تمر علينا ذكرى انتصار أكتوبر كل عام لتعيد إلينا ذكريات مجيدة وأياماً مضيئة فى تاريخ مصر، حيث جسدت تلك الحرب أسمى معانى العزيمة والصمود.. لم يكن انتصار أكتوبر مجرد انتصار عسكري، بل كان أيضاً انتصاراً للإرادة والعزيمة الوطنية، حيث اجتمع المصريون فى لحظة فارقة ليقفوا صفاً واحداً، قيادة وشعباً، ليحرروا أرضهم ويستعيدوا كرامتهم ، تلك الروح التى أطلقنا عليها «روح أكتوبر»، لم تكن فقط سلاحاً فى مواجهة العدو على الجبهة، بل كانت طاقة حقيقية تفاعل معها الشعب فى كافة المجالات.
روح أكتوبر: العزيمة والإرادة
روح أكتوبر هى التى جعلت الجنود المصريين يحطمون المستحيل، وتجاوزوا خطوط دفاع العدو بكل قوة وثبات، تلك الروح هى التى نحتاجها اليوم فى مواجهة التحديات التى تحيط بنا، ليس فقط على المستوى العسكري، بل أيضاً على المستويات الاقتصادية والاجتماعية، فمن خلال التكاتف والعزيمة، يمكننا تجاوز الصعاب وتحقيق مستقبل مشرق.
إن المنطقة تشهد اليوم صراعات وانقسامات غير مسبوقة، سواء في، فلسطين، لبنان، سوريا، ليبيا، اليمن، أو غيرها من الدول المجاورة.. هذا الوضع يشكل تحدياً حقيقياً لمصر، التى تقف بثبات لتحافظ على استقرارها ووحدتها فى ظل تلك العواصف المتلاحقة، وبهذا الصدد يتجلى لنا أهمية التمسك بروح أكتوبر، فعلى غرار ما حدث فى 1973، تتطلب المرحلة الحالية اتحاداً شعبياً وتكاتفاً وطنياً لتجاوز التحديات وحماية الوطن من أى تهديدات خارجية أو داخلية.
الاستفادة من روح أكتوبر فى الحفاظ على الدولة المصرية
للاستفادة من روح أكتوبر، علينا أن نعمل على عدة محاور رئيسية:
الوحدة الوطنية: فكما اتحد الشعب المصرى فى 1973 بجميع طوائفه وأطيافه لتحقيق النصر، علينا اليوم أن نعمل على تعزيز هذا التكاتف لمواجهة أى محاولات لزرع الفتنة أو الانقسام. فالوحدة هى السلاح الأقوى للحفاظ على استقرار مصر.
الإصلاح الاقتصادى والاجتماعي: حيث إن الانتصار فى معركة التنمية لا يقل أهمية عن الانتصار فى معركة الحرب، ويجب علينا الاستفادة من روح أكتوبر فى تطوير بنيتنا التحتية، وتحقيق الاكتفاء الذاتى فى العديد من المجالات الحيوية، مثل الزراعة والصناعة.
القوة العسكرية:مصر لم تكن لتنتصر فى أكتوبر لولا قوة جيشها واستعداده ، فالحفاظ على جيش قوى ومتطور هو ضمانة لاستقرارنا وأمننا ، ومن هنا تأتى أهمية دعم القوات المسلحة بكل الوسائل المتاحة.
التعليم والثقافة: فلا يمكن لأى دولة أن تحقق نهضة دون تعليم قوى وثقافة وطنية واعية. من هنا، نحتاج إلى تطوير نظامنا التعليمى وغرس روح أكتوبر فى نفوس الأجيال الجديدة، حتى يظلوا متمسكين بقيم النصر والكرامة.
ختاماً:
روح أكتوبر هى عنوان القوة، وهى ضمانة النجاح فى كل الميادين ، خاصة وأن التحديات التى تواجهها مصر اليوم لا تقل خطورة عن التحديات التى واجهتها فى 1973 ، ولكن ما يجعلنا متفائلين هو أن روح أكتوبر لا تزال متأصلة فى نفوس المصريين ، فبالتكاتف والعمل الجاد يمكننا أن نتخطى هذه المرحلة الصعبة ونحقق لمصر مكانتها اللائقة بين الأمم.