التنويم المغناطيسى هو العنوان المنطقى لمباراة القمة الاخيرة بين الاهلى والزمالك التى انتهت بتتويج الفارس الابيض بكأس السوبر الافريقى لكرة القدم بعد تفوقه على الاهلى بركلات الترجيح.
حقا تستحق ان نطلق عليها قمة التنويم المغناطيسى بعد ان تسبب ابناء القلعة الحمراء -دون ان يقصدوا- فى سقوط فريقهم فى فخ الاسترخاء والثقة الزائدة التى وصلت لحد الغرور، من خلال تماديهم فى التقليل من الزمالك، والتغنى بقدرات الاهلى المرعبة وكلنا تابعنا تصريحات غير منطقية سبقت هذه المواجهة.
النجوم القدامى للأهلى والمحللين تحدثوا قبل المباراة وأوصلوا رسالة بان الاهلى سيكون فى نزهة كروية وان الكأس أصبحت فى الجزيرة قبل السفر إلى السعودية، بل ووصل الامر الى ان البعض منهم كان يرى ان الهزيمة ستكون كارثية وثقيلة على الزمالك.
ورغم ان الجميع يعلم مسبقا ان قمة الاهلى والزمالك لا يمكن التكهن بنتيجتها، وانه ليس شرطا ان يفوز الافضل لأن كرة القدم لها سحرها وغموضها واحيانا تكون لك الافضلية ولا تحقق الفوز والعكس تماما.
فى المقابل تسببت هذه التصريحات غير المبررة فى استفزاز لاعبى الزمالك الذين حرصوا على الدفاع عن كبريائهم، واللعب بروح قتالية فى الملعب من أجل إثبات الذات والرد على التصريحات التى تقلل منهم وبالفعل كانوا فى الموعد، وقدموا مباراة كبيرة رغم كل الظروف بشهادة جميع خبراء الكرة المصرية والعربية وعادوا بالكأس عن جدارة واستحقاق.
الدرس الذى يجب ان يتعلمه الجميع ان استفزاز المنافس والتقليل منه، حتى لو كان أضعف منك فنيا بمثابة سلاح ضدك لأنه يدفعه للقتال فى ارض الملعب وهو ما حدث بالفعل ، وفى نفس الوقت يقتل الدوافع لدى لاعبيك ويقلل من حماسهم وروحهم القتالية . المدرب المحنك والخبير الكروى يعرف هذه الأمور جيدا وبالتالى أى مدرب صاحب خبرة عندما يشعر أن فريقه يستهين بالمنافس تجده دائم الحديث عن ان المواجهة لن تكون سهلة بل العكس يتحدث عن صعوبة المواجهة ويحرص دائما على تحذير لاعبيه من التهاون والاستهتار والتأكيد للاعبيه بان المنافسة صعبة من اجل حث لاعبيه على بذل الجهد فى الملعب لتحقيق الفوز بعيدا عن المفاجآت.