الدعم فى أساسه لون من التكافل الاجتماعى يهدف إلى حماية الطبقات الأكثر فقرًا والأشد احتياجًا، فاذا احتال عليه من لا يستحق فقد يؤدى ذلك إلى حرمان بعض من يستحقه من الحصول عليه.
الدعم بصفة عامة هو مال عام من جهة وحق للفقراء المستحقين من جهة أخري، وحرمته حرمة مال اليتيم الذى قال رب العزة عز وجل فى شأن من يعتدى عليه: «إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِى بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا» «النساء: 10»، مما يتطلب التصدى بحسم وحزم لكل من تسول له نفسه التربح منه من أصحاب النفوس المريضة الذين يريدون أن يحققوا ثراء محرما على حساب الفقراء والمحتاجين، فأى تربح بهذا الدعم هو أكل محقق للسحت، ونبينا «صلى الله عليه وسلم» يقول: كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به « .
مع تأكيدنا على ما يأتى:
1 – أهمية دعم الطبقات الكادحة والفقيرة، والأشد احتياجًا والأكثر فقرًا، باعتبار ذلك واجباً شرعياً ووطنياً وإنسانياً، حيث يقول الحق سبحانه وتعالي:» وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا» «الإسراء: 26» فعد القرآن الكريم ما يعطى لهم من المال حقا لهم وليس تفضلاً عليهم، ويقول سبحانه: «كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ فِى جَنَّاتٍ يَتَسَاءلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ مَا سَلَكَكُمْ فِى سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ « «المدثر : 38 – 44 «، ويقول نبينا الكريم «صلى الله عليه وسلم»: «ما آمن بى من بات شبعانَ وجارُه جائعٌ إلى جنبِه وهو يعلم به»، ويقول «صلى الله عليه وسلم»: «هلْ تُنْصَرُونَ وتُرْزَقُونَ إلَّا بضُعَفَائِكُمْ؟!»
2 – الدعم مال عام، له حرمة المال العام وقواعد حمايته، فالتربح على حسابه يعد من الجرائم المخلة بالشرف، بما يتطلب مضاعفة وتغليظ عقوبة الاعتداء عليه والاحتيال للحصول عليه بدون حق.
3 – إلى جانب المتابعة الإدارية والمحاسبة القانونية لابد أن نعمل على إحياء وإيقاظ الضمائر، فربما كان من الصعب أو المستبعد أو المستحيل أن نخصص لكل إنسان شرطيًا أو جنديًا أو مراقبا يحرسه أو يراقبه طوال الوقت، ولكن من السهل أن نربى فى كل إنسان ضميرًا حيًا ينبض بالحق ويدفع إليه رقبناه أو لم نراقبه، لأنه يراقب من لا تأخذه سنة ولا نوم.
4 – للدعم النقدى مزايا، منها: إنهاء حالات التربح والفاقد من الدعم العيني، ومنها أن النقد أنفع للفقير من جهة سعة التصرف فيه وترتيب أولوياته وفق احتياجاته الملحة والضرورية، كما أنه أيسر على المتنقلين بين محل العمل ومحل الإقامة أو من تقتضى طبيعة عملهم تنقلات كثيرة، كما أن حصوله على النقد سيتيح له حرية أوسع فى الحصول على متطلباته من التاجر أو الجهة التى يريد دون ارتباط بتاجر معين.
5 – إذا كانت آليات التحول من الدعم العينى إلى الدعم النقدى ستتطلب بعض اللوجستيات الدقيقة فإن الأمر يمكن تطبيقه على مراحل تبدأ بالأيسر الذى لا يحتاج إلى لوجستيات كثيرة أو معقدة ولتكن البداية بالتحول من دعم السلع التموينية العينى إلى النقدى كمرحلة أولى يقاس من خلال تطبيقها مزايا التحول إلى الدعم النقدى وإزالة أى عقبات وحل أى مشكلات تطرأ خلال هذا التحول ثم يتم تطبيق باقى مراحل التحول تباعاً.