تطل نسمات انتصارات أكتوبر العظيم.. على الأمة العربية والعالم فى ذكراها الواحدة والخمسين.. نقية.. ندية.. كأنها الآن وتتجدد الدروس والتفاصيل أمام الجميع.. خير جنود الأرض.. أبناء مصر الحضارة.. البواسل.. يقتحمون بعزيمة وإرادة ما وصف بأنه أصعب الموانع المائية فى العالم.. ظهراً وهم صائمون اليوم العاشر من رمضان الكريم.. عبروا القناة ورفعوا علم مصر الحبيب.. تدفقت بعدهم تشكيلات القوات المسلحة.. ساعية النصر أو الشهادة.. وكان بحق يوماً من أعظم أيام الأمة.. ومن أهم ما سجله التاريخ.
انتصار أكتوبر كشف السر.. الارادة والتحدى جمعتها روح أكتوبر أيقونة.. وعلامة مباركة من السماء.. تمسك بها المصريون ليبدأوا بعد أن تأكد النصر واسترداد كل شبر من الوطن المقدس عبور السنوات الماضية إلى المستقبل الزاهر الموعود.. هدفهم تعويض ما فات.. ولم يتحقق بسبب حشد الموارد والامكانيات لاسترداد الأرض.. عبروا من حرب الاستنزاف.. ثم العبور الثالث إلى المستقبل المأمول.. نهضة شاملة للوطن الغالى غير مسبوقة تحت راية الجمهورية الجديدة.
وكانت كلمة السر هى بناء الإنسان المصري.. واستثمار قدراته ومواهبة للتعامل مع أسس الحضارة الحديثة.. تكنولوجيا متقدمة.. مشروعات عملاقة.. تنمية مستدامة.. مدن ومجتمعات حضارية عديدة.. بنية تحتية تنافس أكثر الدول تقدماً.. رعاية للشباب.. تطوير التعليم والبحث العيم.. تحول رقمي.. نسف للبيروقراطية والروتين لتكون مصر المحروسة.. رمانة الميزان.. تعود لها ريادتها.. مركزاً إقليمياً للطاقة والنقل وتوطين الصناعة وغير ذلك كثير.. كانت روح أكتوبر هى أيقونة النصر ومفتاح الغد.. وحائط الصد.. وقلعة الدفاع عن آمال الأجيال.. أمام محاولات ومؤامرات أهل السر وخفافيش الظلام.. الذين لا يريدون الخير للشعب العريق.. الذى التف حول قواته المسلحة فى ثورة 30 يونيو التى قدمت درساً جديداً للعالم والتاريخ استرد الشعب دولته.. ولم يضيع بعدها لحظة واعدة.. تحولت الأرض الطيبة إلى ساحة عمل وبناء.. يتواصل فيها الجهد والتخطيط والتنفيذ ليل نهار أرسينا بحمد الله قواعد الجمهورية الجديدة.. وحققنا الكثير من الانجازات رغم الظروف الصعبة والأزمات العالمية والإقليمية.. وباختصار شديد.. تحت راية نصر أكتوبر.. أيقونة الجميع.. يواصل أحفاد الفراعنة رسالتهم فى اعمار الأرض واستكمال البناء والتشييد.. وفى قلوبهم وعقولهم وأفئدتهم دائماً منظومة الصدارة والوفاء التى صنعت النصر العظيم.