فى عام 1960 كتب الشاعر المسرحى عزيز أباظة قصيدة شعرية بمناسبة بناء السد العالى فى أسوان وغنتها بعد ذلك كوكب الشرق ام كلثوم فى هذه المناسبة وقال أباظة فى مطلع القصيدة «كان حلما فخاطرا فاحتمالا …ثم أضحى حقيقة لا خيالاً، وهذه القصيدة تنطبق تماما على الكرة النسائية فى مصر حتى سنوات قليلة مضت حيث كانت بالنسبة للفتاة المصرية حلما قبل نحو 30 سنة من الآن ثم تحولت إلى خاطر عندما بدأت السيدات أولى خطوات اللعب فى مصر عن طريق بعض الأندية الخاصة، وبعدها تحولت إلى احتمال عندما تأسست بطولة الدورى المصرى للسيدات منذ أكثر من عشرين عاما وعلى وجه التحديد عام 1999، ثم تحولت إلى حقيقة غير قابلة للجدل بعد قرار الفيفا والكاف بشرط أساسى وهو وجود فريق للكرة النسائية حتى يتم قبول رخصة النادى الدولية للمشاركة فى أى بطولة دولية، وهو ما ترتب عليه دخول جبرى للأهلى والزمالك وغيرها من الأندية حتى تتمكن من المشاركة فى البطولات الأفريقية.
والحقيقة أن الكرة النسائية بالرغم من مرور ربع قرن على ممارستها رسميا فى بطولة الدورى إلا أنها لاعتبارات أغلبها يرجع إلى العادات والتقاليد فى دولة شرقية مثل مصر لم تحقق النجاح المتوقع، ولولا الضرورة الجبرية والملزمة من الاتحادين الدولى والأفريقى لتكوين فرق للكرة النسائية لما دخلت اللعبة حيز الوجود فى الأندية الشعبية ونخص منها الأهلى والزمالك والاتحاد والمصرى التى تلعب فى دورى هذا الموسم.
ولن أبالغ إذا قلت أن ما تم نشره عن كرة القدم النسائية فى آخر يومين فقط يزيد عما تم تناوله على مدى ربع قرن بسبب شعبية الأهلى والزمالك وكم البرامج والتغطيات حول أول قمة للكرة النسائية فى مصر بعد أول مشاركة للكبيرين فى دورى الكرة النسائية.
ولكننى سأعود إلى نقطة هامة جدا نتناولها كثيرا فى بطولات كرة القدم للرجال، وهى قدرة الفتاة المصرية على التواجد فى المنافسة القارية والدولية على مستوى الكرة النسائية حتى لا يصبح الإحباط مزدوجا إذا ما فشلنا فى تحقيق النتائج فى كرة القدم على مستوى الجنسين.
وهنا يجب أن أوضح نقطة مهمة جدا وهى الفارق فى التكوين البدنى والعضلى بين الفتاة المصرية ونظيرتها فى أغلب دول القارة الأفريقية وبالتالى تحتاج الفتاة إلى استغلال تفوقها المهارى لتعويض هذا الفارق البدنى.
وهنا أتمنى أن تقوم مصر بما قامت به انجلترا من قبل بتولى اتحاد محلى إدارة الكرة النسائية بعيدا عن الاتحاد الأصلى الذى يدير مسابقات الرجال، لأن الاتحاد الحالى مثقل بأعمال كثيرة هو من الأساس لا يستطيع تأديتها بشكل كامل، فما بالك إذا زادت الأعباء بالكرة النسائية.