؤلاء الرجال ما بين القرن الثامن والقرن الخامس عشر واحدة من أجمل وأغنى الحضارات التى عرفتها أوروبا».
من خرج فى طلب العلم كان فى سبيل الله حتى يرجع.. صدق حبيبنا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم فى العالمين انك حميد مجيد..اللهم بارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم فى العالمين انك حميد مجيد.. وصلى الله على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
فلسطين.. أرض الأقصى.. أرض المحشر.. أرض المسرى.. مسرى حبيبنا وسيدنا محمد رسول الرحمة والإنسانية.. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.