قال مسئولون أمريكيون أمس إن «إسرائيل رفضت حتى الآن الكشف لإدارة الرئيس جو بايدن عن تفاصيل خططها للرد على إيران».
نقلت قناة (الحرة) الإخبارية عن المسئولين قولهم إن الإدارة الأمريكية تشعر بالإحباط إزاء السياسات الإسرائيلية فى قطاع غزة وفى لبنان، وأنها تحاول منع المزيد من التصعيد فى المنطقة.
كان الرئيس الأمريكى جو بايدن قد أعلن رفضه دعم أى هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، داعيًا إسرائيل إلى التصرف بـ»شكل متوازن» فى ردها على الهجمات الصاروخية التى شنتها طهران.
تأتى هذه الدعوات الأمريكية فى ظل توعد نتنياهو بأن إيران ستدفع ثمناً باهظاً بعد إطلاقها أكثر من 180 صاروخًا على إسرائيل.
أكدت صحيفة (الجارديان) البريطانية، أن جميع الأطراف ستكون خاسرة فى حالة اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وإيران.
قالت الصحيفة – فى مقال افتتاحى نشرته أمس – إن الحرب ليست طريقة مقبولة لحل النزاعات الدولية، وسيكون من الأفضل إسكات البنادق فى مناطق القتال بالشرق الأوسط واللجوء إلى الدبلوماسية، موضحة أنه إذا تبنى القادة بشكل جماعى وجهة النظر تلك، فإن الشرق الأوسط – والعالم – سيكون بلا شك مكاناً أكثر أماناً واستقراراً.
ذكرت أنه عندما قال الرئيس الأمريكى جو بايدن، الأسبوع الماضي، إن إدارته كانت «تناقش» خططاً إسرائيلية محتملة لمهاجمة صناعة النفط الإيرانية رداً على هجوم الصواريخ الباليستية الإيرانية، ترك ذلك العالم فى حالة من الذهول، لاسيما وأن بايدن لم يرفض هذه الخطط بشكل مباشر، بالطريقة التى فعلها فى اليوم السابق فيما يتعلق بضربة محتملة على المواقع النووية الإيرانية.
ترتب على تلك التصريحات قفز أسعار النفط بنسبة 10 بالمائة، على الرغم من تراجع الرئيس الأمريكى عن التصريح فى اليوم التالي.
قال محللون إن ضربات إسرائيلية مستهدفة لمجمعات التكرير قد لا تفعل أكثر من كسب ترحيب محلي.
أشاروا إلى أن قصف جزيرة خرج، قلب عمليات تصدير النفط الإيرانية، من شأنه أن يشل اقتصادها، ومع ذلك، فإن مثل هذه الخطوة قد تؤدى أيضا إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية وتؤثر على المستهلكين الأمريكيين قبل أسابيع فقط من انتخابات الرئاسة الحاسمة.
بحسب الصحيفة، فشلت عقوبات واشنطن فى عرقلة صادرات النفط الإيرانية، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى استعداد الصين لتحدى الولايات المتحدة. ومع شراء بكين لنحو 90 بالمائة من النفط الخام الإيراني، فإن الهجوم الإسرائيلى على المنشآت الإيرانية من شأنه أن يخلف عواقب غير مؤكدة. ويكمن الخطر الحقيقى فى التصعيد، مما قد يجر الصين إلى الصراع ويعيد تشكيل ديناميكيات الشرق الأوسط لسنوات.
قالت «الجارديان» إنه من الصعب التنبؤ بنتيجة مثل هذا الصراع. ومع ذلك، فإن عواقب الغزو الأمريكى للعراق بمثابة تذكير بأن الإجراءات المزعزعة للاستقرار غالباً ما تدعو قوى خارجية للتدخل فى الشرق الأوسط.
أشارت الصحيفة إلى أن اندلاع حرب شاملة بين إيران وإسرائيل قد يؤدى إلى إغلاق مضيق هرمز، وهو أهم نقطة عبور للنفط فى العالم، ويمر عبره ربع النفط الخام الذى تنقله ناقلات النفط، وسوف يكون هذا بمثابة ضربة قوية للاقتصاد العالمي.
كشف موقع «أكسيوس» الأمريكى أن محادثة حاسمة للرئيس الأمريكى جو بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بشأن خطط إسرائيل لضرب إيران.
ووفقًا لما قاله ثلاثة مسئولين أمريكيين لـ»أكسيوس»، فإن هذه المحادثة هى الأولى بين بايدن ونتنياهو منذ شهرين متوترين، وتأتى فى الوقت الذى تفكر فيه إسرائيل فى هجمات كبرى يمكن أن تؤدى إلى تصعيد حربها الإقليمية بشكل كبير.
أضافوا: «نريد استخدام المكالمة لمحاولة صياغة حدود الانتقام الإسرائيلى حيث تسعى الولايات المتحدة إلى التأكد من أن إسرائيل تهاجم أهدافًا فى إيران مهمة دون أن تكون غير متناسبة».
كما قال مسئولون إسرائيليون للموقع الأمريكى إن نتنياهو اجتمع لساعات مساء أمس مع كبار الوزراء ورؤساء الأجهزة العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية لمحاولة التوصل إلى قرار بشأن نطاق وتوقيت الهجمات الإسرائيلية.
أضافوا أن رد إسرائيل من المتوقع أن يكون كبيرًا ويشمل مزيجًا من الضربات الجوية على أهداف عسكرية فى إيران والهجمات السرية مثل تلك التى قتلت رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية فى طهران كما درست إسرائيل أيضًا الضربات المحتملة على البنية التحتية النفطية الإيرانية، والتى أشار بايدن إلى أنه سيعارضها.
قال مساعد لنتنياهو لموقع أكسيوس إنه بمجرد اتخاذ القرار، سيرغب نتنياهو فى إطلاع بايدن.
يعتقد المسئولون الأمريكيون والإسرائيليون أن الرد بالمثل سيستمر، مع رد إيران على هجوم إسرائيل، واضطرار الولايات المتحدة وإسرائيل إلى العمل معًا لردع هذا الرد الإيراني.
كان مستشار الأمن القومى الأمريكى جيك سوليفان قد قال لوزير الشئون الإستراتيجية الإسرائيلى رون ديرمر يوم الجمعة الماضى إن الولايات المتحدة تتوقع «الوضوح والشفافية» من إسرائيل بشأن خططها لأنها تحمل تداعيات على القوات والمصالح الأمريكية فى المنطقة.
كما كان وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف جالانت يعتزم السفر إلى واشنطن، لكن نتنياهو رفض الرحلة فى اللحظة الأخيرة عندما أبلغ نتنياهو جالانت أن رحلته لن تتم الموافقة عليها، ووافق مجلس الوزراء الأمنى الإسرائيلى على خطط الهجوم المزمع على إيران.