وأطفال التوحد.. والجديد فى «النصب»..!
وللذين لا يقدرون ولا يستوعبون ولا يدركون ولا يعرفون أيضاً فإننا وفى ذكرى مرور عام على عملية «طوفان الأقصي» فى السابع من أكتوبر من العام الماضى فإننا نعيد التذكير بما حدث فى أعقاب هذا الطوفان وما الذى كان يراد بنا ويخطط لنا.. وما الذى أقدمنا عليه لحماية أمن مصر وأرض مصر وشعب مصر.
فبعد أن بدأت إسرائيل عملياتها العسكرية الانتقامية فى حرب الإبادة فى قطاع غزة تحت زعم ملاحقة حركة «حماس» ومقاتليها.. فإن الحرب التدميرية ضد المدنيين فى غزة دفعت عشرات الآلاف منهم إلى ترك منازلهم والخروج من غزة هرباً من جحيم القصف الإسرائيلى المستمر.. وبدأت الأصوات تتعالى عن ضرورة ترحيلهم إلى سيناء حتى لو كان ذلك بغرض الإقامة المؤقتة..!
وتحدث البعض فى ذلك عن تقارير مزعومة عن صفقات وعروض وإغراءات مالية دولية ضخمة لمصر بعشرات ومئات المليارات من الدولارات مقابل توطين الفلسطينيين من قطاع غزة فى سيناء، وقالوا إنها صفقة القرن التى لا يمكن رفضها والتى يمكن أن تساهم فى حل كل مشكلات مصر الاقتصادية..!
وهنا.. وفى هذا نتحدث عن القرار المصرى الوطنى الصلب منذ اللحظة الأولى لبداية هذا المخطط.. قالت القيادة الوطنية المصرية بأعلى الصوت لكل العالم إن سيناء هى الخط الأحمر الذى لا يمكن تجاوزه.. سيناء التى ارتوت بدماء الشهداء لن تكون عرضة للمساومة فى صفقة أو صفقات.. سيناء كانت وستظل أرضاً مصرية للمصريين فقط.. سيناء ليست للبيع.
والموقف المصرى أجبر الولايات المتحدة الأمريكية ودفع دول العالم إلى تغيير مواقفها وأدائها السابقة.. أدرك الجميع أن الوطن البديل لسكان غزة فى سيناء فكرة غير قابلة للتحقيق.. وتفهم الجميع قرار مصر واحترموه، وأفسدت مصر ما كان مخططاً لدفع الفلسطينيين إلى سيناء.. وقدمت مصر إلى الفلسطينيين بتلك الخطوة دعماً هائلاً لكى تظل القضية الفلسطينية حية فى الأذهان ولكى يتحقق حلم الدولة المستقلة.. ولكى يظل الضغط مستمراً على إسرائيل..
وعندما نتحدث عن هذا الموقف القوى من القيادة الوطنية لمصر فهو موقف نابع من سياسات نصفها بالحكمة أساسها الحرص على سلامة وأمن وأمان هذا الوطن.. والتعامل بهدوء ودون انفعالات مع الأزمات.. المصلحة الوطنية فوق أى اعتبار آخر.
>>>
وما هذا الذى يقوله السيد خالد مشعل رئيس حركة حماس فى الخارج؟.. إنه يتحدث عن أن حماس قد انتصرت وأن الخسائر فى غزة تكتيكية!! ومشعل الذى يقيم خارج غزة يبدو فى تصريحاته كما لو كان يخاطب عالماً آخر غير عالمنا.. فالخسائر التكتيكية فى غزة نجم عنها دماء القطاع بأكمله.. والخسائر التكتيكية نتج عنها تشريد أكثر من مليونى فلسطينى بلا مأوي.. وأكثر من 40 ألف شهيد وعشرات الآلاف من الجرحي..!
ومشعل لم يتجاهل فقط حقيقة ما حدث وإنما عاد فى خطابه يطالب بفتح جبهات جديدة للحرب مع إسرائيل ويشكر فى ذلك حزب الله وإيران والحوثيين..!
خالد مشعل يتحدث بما يملى عليه.. وبعيد عن الواقع وعن الحقيقة أيضاً..!
>>>
وأذهب إلى «الإنسانية».. ولا حديث أهم من مشاكلنا وقضايانا الإنسانية.. وأتحدث فى ذلك عن مشاكل الأسر التى لديها أطفال يعانون من «التوحد» والنشاط الجسدى الزائد.. وقد تابعت مشكلة أسرة حاولت وتحاول أن تتابع خطوات أحد أبنائها من الذين يعانون من «التوحد» والذى يهرب من المنزل عندما تنشغل عنه الأسرة ويقضون اليوم بطوله بحثاً عنه هنا وهناك بمساعدة الجيران والأصدقاء فى رحلة بحث مرهفة مؤلمة.
وأقول فى ذلك إن العديد من الدول تقوم بتزويد هؤلاء الأطفال بأجهزة تتبع تعلق فى صدورهم أو فى أيديهم تبين وتحدد مكان اختبائهم وتواجدهم لسرعة العثور عليهم قبل وقوع حادث من أى نوع لهم.
وأدعو فى ذلك أيضاً إلى زيادة عدد المدارس التى تختص بتعليم وتدريب أطفال التوحد لأن الموجود حالياً هى مدارس مرتفعة التكاليف والرسوم بحيث لن يقدر عليها إلا فئة معينة من أغنياء الأغنياء..!
إن هؤلاء الأطفال يستحقون دعماً ورعاية خاصة جداً لكى يتم بعد ذلك دمجهم فى المجتمع ليحصلوا على حقهم فى الحياة.
>>>
وهذه قضية مهمة.. قضية تدفع إلى ضرورة الحذر فى بيوتنا وعدم إدخال الغرباء لأى سبب من الأسباب.. ففى مصر الجديدة فإن مجموعة من النصابين طبعوا إيصالات ودخلوا البيوت على أنهم يقومون بتحصيل فواتير الكهرباء..!
وصحيح أنه قد تم إلقاء القبض على النصابين وتأمين سكان مصر الجديدة.. ولكن ما الذى يمنع غيرهم من اللجوء إلى حيل أخرى لاقتحام البيوت وسرقتها.. والحذر واجب.. والقاعدة الأولي.. لا تفتحوا بيوتكم للغرباء قبل التأكد من شخصياتهم وفى وجود أكثر من فرد من الأسرة.. الدنيا لم يعد بها أمان لأحد..
>>>
وأخيراً:
لا أحد يشبه أحداً حتى فى الإحساس
فهناك من يسلم باليد، وهناك من يسلم بالروح
>>>
وهناك نظرة تختصر الحياة، وصوت يختصر المسافة،
وشخص يختصر الجميع
>>>
وخففوا المجاملات قليلاً، اتركوا الناس السيئة
تدرك أنها سيئة
>>>
والمحبة لا تأتى بالتكلف ولكن الله من يؤلف
>>>
ولله الخفايا، لله ما ضجت به الأعماق