..وتظل ذكرى السادس من أكتوبر العاشر من رمضان واحدة من العلامات الفارقة فى تاريخ العسكرية المصرية بل فى تاريخ الأمتين العربية والإسلامية.. تلك الأيام التى عايش فيها ابناء الشعب المصرى متابعاً بطولات الرجال الذين أبوا الاستسلام لنكسة الخامس من يونيو 67.. فكان العمل الدءوب للرجال من كافة الرتب.. وكانت حرب الاستنزاف التى جاءت مباشرة بعد احداث الخامس من يونيو فكانت بطولات رجال البحرية المصرية والضفادع البشرية متمثلة فى التسلل إلى ميناء إيلات الإسرائيلى والقيام بأعمال بطولية حيث استطاع الأبطال تدمير الرصيف البحرى علاوة على الإجهاز على السفينتين الحربيتين «بيت شيفاع» و»بيت يام» وبالفعل كان الانجاز عظيماً ولم يقتصر الأمر على هذه البطولة فحسب بل كان لرجال القوات الخاصة دور بارز اثناء معارك الاستنزف حيث كانوا يتسللون خلف خطوط العدو بعد عملية إنزال ناجحة.. يقومون بمهام تحدث أكبر الخسائر فى صفوف العدو سواء أكان أفراداً أو معدات..
حقيقة الاعوام الست التى سبقت حرب رمضان ــ أكتوبر المجيدة ــ شهدت لوحات بطولية خالدة للآن لم نعرف أو نسمع إلا القليل منها.. ولكن دفتر أحوال الجيل الذهبى لقواتنا المسلحة مؤكد أنه زاخر بالكثير والكثير من البطولات التى ينبغى أن تخلد وتسجل بأحرف من نور.. لأن هذه الاعمال التى سبقت ملحمة العبور العظيم كانت هى الأساس القوى المتين الذى مهد السبل لأن تحرز قواتنا المسلحة البطولات العظيمة بدءاً من ظهر يوم السادس من أكتوبر.. حين دوت سماء المعركة بزئير الطائرات حيث قام نسور الجو المصريون بضربات مؤثرة فى عمق دفاعات الجيش الإسرائيلى افقدوه القدرة على فعل شيء فى واحدة من المفاجآت التى أذهلت أعتى المدارس العسكرية على مستوى العالم للدرجة التى جعلتهم يدرسون فى معاهدهم العسكرية تلك الخطة العبقرية التى رسمها المصريون وأحرزوا من خلالها هذا النصر المبين وجعل قادة الدولة الصهيونية يبكون دماً مما لا قوة من بطولات رجالات الجيش المصرى البطل..
اقول بكل صدق ويعلم الجميع ذلك أنه لولا المساعدات الغربية والأمريكية التى تدفقت على ميدان المعركة اثناء العمليات العسكرية بيننا وبين اليهود ما استطاع هذا الجيش «الهش» أن يصمد أمام شجاعة رجالنا ولاستطاع جيشنا البطل أن ينهى هذه الحرب فى 72 ساعة لا أكثر ولا أقل ولوصل إلى رفع على الحدود مع غزة.. ولكن كانت الحكمة التى تعامل بها قادة مصر العظام آنذاك مع هذا الموقف الذى فرض علينا.. فكان مفاوضات الكيلو (101) لوقف إطلاق النار.. وتبادل الأسرى من الجانبين.
..حقاً ذكريات لا يمكن بحال من الأحوال أن تمحى من ذاكرة الوطن والموطن فقد أعاد لنا هذا النصر العظيم عزتنا وكرامتنا وكان السبيل إلى عودة أراضينا حرة بقوة السلاح وقوة السلام أيضا..
والآن ونحن نحتفل بالذكرى الحادية والخمسين لنصر أكتوبر حق لنا أن نردد جميعاً «مصر بخير» بجيشها العظيم الذى حطم غرور الصهاينة.